عمر الشريف

الى متى يادول الخليج !

شعوب الأمة الإسلامية جميعها بالمقياس الإسلامى هى شعب واحدة لا فرق بين عربيها وعجميها ولا أبيضها وأسودها تجمعها كلمة التوحيد وإخلاص العبادة لله وحدة لا شريك له ويميزها عن بعضها التقوى . السودان الذى يصنف عربيا وإسلاميا وخاصه بعد إنفصال الجنوب وجد شعبه كل الإحترام والتقدير من الدول العربية والإسلامية وخاصه دول الخليج العربى . وهو شعب غنى عن التعريف يتميز أكثره بالطيبه والأمانة والأخلاق والتعامل والتواضع وعفة النفس .

دول الخليج التى لم تنقطع مساعداتها وإستثماراتها عن السودان يوما وخاصه فى الأزمات الطبيعية والسياسية نجدها أول المبادرين والداعمين . لم تقف الطائرات المحملة بالإغاثة من مطار الخرطوم ولا البواخر من ميناء بورتسودان ونشكرها على دعمها ووقوفها مع الشعب السودانى . الإغاثات والدعم الذى نجده من حكوماتها وجمعياتها ومنظماتها وشعوبها هو دعم إخوة أشقاء إمتدأ غربا وشرقا وشمالا وجنوبا هذا الدعم لم يتوقف على الدعم المادى والعينى بل شمل السياسى والإقتصادى والتنموي لكن للأسف أحيانا لم يصرف فى مجاله ولمستحقيه .

نشكر لدول الخليج هذا الدعم الكبير ونود أن نوصل لها رسالة بأن الشعب السودانى لا يحتاج الى دعم مادى لبناء المنازل المنهارة ولا خيام ولا مولدات وإنما يحتاج الى تأهيل وبناء مستشفيات وتوفير علاج وصيانة طرق ومدخرات الزراعة والإنتاج ومصانع لتوفير الإحتياجات وفرص العمل . دول الخليج تعلم بأن كل عام تهطل فيه الأمطار يتضرر الكثيرون من الشعب السودانى لعدم توفر المجارى وقنوات التصريف وأن المنازل تم بناءها بالمواد المحلية حسب إمكانيات الشعب ولا تتحمل كثرة الأمطار والسيول . لذلك نتمنى أن تكون المساعدات هى ألآت حفر للقنوات ومجارى التصريف ومستلزمات المستشفيات وألآت صيانة الطرق ومعدات زراعية ونقل وهى مساعدات تفيد عامة الشعب وتكون لمرة واحدة أو أثنان ونتائجها تستمر لسنوات بدل كل سنة تصل الطائرات والبواخر محملة بالمواد والخيام والمولدات التى أكثرها يخطىء طريقه .

السودان يحتاج الى معدات حفر لتوسيع وتعميق مجرى النيل وفتح الأودية ومصارف المياه والإستفادة منها فى الزراعة والرعى وخاصه فى مناطق دارفور وكردفان والشمالية ويحتاج لمعدات زراعية لتأهيل المشاريع المنتجة سابقا ويحتاج الى تأهيل الطرق التى تربط مناطق الإنتاج بالأسواق ويحتاج الى مستشفيات وخاصه فى مجال غسيل الكلى وأمصال الزواحف وعلاج السرطان الذى إنتشر فى الفترة الأخيرة بكثرة لعدة أسباب ويحتاج للإستثمار فى مجال الزراعة والصناعة والثروة الحيوانية . تلك هى إحتياجات الشعب السودانى التى عجزت الحكومة عن توفيرها ولظروف الشعب المعيشية والإقتصادية حالت دون توفيرها وإستمرار المعاناه كل خريف . إن قيمة المساعدات التى تتدفق على السودان منذ سنوات تفوق تكلفة الإحتياجات الأساسية التى تحل المشكلة من جزورها إن شاء الله .

شكرا لحكومات دول الخليج والدول العربية والإسلامية وشكرا لشعوب تلك الدول بما تجود به اياديهم لدعم إخوانهم . إخوانكم ينتظرون منكم تلك المعدات والأجهزة والإستثمارات ليعم نفعها ويستفيد الجميع منها ولتكن تحت إشرافكم وإشراف منظماتكم الخيرية .