خالد حسن كسلا : جنوب السودان ..الذوبان وآخر المعلومات
> كاتب صحافي جنوبي ..يصبح دبلوماسياً .. ويعتنق الإسلام ..قبل انفصال جنوب السودان.. يجتهد الآن ليخرج برؤية لبلاده بعد ما أصابها وهي داخل مصيدة الأطماع الأمريكية والاسرائيلية > وتقول رؤيته بأن جزءاً من بلاده سينضم إلى السودان .. هذا توقع منه . > وينضم الجزء الآخر منه إلى دولة مجاورة . > ويبدو أن الدبلوماسي الجنوبي (قير تور) المعروف في الوسط الإعلامي السوداني قد تشكلت رؤيته انطلاقاً من يأسه من معالجة مشكلة دولة جنوب السودان . > فمشكلة جنوب السودان قبل انفصاله كانت مختلقة ..وفي كل مرحلة يعاد إبرازها بالتمرد.. من تمرد الثامن عشر من أغسطس 1955م إلى تمرد يونيو1983م ..ثم مرحلة عودة رياك مشار ولام أكول إلى التمرد بعد توقيعهما على اتفاقيتي الخرطوم وفشودة . > لكن الآن في جنوب السودان في مرحلة الدولة تشتعل المشكلة بصورة حقيقية غير مختلقة ..وتستطيع القول بأن المشكلة المختلقة في مرحلة الإقليم هي خريطة الطريق إلى المشكلة الحقيقية في مرحلة الدولة. > أي أن الدولة التي أرادت واشنطن إقامتها من خلال روجر ونتر والأمريكي الجنسية الإثيوبي الأصل تيد مقني ..أقيمت وفي احشائها بذور الفناء . > بذور الفناء متمثلة في مجموعة المستشارين الأمريكيين ..والإسرائيليين وفي التطبيع مع إسرائيل بصورة مستفزة للشعوب الحرة . > ومتمثلة أيضا ًفي فتح المجال لاستمرار وجود جيشين وأكثر كانت قواتها هي جيش تمرد عقيدته هجومية . > والدبلوماسي الجنوبي قير تور هو أول جنوبي مثقف يقر بأن واشنطن تؤجج الصراع في بلاده من خلف الكواليس . > و تور يتوقع أن تكون نتائج مؤامرة واشنطن عكسية . > لكن هل هناك فرصة متولدة من الأوضاع الآن في جنوب السودان لتوزيع أرض الجنوب للسودان ويوغندا وكينيا كما يتوقع الدبلوماسي الجنوبي قور تير؟. > كينيا تحتل مثلث أليمي منذ أن كان سودانياً.. واستمرر احتلاله بعد خروجه من السيادة السودانية بانفصال جنوب السودان . > مناطق أعالي النيل ..التي أصبحت واقعياً أداني النيل ..أغلب سكانها هم خصوم سلفا كير حاليا ًوخصوم الإقليم الاستوائي قديما ًمنذ قبل تقسيم الجنوب إدارياً إلى ثلاثة أقاليم في عهد نميري . > و واشنطن لا يمكن أن تسمح بعد ما انفقته على المؤامرة منذ عام 1983م بأن تتلاشى دولة الجنوب من أجل أمن وأمان وتأمين قبائلها من الحروب القبلية والسياسية المتكررة > مثلما لا تريد أن تسمح باستمرار دولة مستقرة مستفيدة من مواردها. > فقط تريد دولة منهارة أمنياً تستنجد بها .. وتصيح واشنطن ..واشنطن .. واشنطن . > وتبتسم إسرائيل وهي ترى تناقص السكان بالموت لكي تستفيد بأكبر قدر من مواردهم . > والجنوبيون في نظر اليهود تستطيع أن تكشفهم من خلال الزجاجات الحارقة التي ألقوها على اللاجئين الجنوبيين في دولة إسرائيل .. أو دولة الاحتلال اليهودي في فلسطين . > جنوب السودان طبعاً أفضل له أن يعود إلى الجولة السودانية بشروط معينة ومهمة هي أن يكون جيش البلاد واحداً وألا يكون الجنوب متميزاً بحكم ذاتي، بل تكون ولاياته تابعة للحكومة المركزية مثل بقية الولايات . > لا فرق بين ولايات جنوبية وبين ولايات شمالية .وينتهي تعبير شمال وجنوب ..مثلما لا يقال شرق وغرب أو وسط وشمال أقصى . > لكن تبعية الجنوب إلى ثلاث دول جوار فلا داعي له وهي نظرية غير عملية . > وإن كانت يوغندا بعد مقتل أو اغتيال قرنق نتهمها بمحاولة ضم الجنوب إليها و لو بصورة كنفدرالية ..والآن المزيد من المعلومات يتدفق في أجواء الخصومة السياسية القبلية عن مقتل قرنق ..وجون ونتر يقرأ ويمسح مكان شاربه . غداً نلتقي بإذن الله.