خالد حسن كسلا : تورط سلفاكير وحافز منصور
> هل اختلف سلفاكير مع جون قرنق حول تقرير مصير جنوب السودان ..فذهب قرنق بزهوه وغروره إلى التفكير في حكم كل السودان بحافز عبارة منصور خالد.؟ وفي الوقت الذي كان فيه سلفاكير مع مشار ولام أكول يحاربون من أجل استقلال جنوب السودان لتلبية واحدة من رغبات موسفيني الرئيس اليوغندي الطموح وتلبية واحدة من رغبات إسرائيل التي تريد فصل موارد الجنوب وليس إنسان الجنوب عن الخرطوم ..كان منصور خالد يحفز قرنق باعتماد استمرار وحدة السودان . > منصور خالد الذي انضم إلى التمرد.. كان يتوعد الشماليين من موقعه كمستشار سياسي لقرنق بأن يستعدوا لرئيس وزراء غير مسلم وغير عربي ..وكان يشير إلى جون قرنق . وكان وقتها سلفاكير ومشار ولام أكول يحاربون من أجل استقلال جنوب السودان . > ثم وقع الخلاف بين قرنق وسلفاكير.. ثم تجدد ..وكانت الخلافات بين قرنق ومشار ..ثم بين قرنق ولام أكول قائمة على أساس الخلاف حول تقرير المصير . > وخبر (الانتباهة) حينما يحدثنا عن معلومات تشير إلى تورط سلفاكير في اغتيال قرنق ومعه موسفيني الذي كان أكثر ما يرفضه بشأن جنوب السودان هو استمرار الوحدة بين الشمال والجنوب ..ومعه المخابرات الاسرائيلية (الموساد) التي تركز على فصل بترول الجنوب وبقية موارده عن سلطة الخرطوم ..هذا الخبر يجعلنا نفهم بصورة أفضل . > فقد كانت تكلفة السلام بعد التوقيع على اتفاقية نيفاشا بكل الحسابات البشرية والمادية أكبر من كلفة الحرب . > في عام 2002م استطاع الجيش السوداني تنظيف أكثر من 95% من فلول التمرد بقيادة قرنق.. لذلك فرضت واشنطن برنامج المفاوضات الحاسمة ما دام أن الجيش السوداني في جنوب السودان بعقليته الجبارة التي عوضت عن شح الإمكانيات استطاع أن ينجح في برنامج الدفاع الوطني في الجنوب . > لكن ما لم يكن محسوما داخل قيادة الحركة الشعبية لتحرير السودان هو فكرة تحرير السودان وفكرة تحرير جنوب السودان . > كان الشعار البراق الذي رفعته الحركة الشعبية لتحرير السودان هو (السودان الجديد) وكان وقتها سلفاكير وموسيفيني ودولة الاحتلال اليهودي في فلسطين ..يريدون فقط (جنوب السودان الجديد)، أي الاستقلال ..وهذا ما جعل منصور خالد وعرمان وكل العناصر الشمالية العربية في الحركة الشعبية يرون في قرنق المنقذ السياسي ..لأنه سيستمر في الموقع الثاني في كل الدولة على أمل أن تتحقق نبوءة منصور خالد :(استعدوا لرئيس وزراء غير عربي وغير مسلم).. إنه جون قرنق.!! > وبهذا يكون جون قرنق غير مرغوب فيه يوغنديا ولا إسرائيليا ..لأنه أصبح أمام أمر واقع هو تتويجه بطلا لفيلم السودان الجديد في الاعلام ..والسودان الجديد معناه استمرار الوحدة بين الشمال والجنوب وهذا ما يرفضه سلفاكير وموسفيني وإسرائيل . > وبعد مقتل قرنق بسقوط الطائرة التي قيل إن وقودها لم يكن كافيا لطيرانها حتى تهبط حيث كان مفترضا ..انهزم شعار السودان الجديد ..وتحطم في جبال الاماتونج مع جسم الطائرة التي كانت تقل قرنق . > ويمكن إثبات تورط يوغندا وإسرائيل.. لكن هل يمكن أن يكون تورط سلفاكير فقط هو استفادته من المؤامرة في شطب فكرة السودان الجديد من البرنامج السياسي للحركة الشعبية لتحرير السودان التي حررت جنوب السودان باتفاقية نيفاشا.!؟ لقد واجه سلفاكير بعد مقتل قرنق برنامج الاستفتاء حول تقرير المصير ..وكان هو بنفسه يقود حملة الراغبين في التصويت للانفصال . وكان يقول لحضور في كنيسة القديسة تريزا في جوبا (لو أردتم أن تكونوا مواطنين درجة ثانية أو ثالثة صوتوا للوحدة). > والسؤال هنا : هل كان جون قرنق سيسمح بمثل هذه التصريحات التي أراد أن يعبئ بها سلفاكير الجنوبيين للتصويت للانفصال.!؟ > كان تفكير قرنق في ظل سؤال يقول : لماذا لا أحكم كل السودان وقد كان في استقبالي الآلاف في الساحة الخضراء.!؟ > وهذا ضد ما يريده موسفيني وسيجعل تجارته التآمرية خاسرة ..وهنا يظهر ضعف التفكير عند قرنق طبعا ..فبمجرد أن أدار ظهره لرغبة موسيفيني كان ينبغي أن يبتعد عن يوغندا ..فحتى لو كان يستغل طائرته الخاصة يمكن أن يتعرض لمؤامرة.. لأنه لم يفعل ما شجع به موسيفيني على دعمه له اللامحدود . غدا نلتقي بإذن الله ..