محمد عبد الماجد

إذا سرقت اسرق (قطر)


(1) > على ما يبدو ان (الجمل) لم يعد هو الحد الاقصى في الحصول على الاشياء بغير حق ـــ اذ كان المثل الشعبي يقول في الماضي (اذا سرقت اسرق جمل وان عشقت اعشق قمر). > (الجمل) كان يماثل (القمر) في منتهى الطموح. > بعد (بصات) الوالي و(طائرات) خط هيثرو، لم يعد (الجمل) مكملاً لنصاب السرقة…(الموضوع كبر أوى). > السرقة في هذا الزمن وصلت لمرحلة سرقة (قطر) ـــ ليصبح المثل الشعبي (اذا سرقت اسرق قطر وان عشقت اعشق قمر). > في العشق مازالت (القمرة) محتفظة بحدها الاقصى ـــ اما في السرقة فإننا تجاوزنا مرحلة (الجمل) بسنوات يمكن ان تكون ضوئية. (2) > الأستاذ الفاتح جبرا بقلمه الساخر كان قد كتب أمس في عموده (ساخر سبيل) بصحيفة (الجريدة) عن خبر صحيفة (آخر لحظة) الذي جاء في عدد يوم الاحد 14 اغسطس. > فاجأني الخبر ـ ان تصل السرقات الى هذا الحد ..فقد جاء في خبر آخر لحظة : (شرعت حكومة ولاية الخرطوم فى التحقيق فى صفقة استيراد قطارات بقيمة (42) مليون دولار، وألمحت مصادر مطلعة لـ (آخر لحظة) الى وجود مخالفات فى عملية استيراد القطارات التى يبلغ عددها (6) والتى نفذتها إحدى شركات القطاع الخاص، وقالت المصادر إن قيمة الصفقة تم دفعها بالكامل وبسعر مضاعف، وأشارت الى أن تلك القطارات التى تتكون من (3) مقطورات وقاطرة تقبع حالياً بإحدى مخازن السكة حديد ببورتسودان بعد أن تحفظت حكومة ولاية الخرطوم الحالية على استلامها ،وزاد ( والآن تكلفة تخزينها عالية بجانب تكلفة التشغيل حتى يتم الحفاظ على البطاريات) ، وأشارت المصادر الى أن المخالفة تكشفت بعد أن شرعت هيئة السكة حديد فى استيراد قطارات من ذات المصنع وبنفس المواصفات وتتألف من (6) مقطورات وقاطرتين وبسعر أقل من قيمة الصفقة بكثير، مشيرة الى أن تلك القطارات كان مقرراً لها أن تدخل الخدمة فى فبراير من العام الماضي). > في أحيان كثيرة عندما يكون الخبر صادماً على ذلك النحو ـــ نقدمه كما هو ـــ فهو اخطر من (التعليق). > مجرد عرض الخبر كما جاء في صحيفته يكفي…فهذه سرقات على عينك يا تاجر!!. .. يظهر فساد في (السكة الحديد)…ليصل الفساد لكبرى مؤسسات الدولة. > تلك القطارات كان يفترض ان تتدخل في الخدمة منذ فبراير الماضي ـــ وهي معطلة الآن في مخازن بمدينة بورتسودان بتكلفة تخزين عالية لتبقى خارج الخدمة لمدة تجاوزت (6) اشهر ومازال اجل تعطلها يمتد لاجل غير مسمى. > هذه الخسائر يدفع ثمنها الشعب السوداني وتنعكس على الاسعار والدولار ويحاسب عليها المواطن العادي. > (حليلك بتسرق سفنجة وملاية.. تصدق في واحد بيسرق)…. (قطر)!!. (3) > بعيداً عن هذه القطارات ـــ تفاجأت امس بخبر (اليوم التالي) الذي جاء في صدر عناوينها (تحديد الرقم (1956) لمواطني ولاية الخرطوم لتلقي الشكاوى حول النفايات) وكتب عنه الاستاذ مزمل ابو القاسم. > الخبر نكتفى منه بالعنوان ليس لنا قدرة على تحمل تفاصيله التى كشف عنها اللواء عمر نمر وزير المجلس الاعلي للبيئة والترقية الحضرية والريفية وهو في زهو (النجاح). > عمر نمر مع انه يرأس مجلس (للترقية) ، إلّا انه خصص الرقم (1956) وهو العام الذي حقق فيه السودان الاستقلال لتلقى شكاوى (النفايات). > نفايات يا نمر!! > نرفض ان يكون الرقم (1956) لرمزيته وقدسيته ووطنيته ومكانته في النفوس رقماً لتلقى الشكاوى مطلقاً، فكيف هو الحال إذا خصصه المجلس الاعلى للبيئة والترقية الحضرية والريفية لشكاوى (النفايات). > اتركوا (النفايات) في موقعها هذا ـــ ان كان التبليغ عنها يتم عبر الرقم (1956). > هذا امر لا يفعله (الانجليز) ـــ أنفعله نحن في وطننا؟. > ألم يجد المجلس الاعلى للبيئة في الكم الهائل من الارقام التى لا نهاية لها غير هذا الرقم ليخصصه للنفايات؟ > هي حصلت!! > نرجو أن تعيد السلطات لهذا الرقم مكانته ووقاره… فهذا الأمر اخطر من بيع (جامعة الخرطوم). (4) > من الأخبار الصادمة أيضاً أمس خبر عن صفقة سيارات بقيمة (18) مليار جنيه لنواب البرلمان. > في ظل هذه الكوارث والامراض والنفايات والامطار والسيول والفيضانات وارتفاع الدولار وانهيار المفاوضات بين الحكومة والحركات المسلحة، تحدثنا الصحف أمس عن توقيع اتفاقية بين لجنة شؤون الأعضاء في البرلمان وشركة جياد للسيارات لشراء (80) سيارة ماركة (آي تن) بغرض تملكيها لنواب البرلمان بقيمة (225) مليون جنيه للسيارة الواحدة بقسط شهري يبلغ (4) ملايين و(750) الف جنيه شهرياً. > الناس في شنو و (النواب) في شنو؟ > هذه هى (الاتفاقية) الوحيدة التى يمكن ان يصلوا فيها لاتفاق. > الآن نعرف لماذا دائماً نواب البرلمان في حالة (صفقة) ـــ مثل هذه السيارات تستاهل (الصفقة) على رأي المطربة الشعبية في المناسبات الاجتماعية. > هذه السيارات لو وجدتها (المعارضة) لشاركت نواب البرلمان في (الصفقة). (5) > غداً ان شاء الله نكتب عن السرقات التى تتم في (الابحاث العلمية) والتى ينال عبرها السارق درجة علمية رفيعة، اذ يسبق اسمه حرف (الدال) عبر السطو على الشبكة العنكبوتية. > يحدث ذلك في (السودان) ـــ دون ان تكون هناك رقابة او بحث في الدرجات العلمية والابحاث التى تقدم. > ملف سرقات الأبحاث والحصول على الدرجات العلمية الرفيعة هو اخطر من سرقة (القطارات) و(خط هيثرو).