سهير عبدالرحيم : ما بين المواطن والمرور
قضيت صباح أمس في ضيافة شرطة مرور ولاية الخرطوم عبر برنامجهم التدريبي لتأهيل رجال المرور ورفع مقدراتهم في التعامل مع الجمهور ….. مشاركتي كانت عبارة عن توصيل رسالة شركاء الطريق ومايطلبه المواطنون من رجل المرور، اللقاء الذي احتشد باللون الأبيض كان تحت مظلة اللواء خالد بن الوليد مدير الإدارة العامة للمرور واللواء هاشم عبد الرحيم مدير الإدارة العامة لإعلام الشرطة والفريق معاش السر أحمد عمر، وبوجود الرجل المثابر الأكثر تهذيباً في الشرطة السودانية العقيد مالك ساتي، والعقيد احتفال ريحانة المرور وفاكهته. المشاركة كانت جلسة مؤانسة وتفاكر أكثر منها محاضرة ، كان القصد منها إرسال رسائل نصية قصيرة عن ماذا يريد المواطن من رجل المرور في الشارع. تحدثت عن الحملات وتوقيتها الزماني والمكاني وعنصر المفاجأة فيها والذي من الممكن أن يتسبب في عدد من الحوادث ودافع رجال المرور عن الأمر باعتبار أن أماكن الحملات توضع وفق دراسة للشارع وتفادياً لهروب المخالفين . ناقشنا كذلك أسلوب التخاطب مع سائقي المركبات واستخدام لغة الجسد في توصيل المعلومة بأسلوب يحفظ هيبة القانون وكرامة المواطن. وناقشنا كذلك وبشفافية مطلقة الأحاديث المتداولة في الوسائط عن لغة (الرشاوي ) داخل المنظومة التي تتعامل وبشكل مباشر مع المواطن فدافع رجال المرور عن أنفسهم وانتقدوا من جانبهم لجوء بعض المواطنين للطرق الملتوية لتفادي الغرامات. طرقت كذلك علي ظاهرة إفساح الطريق لصافرات عربات الوزراء ورئاسة الجمهورية ناس وييو ويو ويو ….والتعامل بالمقابل ببرود مع صافرات عربات الاسعاف . أعتقد إن أهم مافي هذه الدورة هي الفكرة التي قامت عليها وهي إقامة دورة تدريبية في تطوير أسلوب التعامل مع الجمهور وهو لعمري بداية الطريق الصحيح في خطوات الثقافة المرورية وتحسين الصورة الذهنية لرجل المرور وخلق علاقة جديدة أساسها التعامل بمفهوم ماذا يقول القانون وليس بمفهوم ماذا يقول مزاجي.
خارج السور:
أكثر مالفت نظري في الدورة كتابان صادران من وزارة الداخلية وبإشراف معهد بخت الرضا من المفترض أن يدرسا بمرحلة الأساس والثانوي.. أعتقد إن هذا بداية الطريق الصحيح.. تربية النشء على احترام الطريق والحفاظ على حقوق شركاء الطريق.