خالد حسن كسلا : إشاعة “المؤتمر الصحفي”.. أحلام جميلة
> قال معتمد أسبق لمحلية من محليات إحدى الولايات السودانية المتسخة ..ونحن نتأذى هذه الأيام من آثار الخريف شما ونظرا ومشيا على الأقدام أو على المركبات ..قال بأنه كان يقرأ تلك الإشاعة التي انطلقت في الأسافير تحمل مضابط مؤتمر صحفي منسوب إلى والي الخرطوم .. قال (والله لما قرأتها لأول مرة قلت الآن سأهتف للفريق عبدالرحيم والي الخرطوم.. لأنه فعل ما تأخرنا عن فعله رغم وجاهتنا به ..ولكن فوجئت في آخر العمود أنها أمنيات صحفي).. > لكن مكتب والي الخرطوم نفى هذه الإشاعة بطريقة تدل على أن ما تضمنته ليس من اختصاص الولاية ولا هي تؤمن به وتستنكر فعله . فالإشاعة على ما يبدو جاءت مفخخة لتستنكر ولاية الخرطوم ما كان سيدعو المعتمد الأسبق لمحلية القلابات وهو دكتور فتح الرحمن الجعلي للهتاف لوالي الخرطوم.. تستنكر القيام بالواجب المنوط بها من نظافة وإزالة لمسببات التلوثات البصرية والشمية والسمعية خاصة في مركز العاصمة ..بالسوق العربي ومحيطه.وقد كان التعليق الرسمي الأنسب من مكتب الوالي على مثل هذه الإشاعة الحميدة في مضمونها بغض النظر عن خطأ نسبة التصريحات إلى الوالي هو أن يقولوا: (ما جاء في إشاعة المؤتمر الصحفي تهمة لا ننفيها وشرف لا ندعيه ).لكنهم قتلوا بأنهم بصدد إجراء تحريات للوصول إلى مصدر الإشاعة.. وهذا من حقهم طبعا ..لكن يبقى من حق أهل البلد أن تنفذ حكومة الخرطوم بمال أهل البلد الذي تتحصله منهم ما لفتت إليه هذه الإشاعة التي شجعت المعتمد الأسبق على الهتاف للوالي . > والخرطوم الآن بأوساخها وقاذوراتها واختزان مياه الأمطار المتعفنة فيها لدرجة النتانة واكتظاظها بمن ينتظرون وسائل المواصلات تثير الغضب فعلا . وها هي الإشاعة قد أغنت الوالي عن إقامة مؤتمر صحفي بعد مؤتمر الاستراتيجية الوهمية بشأن شكل العاصمة وضبط سلوكيات الناس فيها. حتى جوبا عاصمة دولة منهارة أمنيا وماليا، هي في مستوى النظافة الآن قدوة للخرطوم ..يا أسفنا على نظافة الخرطوم. ومكتب والي الخرطوم يتحمس جدا عندما نسبت الإشاعة للوالي.. وهي رسالة في شكل إشاعة على ما يبدو ..ويبدو أن صاحبها ليس من مجموعات المعارضة، لأن المعارضة بأسرها لا يهمها غير إسقاط النظام . ونسبة مزاعم كهذي إلى والي الخرطوم تخدم استمرار واستقرار الحكومة بالطبع.. باعتبار أن الإنقاذ تعمل جادة في تطوير عاصمة البلاد حتى لا تكون مضحكة لعواصم الجوار مثل عاصمة إفريقيا الوسطى وعاصمة جنوب السودان وعاصمة تشاد . > والمعارضة يهمها إزالة النظام فقط وهي ترى خلاف ذلك يمكن معالجته بعد إزالة النظام . لكن المزاعم التي حملتها الإشاعة المنسوبة إلى والي الخرطوم، تتحدث عن إزالة التشوهات التي طالت وجه العاصمة.. والتمادي في الاعتداءات على الشارع العام . > تتحدث عن التشوهات البصرية التي طالت العاصمة طوال العقدين الماضيين . ونحن نعلم أن عمر الإنقاذ شارف على العقد الثاني ..ويمكن أن يحكم البلاد شاب كان ميلاده بعد مجيء حكومة الإنقاذ . > والتشوهات البصرية نسميها التلوث البصري ..وقد نشرنا هنا قبل أسابيع مقالا بدافع الغضب على حكومة ولاية الخرطوم والحزن على العاصمة كان تحت عنوان (الخرطوم عاصمة التلوث البصري ).!! > وها هي الإشاعة المنسوبة إلى والي الخرطوم قد جاءت فيها عبارة قاسية جدا تقول (إن التشوهات البصرية تمضي في ازدياد حتى أصبح الخطأ جزءا أساسيا من تركيبة الواقع المعيش في العاصمة.. (كلام مؤلم حقا في إشاعة عظيمة قيمتها أنها تشكل لفت نظر إلى الوالي لأهم القضايا المعنية بها الحكومات الولائية) . > وأوضح أنها إشاعة طبعا بدون توضيح مكتب الوالي الذي لم يتعامل بمنطق قبول الحق والحقيقة تحت شعار (تهمة لا ننفيها وشرف لا ندعيه). فالإشاعة ليست ضارة ..وتوجد بكتيريا ضارة وبكتيريا نافعة. .والحكمة تقول رب ضارة نافعة ..ورب إشاعة نافعة ..وحينما قصفت واشنطن مصنع الشفاء في منطقة الأحامدة بالخرطوم بحري، بسبب جسد اليهودية مونيكا المغري ..قال الصادق المهدي في مهجر المعارضة (رب غارة نافعة). .والآن نقول (رب إشاعة نافعة) . وأتوقع أن تكون هذه الإشاعة التي ستواجه من مكتب الوالي بإجراءات التحري للقبض على صاحبها لمحاكمته.. ستكون عبارة عن غنيمة تركها العدو في أرض المعركة . والغنيمة يستفاد منها وصاحبها هو العدو.. وهذه الإشاعة أتوقع الاستفادة منها كغنيمة عاجلا أو آجلا كتدشين لبرنامج مراجعة لكل ما أشارت إليه من ملاحظات ينبغي معالجتها . > فرب ضارة نافعة ..رب إشاعة نافعة.. وفي الإشاعة حديث ذو شجون عن المهندسين والإداريين والتشكيليين السودانيين الذين تطورت بفضل مهنهم وقدراتهم وإبداعاتهم مدن كبرى خارج السودان . > إذن بموازاة إجراءات التحري، لابد من وقفة تأمل في أوساخ وقاذورات الخرطوم والفوضى السلوكية في كل شيء . > فلا يوجد داخل السوق العربي مركز العاصمة شارع نظيف إلا الأماكن التي نجد فيها “بائعات الشاي” ينظفنها بـ”المقاشيش”.. فهن يهتممن بالنظافة أكثر من سلطات المحلية ..ووجودهن داخل العاصمة أهم وأجدى وأنفع من سلطات المحلية، لأنهن ينظفن أماكن عملهن .. وتبقى حاجة العاصمة إليهن أكبر من حاجتها إلى سلطات المحلية ..بما يتعلق بالتنظيف. .وكل مكان فيه “بائعة شاي” هو نظيف بالضرورة . > نعم السيد الوالي لم يعقد مؤتمرا صحفيا بخصوص جعل العاصمة متحضرة ونظيفة وتسر الناظرين.. وأن ما نسب إليه هو إشاعة ..لكن متى سيعقد هذا المؤتمر الصحفي حقيقة.!؟ > وهنا نسأل ..هل هذه الإشاعة مغرضة يراد بها كيد أو ضرر أو فتنة.. أم أنها لعبة جديدة ذكية لإيصال الرسالة إلى المسؤولين ولفت أنظارهم إلى واجباتهم الضرورية التي تعتم عليها حواشيهم.؟ > وانظر إلى ما عكسته الإشاعة المنسوبة إلى الأخ الوالي داخل مركز العاصمة وغيره من مناطق أخرى ..تقول الإشاعة (المقرضة) وليست المغرضة.. بأن عملية (الهرجلة) التي تحدث في الخرطوم جعلت كل إنسان بمقدوره التعدي على الحق العام والحياة العامة ..فيفعل ما يروق له !!. وطبعا من هذه ( الهرجلة) ظاهرة (الكمسنجية) وأغلبهم من المراهقين ..فهم من يحدد تعريفة المواصلات ومن يحدد مواقف المواصلات ..ومعتمد الخرطوم كأنه معتمد اللاجئين لا يهمه غير ما يهمه . > وبالفعل تمضي الحياة بمنهج متخلف.. ولو كانت هذه الإشاعة حقيقية.. أو حذفت منها الإشارة إلى عقد مؤتمر صحفي لتبدو حقيقية في إيام إطلاقها الأولى لتغيرت ربما أشياء سالبة في الخرطوم . > وحتى أصحاب المطاعم يتأذون من آثار ورائحة مياه الخريف أمام محالهم وهم يدفعون للدولة الملايين ..ورغم ذلك يستنشق الزبائن داخل المطاعم الروائح المنتنة التي تزين بها المحلية العاصمة بتجاهلها لها . > عاصمة ..حتى مواصلات حكومية لا توجد فيها ..وإن فكرت إدارتها في استيراد بصات لا تستورد الجيدة مثل المارسيدس.. بل تستورد بصات تفوح منها رائحة الفساد . يا لها من إشاعة.. وكأنما هي حلم في منام صاحبها ..حلم بالمؤتمر الصحفي وتأسف جدا أنه لم يكن في اليقظة ..فمتى سيكون في اليقظة.!؟ غدا نلتقي بإذن الله .