على رسلك أستاذ المحبوب عبدالسلام.. ما هو الإسلام السياسي ؟!
نقلت بعض وسائل الإعلام عن الأستاذ المحبوب عبدالسلام القيادي بالحركة الإسلامية قوله ( الإسلام السياسي قد انتهى واستنفد أغراضه ) وذلك في منتدى ( مدارسات ) الذي أقيم بمنزل الدكتور غازي صلاح الدين رئيس حركة الإصلاح الآن وهذا التصريح الموصوف بالجرأة نقابله بأسئلة أكثر وضوحا وجرأة وهي :
ما هو الإسلام السياسي أستاذ المحبوب عبدالسلام هل هو تلك المفاهيم المعرفية العقدية المتعلقة بحاكمية الله على خلقه بموجب ربوبيته لهم فلا تشريع من تحليل وتحريم إلا ما شرعه وإذا انتهى هذا المفهوم فهل حل محله أن الإنسان مصدر التشريع ومركزه وميدانه فهو المحلل المحرم _ بكسر اللام والراء _وهو المحلل والمحرم له _ بفتح اللام والراء _فأصبح الانسان رب نفسه وإله ذاته في علمانية موغلة في الضلال والانحراف !!
ما هو الإسلام السياسي هل هو مفاهيم العدل والشورى وحرمة الاستبداد والطهر في اليد والعفة في الخطاب والرقي في الممارسة السياسية لا انطلاقا من باب المصلحة فحسب وإنما إلتزاما بالشرع وعبادة لله تراقبه قبل أن تخشى مراقبة البرلمان ؟
ما هو الإسلام السياسي هل هو تلك الفكرة الرائعة العميقة التي لا تؤمن بهذه الثنائية الدين والدنيا وتجعل الدنيا كلها ماعون للتدين والعبادة فكرا وثقافة فنا ورياضة حربا وسلما إقتصادا وإجتماعا فتحقق التوحيد في أسمى صوره بهذه الوحدة للوجود كله في بلاط العبودية لله ؟
ما هو الإسلام السياسي هل هو تلك الشورى التي مارسها الصحابة في سقيفة بني ساعدة وقد كانت من قبل الحراب وحدها هي لغة الحوار فنعموا بحرية إختيار حاكمهم يوم كان الغرب يرزح تحت وطأة القياصرة والفرس تئن تحت وطأة الأكاسرة ؟
ما هو الإسلام السياسي هل هو تلك العقيدة الإقتصادية التي صنعت مجتمع الانتاج والتكافل فصدرت للأندلس الأوربية علما ومعرفة ومنتجات و صار الأغنياء في دولة الإسلام السياسي يبحثون فيها عن محتاج فلا يجدونه ؟
ما هو الإسلام السياسي هل هو تلك العقيدة العسكرية التي لأول مرة في التاريخ الإنساني كله تعلم المقاتلين تحت رآيتها أخلاقيات الحروب فتقول لهم لا تقطعوا شجرة ولا تقتلوا وليدا ولا شيخا ولا إمرأة ولا تهدموا ديرا ولا معبدا ولا تجهزوا على جريح وتلزمهم بالاحسان إلى الأسير قبل قوانين جنيف ؟
أستاذ المحبوب عبدالسلام إذا كان هذا هو الإسلام السياسي فإنه لم ينته ولن ينتهي لأنه الدين الخاتم والنعمة التامة بل هو في عصرنا لم يبدأ بعد !!
أما فساد أصحاب اللحى وولوغ أدعياء التدين في المال الحرام واستبداد المنتسبين لحركة الإسلام وظلم ومحسوبية الملتصقين بالدين زورا فليس هذا هو الإسلام السياسي بل هذا هو الدجل بإسم الدين والعلمانية القبيحة عندما ترتدي نقابا !!.
ثم ما هي أغراض الإسلام السياسي التي استنفدت؟!
هل هي الوصول للسلطة وتعبئة الشباب ليموت في الجنوب بدعوى إقامة الدين ؟!
هل أغراضه هي التخمة من الثراء الحرام والنهب ( المصلح ) للمال العام ؟
أخبرني بالله عليك ما هي الأغراض التي استنفدت ؟!!
إن المحبوب عبدالسلام يجسد حالة نفسية لا قراءة موضوعية حالة نفسية أصابت بعض أبناء الحركة الإسلامية هي الثمرة الحنظل لتشوهات التجربة وخطايا الممارسة وقبح التسلط حتى للرأي المخالف داخل التنظيم نحن بحاجة إلى مشروع للاصحاح النفسي وإعادة الثقة !!
نحن بحاجة إلى بلورة فكر وخطاب عميق في جذوره لا تقتلع أشجاره الوارفة رياح الانتكاسات ولا تهز شجرته الانتقاد اللاذع الذي لا يفرق بين الفكرة والممارسة !
نحن بحاجة إلى مشروع إصلاحي حازم وعازم بخطوات متسارعة
يبرأ الإسلام من تهم جرها عليه الفاسدون المتسلطون المجرمون من المنتسبين إليه !
ونعود
محمد علي الجزولي