خالد حسن كسلا : جنوب السودان ..العار الأمريكي الآن
سودانيون وسودانيات في الولايات المتحدة الأمريكية . يواجهون إطلاق الرصاص عليهم. و لأنهم ليسوا من الولايات الأنجلوا سكسون بروتستانتس ..فإن الإدارة الأمريكية لا تنشغل بهم ..رغم تجنيسها لهم . و كيف يمكن أن تأتي واشنطن بجنودها لحماية أبناء جنوب السودان.؟ و واشنطن بنفسها منذ عقود تهتم بقضية استقلال جنوب السودان ..و لعلها تقصد استقلال الأرض التي تختزن في احشائها النفط ..وتتدفق في سطحها المياه العذبة .. وتستضيف مناخا ًترفيهياً رائعاً . لكن ما يحدث الآن في جنوب السودان ..دون أن تحسمه واشنطن التي تتبرع بالمستشارين لحكومة جوبا ..يفضح أخلاقها للجنوبيين ..لكن لا حيلة لهم الآن . فهم محرجون جداً من الحديث عن العودة إلى الخرطوم . فقد ذهبوا إلى واشنطن (فرع جوبا) و ظنوا أنها سعت لاستقلالهم كشعب جنوبي عن الخرطوم ..لكن كان المقصود استقلال الأرض فقط ببترولها ومياهها ومناخها وخصوبتها . أما الشعب فهو موزع بين مخيمات النزوح بالداخل ومعسكرات اللجوء بالخارج ..وفي حفر كبيرة لجثث ضحايا الحرب . ورغم ذلك تحافظ واشنطن على جيش التمرد ذي العقيدة الهجومية والنزعات القبلية ..و لا يمكن أن يصلح جيش دولة بدون عقيدة دفاعية وطنية طبعاً .و واشنطن لا تريده أن يصبح جيشاً وطنيا ًمحصناً من الانشقاق ..و الدليل ارتضائها وثيقة اتفاق السلام بين سلفا كير ومشار ..فهي تحمل في سطورها نفس السبب الرئيس لانفجار الأوضاع الأمنية ..وهو وجود جيشين في وطن واحد . عدد سكان جنوب السودان الآن أكبر من عدد سكان خمس دول خليجية مجتمعة هي الإمارات وقطر والكويت وسلطنة عمان والبحرين ..والأخيرة قرية خليجية عدد سكانها أقل من عدد سكان بانتيو . وفي كل دولة من هذه الدول الخليجية جيش واحد فقط .. وهي بذلك تنعم بالاستقرار . .و لو تعذر في جنوب السودان بناء جيش موحد مثل الجيش السوداني . فإن الأفضل لهم تقسيم بلادهم إلى ثلاث أو أربع دول في كل واحدة جيش واحد موحد مثل دول الخليج . هذا هو العلاج الناجع لمشكلة الأمن في جنوب السودان .. ودول الخليج الخمس هذي لغة شعوبها واحدة وتجمع بينها رابطة الدم . وجنوب السودان من الخرطوم إلى واشنطن ماذا حدث له؟ انتزعته واشنطن من الدولة السودانية المستقلة عام 1956م . واتبعته لنفوذ البيت الأبيض والرجل الأبيض ..وحافظت على هذا النفوذ بخديعة استمرار جيشين فيه . حتى لا يكون هناك غنى عنها في كل مرحلة . جيشان في دولة واحدة معناه (ديكين في قفص واحد) التقيا في عمر متقدم ..هل سيحتملان بعضهما .؟ ينبغي أن يفهم الشعب الجنوبي أن واشنطن تريد أن تحافظ في بلادهم على القنابل الموقوتة ..لكي لا يستقر جنوب السودانو . .لكي يكون مستقبلاً نفطه مقابل الغذاء والدواء بدلاً من أن ينتج الجنوبيون الغذاء والدواء في بلادهم ليستغنوا عن الاستيراد وأكثر من ذلك يصدروا إلى دول الجوار وكل المنطقة . هذا إذا سمحت واشنطن ببناء جيش موحد .. جيش يقوده بمستوى أعلى سلفا كير وينوب عنه مشار ويمثل عضوية هية أركانه ويقود وحداته الكبرى كل أبناء القبائل . جيش عقيدته دفاعية فقط ..لا تؤمن بالهجوم ..كما هو الآن حال أجنحته. ونسمع قوات تابعة لمشار هاجمت معسكر لقوات تابعة لسلفا كير . ونسمع العكس ..و حتى سلفا كير يحدثنا عن أن نائبه الأول يريد تصفيته داخل القصر الرئاسي ليحل محله . والآن مطالب دولية وإقليمية بتنحية سلفا كير ومشار .. مشار منحى طبعاً ..و بقي سلفا كير ..فهل سيحكم الجنوب تعبان و إيقا .؟ إذن.. حتى المطالبة الدولية تلف وتدور حول الحل ..فالحل هو بناء جيش موحد ..جيش دفاعي فقط ..قومي وطني مهني. لكن واشنطن المجرمة تخطط للسيطرة على جوبا الآن بأربعة آلاف جندي تمهيدا ًلإرسال شركات النفط الأمريكية اليهودية العملاقة ..فهل ستفهم الصين أم إنها ستتجه لإقراض السودان أربعة ملايين دولار لمعالجة أرض حقول النفط في هجليج استعاضة عن نفط الجنوب الشيء سيسيطر عليه اليهود من خلال اقتتال أجنحة الجيش الشعبي .؟ وعرفنا سر رضاء واشنطن بأكثر من جيش في الجنوب . عرفنا سوء أخلاقها ..عرفنا عارها ..فمتى يعرفه الجنوبيون ؟ غدا ًنلتقي بإذن الله.