عبد الله الشيخ : البُنْقُزَايَة
البُنْقُزَايَة، قال: أكفُت الحَلّة، المال يجيبا الله.
البُنْقُزَايَة، قال: مال التُّجار زايِد، ومَالو هو، البِينْقُص. البُنْقُزَايَة، يجي العاصِمة كَدّارِي، أو فوق حمار، أو يركب على ضَهر البَقر .
البُنْقُزَايَة، يجي سايق البقر و التيران ذوات القرون، من جنوب دارفور في عشرة أسابيع.
التّاجِر سيد المُراح، يلْحَقو في أُم درمان بالطيّارة، ويرجع بي عربية.. وشوف كيفن الدنيا كيفِنْ غدّارة..!
البيشتغل بُنْقُزَايَة أو عسكري، أو يسافر ليبيا، “ إذا ما جنْتَرْ، أو فطَّ سَطُرْ”، ممكن يتحمّل أي حاجة، وممكن يركب في أي شَغَلة.
البُنْقُزَايَة راعي البَقَر كسّارات الهبيش،عشّايات الضيفان بلا نار.. يحَاحِي المُراح في شهرين، في عشرة أسابيع، من طرف السودان الغربي .. أكان زانَقتْ معاهو إحتمال يصل البَحر في ميّة يوم.. البُنْقُزَايَة، يَقُص أثر حملة هكس باشا، صدوداً نحو أُم درمان.
البُنْقُزَايَة، شاف ليهو بنت سمحة..غنى ليها وقال:ــ “إحِب الخَدار، لو كان عَدار”..
قالت ليهو:ــ “ تحِب شنو، وإنت أكلك قُوَال، ورُقادك شُوّال..؟ إنت حَالكْ دَا، حَال خَدار”..؟
“القُوَالْ” هو المفاضلة التي تقع بين صاحب العمل والشغيلة، للاتفاق على بيعهم الجُهد والعرق، مقابل دراهِم معدودات.
من هذا “القُوَالْ” استخرج محسوبكم كارل ماركس وإنجلز، نظريتهما عن “فائِض القيمة”.
البُنْقُزَايَة، باللّيل يشتغل شُغل الحُمار، و بالنّهار يِتْلبَّسْ ويِتْهندَمْ ويدخل العَمَار، التّقول مُوظّف..!
البُنقزاية سأل الله، وقال:ــ
يا رب قبل الممات، تقسم لي تلاتة حاجات: تديني تلات نَساوين، دِي صغيرة يا دُوبها جات، ودِي أُم الوِليدات ، ودِي مَرَا “هيَقمْ” تعقِد الرّايات.
يا رب، تديني سبعة وِليدات: السبعة كلهم صالِحين، إلا وِحيداً فيهُنْ، يعيش شخبات لخبات، ويومي يمرُق يجيب مُشراط.
يا رب ترزقني، أسوي لي بَقَرَات: في لُبّهِن غِنيمَات، ينشِقِنْ تُراب دارفور، يأكُلِن مُخدِّرات، وإن دَرّتْ يجِنْ كاسّاتْ، يعكِّنْ البُوّاط ،الجّدعة تِحت التُّور، والتّنايا مِجديّات”.
المرأة الهيقمْ هي صاحِبة الرأي والتدبير. و النشوق والدرت، هما ترحال الرعاة الموسمي في غرب السودان، وهما أشبه برحلَتي الشتاء والصيف في صحراء عرب الحِجاز. و البُوطة هذ الغابة، هي ضهرة الخلا وتَبَسَه الأخضر الكاسِي.
البُنقزاية، سوّاق البقر، اشترى حُجارة البطارية للرّادي. جهّز مَعونتو وصُرارو، ورفع عِدّتو وهِديماتو في الخُرُج. حَقَبْ سَفروقو، وساق بَقرو، و خلاص بِقى مَارِق.
في طرف الحِلّة سِمع الغَرنوق الحَنين يقوقي.
البُنقزاية هزَّ راسو وبَكى، وقال لأهل الُمراح:ــ
أنا تاني لي قِدّام، معاكُم ما بمشي.. الكَلَكَة الفوقها الغرنوق دِي، أفوتا أمشي وين..؟ الكَلَكَة فوقها عجوزنا البِي قرْعَتا، سلّتْ سيسبانايتا، وكرِّتْ كربايتا ، وكليكتنا كمان، النّبق بِي تِحتا.. أنا تاني لي قِدّام ، معاكم ما بمشي.
البُنقزاية قال: الكَلَكَة ريفي بُرام، بلد الرُّز، وبلد الوِزْ، وبلد النُّقارة البِتعملْ دُزْ.. بلد الوَرَلْ الكبير، المَا بِيَفِزْ.. أنا تاني لي قِدّام ، معاكم ما بمشي.
البُنقزاية قعد في الحِلّة وبقى غنّاي:ــ
الكَلَكَة فيكي بحيرة كِندي، فيكي البشني والبَردي، وفيكي العَقشْ والفَايَة، وفيكي الدّحل الأبيض، وغزال أنسوح العَصُرْ جَايَة.