مقالات متنوعة

د. ناهد قرناص : استراحة الجمعة .. انا يا طير بشوفك

كنت استمع الى أغنية (انا يا طير بشوفك) ..بصوت المبدع الراحل ابراهيم الكاشف ..هالني كم الحنين في كلماتها ..ذلك الجمال (المدسدس ) بين الأبيات والحروف ..(.يا ريت كنت زيك لو يجدي التمني ..حبيبي يكون معاي ..وفي الاشجار نقيل ..وبالأغصان نميل ..بخفة جناحك وحرية سراحك في الأفنان نغني ) ..فتساءلت للمرة الالف بعد المليون ..ما الذي حدث في دنيا الشعر الغنائي ؟؟ ..لماذا انعدمت الاغنيات التي تمس شغاف القلب وتجعلك تحلق مع الطير في الاعالي ؟؟ .. . فجأة انتبهت الى قصة الطير هذه….يكاد يكون قاسما مشتركا في الاغنيات القديمة ..بينما انقرضت سلالته في الاغاني الحديثة …..لماذا كان الشعراء قديما يوجهون مناجاتهم للطير؟؟ بينما لسان حالهم يقول اياك اعني فاسمعي يا جارة
..
الاجابة واضحة وضوح الشمس ..ذلك ان المحبوبة كانت كامنة في الدار لا تخرج الا للشديد القوي ..وربما يلمح الشاعر طرف التوب ..فتجود قريحته باجمل الاشعار .. وأعذب الألحان ..يعني ببساطة الجماعة كانوا (تامينو خيال) ..لكن المحصلة كانت ممتازة ..فقد استمتعنا بجمال المعاني والمفردات ..وطبعنا (خرب عديل) ..وليس لاصلاح من سبيل.

لمبة عبقرينو قالت لي ..ان الخيال هو ما نفتقده في حياتنا الحالية ..كل المشاكل البشرية سببها كترة الطلة المسخت خلق الله ..أصبحنا نعرف عن بعضنا البعض اكثر من اللازم ..حتى البعيد لم تتركه وسائل التواصل الاجتماعي في حاله ..نلاحقه بالتلفون لانه لم يقرأ رسالة الواتس ..نرسل له في الماسنجر لأنه لم ينزل بوست على صفحته في الفيس ..اما الأزواج والزوجات فحدث ولا حرج ..مراقبة لصيقة.. (مان تو مان) ..في حالات القرب المكاني ..اما البعد.. فمراقبة الرادار هي السائدة ..والباقي يكتمل(شمارات ساي)…طيب يا عبقرينو ..أين يكمن الحل ؟؟

قالت لي ..الفصل بين القوات ..العودة الى مرحلة الكمون ..الى الثكنات يا بنات ..أقصد الى البيوت يا نساء ..قلت لها كيف يعني ؟؟ بعد ان خرجنا الى العلم والعمل ؟؟..عايزة تنتهي من مكتسبات لا نقاش حولها؟؟ ..قالت لي خلاص الحل الأخر ..تجاهل ما يحدث على الجانب الأخر ..يعني ..ما تفتشي وراء الراجل مشى وين وعمل شنو ..خليكي زي امينة زوجة احمد عبد الجواد في ثلاثية نجيب محفوظ ..اهم شئ في شخصيتها انها كانت زولة في حالها وبيتها وأولادها …..قلت لها ..اها عاد دا كمان أصعب من الفات ..امينة كانت جاهلة بما يحدث والجهل احيانا نعمة ..ولكنها لم تكن تتغابى ..كان عالمها صغيرا ..و هذا النموذج يصعب وجوده الان …ضاق صدر لمبة عبقرينو وقالت لي بنفاذ صبر ..خلاص اخر حل هو الاجازة الزوجية …دعيه يسافر ..او يبتعد عنك لمدة اسبوعين كل ستة أشهر ..لا تسألي عنه ..وسيعود اكثر حبا ومودة …

هززت رأسي رافضة… يلقاها عند الغافل ..اسبوعين كاملات بدون رادار ولا سؤال !!!…لمبة عبقرينو دي طلعت طابور خامس ياخ …مش الأغاني الحديثة دي ؟؟؟ مالها ..عيبوها لي ….سمحة ومعبرة …هسه اسمعوا دي عليكم الله .. (دلعك وذوقك الخلوني ..اتكسر فوقك ..بردلب أقع ).