منوعات

الفيضانات العارمة تشرّد آلاف السودانيين

بات الآلاف من السودانيين بلا مأوى بعد تساقط أمطار غزيرة تسببت في فيضانات شرقي السودان، حيث ما زالوا عالقين، بسبب صعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة، وارتفع عدد المتضررين من 152 ألفاً خلال الأيام القليلة الماضية إلى 160 ألفاً.

وأفاد شهود أن عربات محملة بمواد بناء ومساعدات عالقة حالياً في ولاية كسلا، بسبب انقطاع الطرقات حتى إن كانت السلطات بصدد إصلاح الطرق المتضررة.

وقال عاملون إنسانيون، إنه يفترض الانتظار أياماً أخرى قبل التمكن من نقل المساعدات إلى المناطق المتضررة على أثر أسوأ فيضانات تضرب هذه المنطقة الفقيرة منذ سنوات، وأكدوا أن أطناناً من المواد قد وصلت، لكن المنظمات غير الحكومية ومسؤولي الحكومة ما زالوا غير قادرين على نقلها إلى المناطق المتضررة.

وأوضح حسين صالح، الذي يعمل في منظمة «تلاويت» للتنمية، ومقرها في كسلا: «أن الطريق السريع مقطوع، كما تضررت طرقات ريفية أخرى، ما يجعل من الصعب الوصول إلى القرويين المحصورين في قطاعات نائية». وأضاف: «إن السبيل الوحيد للوصول إليهم هو بواسطة المروحية، لكنها وسيلة باهظة الكلفة بالنسبة إلى المنظمات غير الحكومية المحلية مثلنا».

وهرب آلاف من سكان ولاية كسلا من منازلهم المدمرة بعد ارتفاع منسوب مياه نهر القاش، ما أدى إلى فيضانات اجتاحت قرى بكاملها على بعد عشرات الكيلو مترات. وأدت التساقطات الغزيرة إلى قطع الطريق السريع الرئيس، الذي يربط كسلا ببور سودان شمالاً، كما غمرت المياه سكك الحديد التي تجتاز المنطقة، ولا تزال مئات الأسر تحتمي في ملاجئ أعدت بالوسائل المتاحة على عجل أو على طول الطرقات المتضررة.

ارتفاع

وارتفع عدد المتضررين من السيول والفيضانات بالسودان من 152 ألفاً خلال الأيام القليلة الماضية إلى 160 ألفاً، بحسب ما أعلنته المنسقة المقيمة للأمم المتحدة بالسودان مارتا رويدس.

في غضون ذلك، أبدت المسؤولة الأمنية قلقها تجاه أوضاع المدنيين الموجودين في مناطق سيطرة المتمردين في كل من النيل الأزرق وجنوب كردفان، وقالت إنهم يتعرضون لمخاطر كبيرة من جراء شح الغذاء والدواء والحاجات الضرورية.

وشكت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة للشؤون التنموية والإنسانية بالسودان مارتا رويدس، في مؤتمر صحافي عقدته بالخرطوم، أمس، بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني، من قلة التمويل من قِبل المانحين لخطة العمل الإنساني في السودان للعام الجاري، وقالت إن كل ما تلقوه من تمويل لا يتعدى ربع المطلوب للخطة، وناشدت مجتمع المانحين ضرورة الإيفاء بما يلزم من تمويل للاستجابة للأوضاع الإنسانية في السودان.

مساعدات

ورهنت مارتا تقديم المساعدات للمدنيين المتأثرين بالحرب في كل من جنوب كردفان والنيل الأزرق بتوصل الأطراف المتنازعة إلى اتفاق سياسي، وأكدت أن هناك مشكلة إنسانية حقيقية يعيشها المدنيون هناك، وتسعى وكالات الأمم المتحدة للتصدي لها، ولكنها غير مستعدة للمخاطرة بحياة العاملين في الحقل الإنساني.

البيان