منوعات

صاحب مكتبة : زيادة البحر رفعت سعر الصحف

عندما قرر يوسف خضر إنشاء مكتبة لبيع الصحف لم يك يعلم أنه يوماً ما سيصبح حديثها وستزين صورته صفحاتها، فهو كما قال يفضل أن يحتفي بحديث الساسة الإيجابي المبشر بالخير الوفير، ويحب أن يتآنس حول حوار ثقافي وفني مع رواد مكتبته المشيدة بصلابة مستمدة من الصحف والمجلات التي بداخلها، فالمبنى عبارة عن غرفة طولها ستة أمتار وعرضها لا يزيد عن الثلاثة، هذه المساحة تتسع لمئات الصحف اليومية وتسمح للرواد أن يتجولوا ويطالعوا رؤوس الأخبار ومن بعد لهم الحق في اختيار صحيفتهم المفضلة،

بعض القراء المدوامين يفضلون الجلوس في مكان داخل المكتبة العريقة والتي بناها في العام 1931 وأصبحت أقدم مكتبة في سوق (ود راوة)، رواد المكتبة من مختلف القطاعات أطباء وممرضون ومدرسون وعمال وتجار السوق وفيهم من يستلف الصحف ويُفتح له دفتر ديون، وللأسف أصبح هناك دين هالك كثير، لأن هناك من غادر المدينة بلا رجعة، وهناك من ارتبط بالمكتبة التي أطلق عليها اسم اللؤلؤة في العام 1983 وتغير الاسم العصري ليحل محله الاسم التاريخي الدال على الكرم (أبوسفانة) وهي بنت حاتم الطائي كريم العرب. يوسف حكى لنا تاريخ وقصة مكتبته الشهيرة (أذكر أن البرلماني الشهير الحاج يوسف اليمني قد نصحني بضرورة تشييد مكتبة من أجل مصلحة أهالي المنطقة حتى يتسلحوا بالمعرفة ويبنوا لهم جسوراً من المعارف، لم يك لديّ يقين أنها ستنجح، لكن بالدربة والصبر تمسكنا بها فأصبحت جزءاً من تكويننا الوجداني، والمكتبة صارت رافداً مهماً لثقافة أبناء المنطقة، وقد أكسبتنا وسلحتنا بالمعرفة، فكثيراً ما نستشار في حال أعيت رجل الحيلة، لكوننا قراء لمعظم الصحف اليومية وخلقنا صلات مع كتابها).

إن القراءة لم تعد جزءاً من سلوك السودانيين اليومي، قيلت هذه العبارة دون قياس للرأي، وعندما نقلناها لجعفر أكد أن فعل القراءة متزايد، خاصة الصحف عكس ما يروج كثيرون الآن، وحكى أن فترة الثمانينيات كان عدد الصحف قليلاً مقارنة باليوم، ورجح أن يكون الأمر مرتبطاً بعددها وسخونة الأحداث الرياضية والسياسية، وألمح إلى أن الشباب هم القراء الأكثر انتظاماً، ويفضلون متابعة الحدث الرياضي والفني العالمي أكثر.
جعفر رسم لنا ملامح يومه في المكتبة، فهو يحرص على فتحها عند السابعة صباحاً، وبعد أن يستلم الصحف اليومية يرتبها ترتيباً دقيقاً، ويكتب في دفتره اليومي العدد المستلم و(الراجع)، وأثناء ذلك يضع بعض الصحف جانباً لأنها مخصصة لزبائنه المدوامين، لكن هذه الأيام تسجل الصحف حالات من الغياب في حال زاد البحر، وذلك لصعوبة عبور (البنطون) إلى الضفة الأخرى، وفي حال وصلت
لا بد من زيادة في أسعارها كما قال، لأن وصولها مكلف.

صحيفة آخر لحظة