شمائل النور : إعلان كارثة..!
الأمم المتحدة تواصل إرسال نداءات الاستغاثة لتمويل عملياتها الإنسانية في السودان، فهي تُواجه عَجزاً يُقدر بـ 952 مليون دولار ولم تُحقِّق إلاّ 242,6 مليون دولار، كانت في أغسطس. المنظمة الأممية تُخَطِّط لمُساعدة 4,6 ملايين شخص بينهم عشرات الآلاف من اللاجئين السودانيين الجنوبيين الذين فرّوا مُؤخّراً بعد تفجر الأوضاع هناك، هذا بحسب الخُطة الإنسانية للأمم المتحدة في السودان للعام 2016م
وليس السودان وحده، الأمم المتحدة تُعاني عجز تمويل للعمليات الإنسانية في كل مناطق النزاع في العالم، وتزايدت الحاجة، بعد تفجر الأوضاع في الشرق الأوسط، وعلى وجه خاص في سوريا والعراق واليمن وليبيا، لكن فيما يبدو فإنّ السودان أخذ نصيبه وأكثر ولم تنته الأزمة الإنسانية.
الرقم الذي ترجو أن تحققه الأمم المتحدة لتمويل عملياتها الإنسانية في السودان ليس جديداً، ففي عام 2013م حينما زارت منسقة الشؤون الإنسانية فاليري آموس إقليم دارفور وقَضت سَاعات في مُعسكرات النازحين، أعْلنت أنّ الأمم المتحدة تُعاني نقصاً حاداً في تمويل العمليات الإنسانية وأقرّت بقصور المنظمة الأممية في الاهتمام بالعمل الإنساني، لتعلن الأمم المتحدة بعدها رَسمياً حَاجتها لمليار دولار لتمويل عملياتها في السودان، ومُقارنةً مع الرقم الذي طَرحته الأمم المتحدة نهاية الأسبوع (952) مليون دولار، فهذا يعني أنّ عمليّات التمويل شبه مُتوقِّفة، منذ عام 2013م – 2016م، لأنّ أولويات المنظمة الأممية اختلفت مع دخول أرقام جديدة مهولة من النازحين واللاجئين، هذا عطفاً على التقارير الأممية التي تتحدّث عن أوضاع غير آمنة بالنسبة لعُمّال مُنظّمَات الإغاثة.
هذه التقارير المُقلقة تُقرأ مع استمرار الوضع على ما هو عليه، وفشل كل جولات التفاوض بين أطراف الصراع. على أقل تقدير، مثل هذه التقارير الأممية المُزعجة ينبغي أن تُعجِّل بالتوقيع على أقرب اتفاق سلام يوقف نزيف الحرب، وتشريد وتجويع وموت الآلاف ممن لم يختاروا الحرب.
التقارير التي باتت تَصدرها الأمم المتحدة خلال الفترة الأخيرة هي ليست مُجرّد تقارير دورية والسلام، هي بمثابة إنذار ينبغي التّحسُّب له بمسؤولية، لأنّ القادم، إذا ما استقر الوضع على حاله فإنّه أسوأ مما يتوقع الجميع، العالم يتفجّر أزمات، حُروب وصِراعات وكَوارث طبيعيّة، اقتصاديات الدول المانحة باتت في تَراجعٍ، كما أنّ العالم لم يَعد مُتفرِّغاً لأزمات السودان التي لا تنتهي، فقد تبدّلت الأولويات.. هذا الوضع ينبغي أن يقود الجميع إلى إنهاء الحَرب في كل السُّودان، وإلاّ مات كل من يُحاربون باسمهم.