شاهد بالصور .. جدل عن “أشجار” ظهرت كما القذائف بشوارع مدينة سعودية
محافظة “الضريّة” التابعة لمنطقة القصيم، حيث “الدرع العربي” المحتل ثلث الغرب السعودي تقريبا، خاطفة منذ أيام للجدل في مواقع التواصل، المكتظة بدفاع وهجوم وسخرية معا، على “أشجار” ظهرت بشوارعها، ليست كالتي نعرفها، وسخروا قائلين إنها شبيهة بقذائف صاروخية منصوبة بالعراء، وليس فيها من الأشجار حتى الاسم نفسه، فهي مجسمات بلاستيكية، طبقا لما تبدو في صور نشرتها بلديتها في حساباتها بمواقع التواصل، وعنها نقلها “فيسبوكيون” وآخرون “تويتريون” فأطلوا من خنادق الإنترنت مدافعين أو مهاجمين وساخرين.
محافظة الضرية، هي أيضا مدينة في الوقت نفسه، سكانها 20 ألفا، ويرأس بلديتها منذ العام الماضي نايف عبدالحميد أبو سرداح، المولود فيها قبل 45 سنة، وإلى جواله اتصلت “العربية.نت” مساء الاثنين، فشرح ما تيسّر من أسباب نصب هذا النوع من “أشجار” مضيئة ليلا، وفي النهار تثير الاستغراب والعجب، مما وصل صداه إلى مواقع التواصل، ففهمه المهاجمون والساخرون على غير حقيقته تماما.
هل الأشجار الاصطناعية بشعة وتشبه قذائف الصواريخ المنصوبة؟
إنها مجسّمات جمالية، شرحت بلدية “محافظة الضريّة” عبر 3 تغريدات كتبتها بحسابها “التويتري” في أول أيلول/سبتمبر الجاري، وهو باسم @dharyah في الموقع الذي يتابعها فيه 1447 تويتريا، جميعهم تقريبا سعوديون، أنها نصبتها مزودة بإضاءة في الشوارع الرئيسية، لتحسين وتجميل الجزر الوسطى”، وفق تعبير كاتب التغريدة.
عددها 60 ونائية عن المدينة
قالت أيضا إن سبب نصبها بدلا من التشجير الطبيعي، هو “قلة المياه بالمنطقة، ولعدم وجود صرف صحي، ولكثرة الإبل والأغنام السائبة” مع أن “العربية.نت” قرأت بحسابها، تغريدة كتبتها بأول كانون الثاني/يناير الماضي، من أن “قسم الحدائق والتجميل” بالبلدية “زرع أكثر من 20 ألف شتلة ورد وأزهار ملونة” في المحافظة/المدينة، وعن الشتلات نشرت صورا عدة، منها 3 أدناه، فكيف تقول إن قلة المياه هي سبب نصبها للبلاستيكية، وقد زرعت 20 ألف شتلة تحتاج للمياه أيضا؟
البلدية زرعت 20 ألف شتلة، فكيف ذكرت أن شح المياه هو سبب تركيبها لأشجار اصطناعية؟
إلا أن الحديث إلى رئيس البلدية، أكد فعلا أن بعض الظن إثم، لأن الشتلات تم زرعها في شوارع المحافظة، أي المدينة. أما الأشجار الاصطناعية، وعددها 60 فقط، فتم نصبها بمركزين بعيدين 50 إلى 60 كيلومترا، وهما مركز “بدائع الضبطان” ومركز “بقيعاء” في محافظة “الرس” التابعة لمنطقة القصيم أيضا، على حد ما ذكره نايف أبو سرداح، بلهجة أهل القصيم.
مضادة للتعرية وتتحمل الحر وتغني عن التشجير
قال أيضا إن الأشجار المنصوبة، ليست من البلاستيك بل من Fiberglass المعروف بالليف الزجاجي “وهي من انتاج مصنع محلي سعودي، وكل كلفتها مع تركيبها لا تزيد عن 30 ألف ريال” أي تقريبا 8000 دولار. أما عن اختيارها اصطناعية للشارعين الرئيسيين بالمركزين النائيين “فلأنها توفر الجهد والعمالة، وهي مضادة للتعرية وتتحمل الحر، ولا تحتاج إلى صيانة أو غسل وتنظيف، وفيها إضاءة أيضا، وتغني عن التشجير، لأن الدرع العربي شحيح بالمياه، ولو زرعنا أشجارا طبيعية، لانتقدونا أكثر”، وفق تعبيره.
رئيس بلدية الضريّة، نايف أبو سرداح، استغرب كل هذه الضجة بسبب 60 مجسّما اصطناعيا
وشرح أبو سرداح أن البلدية ليست غافية عن واجباتها، فقبل عام فازت بإقامتها “أفضل منتزه” على مستوى المملكة “وأعطانا الأمير سلطان بن سلمان كأس المركز الأول بنفسه”. أما عن تشبيههم لما نصبه، بأنه كالقذائف الصاروخية المنصوبة في الهواء الطلق، فقال: “إنها مجسّمات، تضيء الشارع ليلا وجميلة نهارا.. سامحهم الله”. ثم دافع عنه عشرات بمواقع التواصل، أحدهم له حساب اسمه “تويتر ضريّة” أو @Dharyaah وكتب عبارات شكر لبلديتها على ما فعلت، مع تغريدة كتب فيها: “هناك هاشتاق الآن شغّال يحاول السخرية من بلدية ضرية، وجميع من يكتب فيه من خارج المنطقة. طبيعي لا يعرفون العمل الجبار الذي تقوم به البلدية” كما قال.
قبعات ومظلات تقي جامعي النفايات من الحر
لكن كثيرين استمروا ساخرين ومهاجمين، أخطرهم بالسلاح “التويتري” نفسه، هو “أفكار معمارية” المالك لحساب اسمه @concept_Arch ويتابعه فيه 70 ألفا، ومكتظ بإعادة تغريد معظم ما كتبه مهاجمون وساخرون، ممن لا يدرون بفيديو وجدته “العربية.نت” صدفة في “يوتيوب” وتبثه أدناه، عن مواطن يشكر بلدية ضرية عن تزويدها عمال جمع النفايات بقبعات ومظلات تقيهم حر “الدرع العربي” الشديد في الصيف.
مع ذلك كتب “أفكار معمارية” سلسلة تغريدات هجومية، منها: “لاحول ولاقوة إلا بالله.لا أعتقد أن رئيس البلدية أو المسؤول عن هذا التلوث متعلم” وتلاها بثانية: “أزعجني جدا ما قامت به بلدية محافظة ضرية من عمل مجسّمات ملوثة ومشوهة للمنظر العام بصرياً وبيئياً” ثم أعاد تغريدة لآخر: “في أنواع كثيرة من الأشجار الصحراوية لا تحتاج إلى كمية كبيرة من المياه” إلا أن المهاجمين نسوا دائما الأهم، وهي العمالة والصيانة والابل والغنائم السائبة، وأن “الأشجار” تم نصبها بعيدا عن الضريّة، في مراكز نائية عنها عشرات الكيلومترات.
العربية نت