هنادي الصديق : إعتراف الوالي
* لا أدري من أين أتي هؤلاء المسؤولين؟
* مسؤول يرى بأم عينيه وليس (عين غيره) الكوارث التي تصيب المواطن يومياً جراء سياساته الفاشلة ورغم ذلك يظل (مكنكشاً)في منصبه، وحتي إن تمت زحزحته أو إقالته ، فالمؤكد أنها ستكون لمنصب أعلى وأرفع وعادة ما يكون (حسب حجم الكارثة التي إرتكبها).
* فبالامس جاء حديث للسيد والي الخرطوم الفريق عبدالرحيم محمد حسين بما معناه بأن مشكلات النظافة والبيئة والمواصلات شغلت الولاية كثيراً، ولو ظلوا يلهثون وراء مشاكل الولاية اليومية دون أن النظر للأفق البعيد سيظلون ينظروا تحت أقدامهم).
* ولا أدري عن أي أفق يتحدث سيادة الفريق وولايته تغرق في أطنان الزبالة والنفايات، والمواطن يطارد الذباب نهاراً بينما يطارده البعوض ليلاً، ونصف اليوم يضيع هرولة وركض وشعبطة ما بين الحافلة و(بص الوالي)، فهل يعتقد أن عدم حل (المشكلات اليومية) التي يراها (عادية) علي ما يبدو سيسهم في وضع رؤية مستقبلية للولاية ام أن الحديث لا يخرج من إطار اللعب علي الحروف وعلى الزمن.
* حديث الوالي من وجهة نظري ضعيف جداً، ويفتقد للخبرة والكفاءة والأهلية للمنصب، وتشير بوضوح للسبب المباشر في حالة الفشل الكبير والتدني المريع في كافة الخدمات بالولاية والتي لا تحتاج لتذكير.
* فالمشاكل التي ذكرها سيادته هي أس المشكلات التي تعاني منها ولايته والسودان ككل، ودفن الرؤوس في أكوام ملفات الفساد التي تم طيها بعناية لن ينسي المواطن حقوقه المسلوبة غصباً، وبالتأكيد الحديث هنا ليس عن ملفات أراضي ولاية الخرطوم المغتصبة بواسطة موظفي مكتب الوالي السابق، أو بدعة التحلل وما أدراك ما بدعة التحلل، ومؤكد أننا لن نأت بسيرة المرحوم غسان، ولن (ننبش) ماضي شركة الخرطوم للمواصلات ولا حاضرها المبكي، ولا بصات الوالي (الخردة) والصفقة المليارية في إستيرادها والتي لم يظهر صاحبها حتي الآن، ولن نطالبك سيدي الوالي بفتح ملف موقف كركر مرة أخرى، ولا دكاكين اليسع، ولا مياه الصرف الصحي التي غزت أحياء العاصمة، لن نطالبك بأي شيء من شأنه أن يعكر صفوك ويجعلك تلتزم الصمت أمام الأسئلة الجادة والحساسة من الصحافيين والمواطنين وأصحاب الوجعة.
* كل ما نطلبه سيدي الكريم هو إعترافكم الشجاع بفشلكم في كسب ثقة المواطن وبالتالي فشكلكم في كل ما تشرعون فيه من (استراتيجيات) لن يستفيد منها المواطن، بل أنتم المستفيد الأوحد منها بالبقاء في منصب شكي وبكي من ولاة لم يكونوا قدر المسؤولية للعمل في ولاية تعتبر بكل المقاييس (سودان مصغر).
* أعيدوا النظر في لجان الأحياء وأدعموها بأصحاب الكفاءة والخبرة وأبعدوا أهل الولاء السياسي لأنهم آفة البلد.
* جالسوا الأهالي في هذه الأحياء كما ذكر وزير بنيتكم التحتية لتتعرفوا علي المشاكل الحقيقية عن قرب، ومن ثم فكروا في وضع إستراتيجية ربما أنقذت ما تبقي من وطن.