تحقيقات وتقارير

الخط العربي.. تقليعة جديدة تطيح بالأوشام.. جماليات على الأجساد

جذب الخط العربي أنظار الكثيرين من مختلف بقاع الأرض، واستطاع أن يلفت انتباه حتى من لا يعرفونه، ليصبح إحدى (تقليعات) الموضة على المستوى العالمي، بعد لجوء عدد من مصممي الأزياء العرب لاستخدامه في أعمالهم، فكان موضة للأزياء بالخليج العربي خلال عامي (2013 و 2014 )، وظهرت مؤخرا جهات أخرى لاستخدامه كنقش لبعض أوشام العبارات العربية على أجساد النجوم، وباتت هناك طلبات لنقشها بالحنة خصوصا وأن حكمها الديني يختلف عن الوشم، ما حولها إلى إحدى التقليعات الشبابية الجديدة.

في السياق، يقول محمد الحسن صاحب أحد مشاريع تصميم وصناعة الخطوط، إن جمالية الخط العربي التقليدي تتجسد في روحه الحقيقية المكتوبة باليد، ومع ذلك هنالك برامج آلية للخط توفي بالغرض لكنها لا تصل لمستوى إبداع الخطاطين، وكذلك قالت المصممة المصرية (كارمن): ينبغي على من يريد استخدام الحروف على بأن يعي معنى ما تحمل الحروف والرموز من مدلولات، لأنها تثير فضول وتساؤلات المهتمين بأمر الخطوط واللغة، وقد يطرحون أسئلة على شاكلة: لماذا هذا الحرف تحديدا؟

المشاهير عالميا
أبدى كثير من المشاهير العالميين إعجابهم بنقوش الخط العربي بمختلف أنواعه، الرقعة، النسخ، الكوفي وغيرها من الأنواع، ما دفعهم إلى وشمها على أجسادهم بدلا من العبارات الإنجليزية أو الصينية واللاتينية التي كان يفضلها الأجانب إلى وقت قريب، نسبة لغرابتها وغموضها، من هؤلاء المشاهير أنجلينا جولي التي وشمت على يدها كلمة (العزيمة) باللغة العربية، وكذلك نجم المنتخب البرتغالي سابروسا سيما الذي كتب اسمي زوجته وابنته على كلتا ذراعيه، وأيضا اللاعب السويدي ابراهيموفيتش الذي وشم اسمه على جسده، واللاعب سيرجو بوستيكس، والممثلة زوي سالندا بطلة فيلم افتار، وغيرهم الكثيرون ممن أعجبوا بالخط العربي وفضلوا أن يحتفظوا ببعض عباراته وشما على أجسادهم، بعضها حكم يعتنقونها مثل ما كتبته سيلنا غوميز على كتفها، والتي كانت (أحب نفسك أولا).

الحنانات وطلبات النقوش
طلبت من إحدى الحنانات بأن تنقش على يدي إحدى العبارات لكنها اعتذرت قائلة “خطي شين” وأيضا لم تعتد على أمر الكتابة بالحناء، بحسب مروة خالد – طالبة جامعية- وواصلت: أعجبتني فكرة كتابة العبارات العربية على الأجساد التي اجتاحت العالم العربي منذ 2015؛ والتي مازالت مستمرة حتى اليوم، لكن أكثرها كانت أوشاما دائمة يصعب التخلص منها، وبعيد عن مسألة تحريم الأوشام وتحليلها، في رأيي أن قناعات البشر تتغير من مرحلة إلى أخرى، لذا من العبث ملء الجسد بالكتابة والرسوم لأنهم سيملون رؤيتها بمجرد تغيير قناعاتهم، ومن الأفضل أن تكون مخطوطات بالصبغة، وتضيف : انتبه العالم إلى جمال الخط العربي بعد اهتمام المشاهير إلى وشمه وارتداء أزياء مزخرفة بالعربية، وبما أن موضة الخط العربي هي السائدة أتوقع أن تكثر طلبات نقش العبارات على الحنانات.

سوق الخطاطين
يستعرض الخطاطون مواهبهم في الخط العربي على خلفيات مركبات النقل من حافلات، بصات، ركشات، وكذلك اللافتات المضيئة، وبما أن الكتابة أصبحت إحدى التقليعات الحديثة فليس هناك ما يُضير من اتجاه الخطاطين إليها، كالرسم على الوجوه في مدن الملاهي والاحتفالات الجماهيرية مثلا، بحسب محمد عوض الكريم – خريج كلية الفنون قسم الخط العربي والزخرفة الإسلامية – تخصصت في الخط العربي من السنة الثانية في الجامعة، وأنا شخصيا ليس لدي مانع في نقشها على الأجساد إذا كانت مربحة ماديا، وبالإضافة لاستخدامه في الوشم والحناء هنالك استخدامات حديثة كنقشها على الأثاث؛ بطريقة مثيرة للاهتمام كما فعلت المصممة المصرية (كارمه)، والتي لجأت للخط في القطع التي استخدمتها في ديكورها، وقالت في إحدى حواراتها إنها استلهمتها من الفلكلور والموروث الشعبي، وعلى سبيل المثال فهي خطت على إحدى القطع سيرة أبو زيد الهلالي، وعلى أثاث غرفة أخرى قصة بهية وياسين، ما أضفى على الديكور بعدا جماليا وثقافيا مبهرا.

الخرطوم – نمارق ضو البيت
صحيفة اليوم التالي