معاوية محمد علي : من أنتم ؟
* يبدو أن حديثي عن مجلس نقابة المهن الموسيقية والتمثيلية لم يعجب بعض الإخوة في النقابة، بينما فسره بعضهم على أنه نوع من التجني على أعضائها الذين يعملون كمتطوعين دون أن ينالهم من هذا العمل نصيب، وبالتأكيد هذا فهم خاطئ ولا يبرر أن ينام المجلس على عسل التطوع ويترك الساحة بلا رقيب يسرح ويمرح فيها قراصنة الغناء من الصغار ومن أشباه الفنانين والفنانات، والذين ما سرحوا ومرحوا إلا بعد أن وجدوا الطريق سالكاً للصعود على خشبات المسارح العامة والغناء في بيوت الأفراح دون أن يقول لهم أحد (من أنتم) ؟.
لا يعفي إخواننا في مجلس نقابة المهن الموسيقية والتمثيلية من المسؤولية تبرير أنهم متطوعين، لأنهم إن كانوا لا يعلمون فقد تطوعوا رغبة منهم وليسوا مكرهين، وقد تطوعوا على العمل في نقابة ليست كبقية النقابات، معنية بالدرجة الأولى بتنظيم مهنة الغناء والموسيقى والتمثيل، وهي من أهم المهن وأخطرها على المجتمع إن لم تمارس وفق أسس وضوابط يعلمها أعضاء النقابة، فقد قلنا كثيراً إن الغناء ليس كلاماً وموسيقى، ولكنه الأنامل السحرية التي تشكل من طينة المجتمع، فيزرع الحب ويصنع الجمال ويغذي الوجدان والأبدان في حال كانت الصناعة من أصل طيب، والعكس تماماً، على نحو ما نعيش من تردي في الفنون، وغياب الضابط والرابط ، وما بقي من الفنون إلا فنون القرصنة على حقوق المبدعين نهاراً جهاراً، فأصبح القراصنة أثرياء ووجهاء مجتمع، بينما يلوك أصحاب الحقوق الصبر والغصة تطعن في حلوقهم، وفيهم من إرتحل بالحسرة.
ومع كل ذلك هل ترون أننا عندما نكتب عن قصور في أداء ذلك المجلس نتجنى عليهم؟ وهل هناك تجني أكثر من أن يعاني من هم بقامة سيف الدين الدسوقي أو محمد يوسف موسى والسني الضوي وإبراهيم حسين وغيرهم، بينما يتكسب البعض من أعمالهم الإبداعية، ويركب الفارهات ويفتح الحسابات في البنوك.
الغريب في الأمر أننا بلادنا من أوائل البلدان التي عرفت قانون الملكية الفكرية وأقامت لذلك نيابة ومحكمة مختصة، ومع ذلك نرى أننا ما زلنا نحتاج للكثير من الخطوات الجادة من مجلس النقابة، تسهم في نشر ثقافة هذا القانون الذي يعيد للساحة هيبتها ووقارها المفقود، لكن أين هذا المجلس .. أين؟
خلاصة الشوف
آخر الزمان .. قراصنة أثرياء وأصحاب حقوق مرضى وفقراء