معاوية محمد علي : أقعدوا فراجة
لا أدري إلي متى يعتصرنا الألم كلما نكتب عن فعالية من الفعاليات، وإلى متى نسبق قولنا دوماً بكلمة (كنا) التي نبكي معها على ماض تليد كان لنا في كافة المجالات.
نعم (كنا) وبكل الأسف في يوم من الأيام نتسيد جميع الساحات الإبداعية في الوطن العربي، وكان لمبدعينا صولات وجولات متعددة، ما زال التاريخ يحفظها وما زلنا نحن نلكوها كما نلوك الصبر على أوجاع حملت الإقامة الدائمة في دواخلنا، بسبب غياب تام ظللنا نسجله في كثير من المهرجانات الخارجية، وأصبحنا مجرد (فراجة).
يوم الإثنين الماضي انطلقت بالعاصمة الأردنية عمان، فعاليات مهرجان الإبداع الطفولي، الذي حمل شعار (حماية الأطفال من العنف والتطرف)، والذي تنوعت فعاليته بين الشعر والكتابة والغناء والمسرح، ويستمر المهرجان حتى نهاية الشهر الجاري بمشاركة دول عربية ليس من بينها السودان، الذي شارك من قبل في مهرجانات مماثلة وأحرز الميدالية الذهبية شعراً ولحناً وغناءً، وما زلنا نذكر أغنية (بدري صحيت من نومي) التي حققت المركز الأول في مهرجان أقيم بالأردن في أوائل السبعينات، وما زال أطفال الكثير من الدول العربية يرددونها، فماذا حدث حتى أصبحنا نغرد خارج سرب هذه المهرجانات، إنه السؤال الذي لا نملك له إجابة ولا نظن أن هناك من يستطيع الإجابة عليه، طالما أن الجهة المعنية بالثقافة عندنا لا تهتم كثيراً بالأطفال، وطالما أن ما تقدمه لهم لا يساوي صفراً في دفتر حساب أرقامه، تسبقها العشرات من الأصفار، فلا مجلات متخصصة ولا مسارح ولا أي نشاط يذكر غير بعض محاولات موسمية خجولة، وإلا اين هي الأعمال الإبداعية التي فازت في مهرجان الطفل الأخير، والذي إنطلق قبل عام وأنتهى في العام التالي.
الغريب في الأمر أن وزارة الثقافة والإعلام والسياحة بولاية الخرطوم تحدثنا هذه الأيام عن قيام مهرجان جديد للأطفال دون اي تفاصيل أخرى، وهو ذات المسلسل الذي بدأ في العام الماضي وتوقف العمل في لجانه لفترة طويلة، وبعد أن نسي المشاركون في المسابقات أن هناك مهرجان.
هي فرصة جاءتنا من جديد لنقف عند محطة مهرجانات الأطفال، وأن نتدارسها جيداً ونعمل على إخراجها بالشكل الذي يليق، والذي نجني ثماره فيما بعد تنشئة وثقافة وإبداعا لأطفالنا، غير ذلك فنرجو ألا تحدثونا عن أي مهرجان للأطفال .. ودعونا (فراجة).