سهير عبد الرحيم : سلمى يا ظالمة
مقال قاهرة المستحيل والذي تحدثت فيه عن مدربة كرة القدم سلمى الماجدي اطلعت من خلال تداوله وردود الفعل حوله على مستوى وطريقة تفكير نوعين من الرجال، البعض أثنى على التجربة واعتبرها نصراً للسودان قبل المرأة، والنوع الآخر أرغى وأزبد وطفق يحدد ما أتى به الشرع وهذا حلال وذاك حرام…… بأسلوب تفكير ومنطق عاجز لم يغادر مفهوم (النساء خلقنا من أجلنا). الغريب في الأمر كان استشهاد البعض في قضية سلمى بأنّ المُهمّة البدنية لا تتناسب مع تكوين المرأة الجسماني وأنّها لا تستطيع القيام بمهام تدريب فرق كرة القدم، والشاهد في الأمر أن المرأة قامت بمهام أصعب وأسوأ، حيث صعدت على مركبات الفضاء إلى القمر…. يعني شنو القمر….. يعني تدريبات عنيفة جداً للتعامل مع فقدان الوزن والتحكم في الحركة في غياب قانون الجاذبية الأرضية….. يعني تناول أطعمة مُعيّنة وبرنامج غذائي ضاغط ومقدرة هائلة على الالتقاط واتخاذ القرار وسُرعة البديهة ومُعالجة الأعطال…… يعني التعامل مع الكون بوعي العلماء دون الانبهار بسحره والتحكم في ميقات مُغادرة المركبة والعودة إليها والسيطرة على كل حركة. المرأة قبل هذا وذاك تقوم بأصعب مُهمّة وأخطر عمل وهو الحمل والولادة والإرضاع والفطام والتربية…… والتي لا يستطيع ذكور العالم ولو اجتمعوا أن يتحمّلوا “طلقْ واحد” من طلقات الولادة، لم يُجرِّب أولئك المتشدقون بعباءة الذكورة تجربة الذهاب إلى الموت ورؤيته والعودة بطفل وروح جديدة فيكبر ذلك الطفل وينمو ليصبح رجلاً ثم يأتي ليعيب النساء. المُتحفظون على تجربة سلمى انظروا ماذا لدينا الآن في السودان، لدينا عشرات الفرق في كرة القدم في كل المراحل السنية والدوريات ويُشاركون في كل البطولات المطروحة ماذا جنينا منهم غير الفضائح والهزائم المُدوية بالخمسات والسبعات..؟ دعوا النساء يقلن كلمتهن في كرة القدم……….. عشان الفي رجالكم إتعرفت.. أما ما يحكم به البعض على تجربة النساء فهم يستشهدون بنساء السودان وهؤلاء ليس النموذج الأمثل لأنهن يعشن ويعملن ويكافحن في أسوأ الظروف يصطدمن بالظروف الاقتصادية السيئة، كما يصطدمن بعبارات بالية وصدئة من العادات والتقاليد، هؤلاء النساء بعضهن مقهور وآخر منحور دعوهن واذهبوا إلى الصين…. لقد رأيت فيها العجب العجاب …. المرأة هناك هي كل شئ.. كل شئ تعمل في الحدادة والخراطة والسباكة والميكانيكا والجيش والقطارات والمترو والشاحنات الثقيلة، لذلك تستعد الصين لاحتلال المركز الأول كأقوى قوة اقتصادية في العالم للعام2020…. وذلك ليس قطعاً بسبب الرجل وإنما بسبب أنك لا تستطيع التفريق هناك بين المرأة والرجل.. ليت الرجال الذين يرفضون مغادرة مربع الفشل ويتمترسون خلف أبواب التقاليد ليتهم يتركون تلك البوابات مشرعة للنساء الناجحات، وليظلوا كما هم في طغيانهم يعمهون. خارج السور: مُشاركة الفرق النسائية في كرة القدم بالأولمبياد الأخيرة وعقب ذلك الأداء الرائع تبادر إلى ذهني إقامة مباراة ودية بين تلك المنتخبات ومنتخبنا …… ما تسألوا النتيجة حتكون كم..!