بعد عودة محافظ بنك السودان
واشنطن والبنك الدولي يؤكدان على أن العقوبات على السودان معنوية اكثر منها فعلية، وبعد عودة محافظ البنك المركزي عبد الرحمن حسن من نيويورك .. تعال إلى فهم جديد . > وكأنما المراد من لعبة التناقض التي تشترك فيها الادارة الامريكية مع البنك الدولي، هو أن تستدعى إسرائيل لتحشر أنفها في الشأن السوداني ..وقبل أيام رشح خبر مسخور منه يتحدث عن حشر أنفها بين الخرطوم وواشنطن .. باعتبارها زوجة واشنطن أو قوادتها . > واستدعاء اسرائيل من ضمن حساباته الآجلة والعاجلة ليشكل مرحلة تمهيدية للتطبيع من أجل أن تستمر المؤامرة عن كثب . > وتظهر بصمات المؤامرة اليهودية في استصدار قرار الحصار قبل قرابة العقدين في دعوة واشنطن التهديدية إلى دول أخرى مهمة لمخاصة السودان اقتصادياً معها . > والآن يمكن أن يقفز إلى ذهنك أن قرار الحصار يهودي بامتياز إذا قرأت بنفسك نصائح الادارة الامريكية والبنك الدولي للسودان ..وكأنهم مشفقون عليه . > الإدارة الأمريكية من خلال المؤتمر الذي حضره محافظ البنك المركزي السيد عبد الرحمن حسن عبد الرحمن في نيويورك أخيراً تحدثت عن عدم قيود للتعامل مباشرة مع السودان بكل العملات عدا الدولار . > أي أن فرصة للتعامل بالعملة الاوروبية اليورو قائمة ..ويمكن تجاهل رفع الحصار لو رضيت دول الاتحاد الأوروبي بأن تتعامل تجارياً مع السودان بعملتها أو بعملات دولها .. بدلاً من الدولار الذي ليس هو عملة أوروبية . > ومن جهة ثانية على ذات الصعيد الامريكي فإن البنك الدولي دعا السودان لاجراء اصلاحات منهجية لانعاش اقتصاد السودان الذي تنتهكه العقوبات . > لكن العقوبات ليست سنة كونية أو كوارث طبيعية .. بل هي صادرة عن مؤسسات تستطيع التأثير الفعال على البنك الدولي . .وعلى الجهة التي تتحدث عن عدم قيود للتعامل مباشرة مع السودان. > لكن إذا كان اليهود قد ورثوا النفوذ المؤثر جداً في امريكا من الانجليز مثلما ورثوا احتلال الانتداب البريطاني لفلسطين من الانجليز . . فإن قرار رفع الحصار يبقى محتاجاً لموافقة اليهود . > مصالح اليهود هي هناك القاسم المشترك لبرامج المرشحين الانتخابية طبعاً. > المرشحون هناك يمكن أن يختلفوا في ما يقدمونه من وعود للجماهير ما عدا ما يتعلق باسرائيل. > يطرحون قانون الإجهاض ويختلفون فيه.. وقانون زواج الشواذ ويختلفون فيه.. ولكن دعم إسرائيل ومصالح اليهود تدخل في برامجهم الانتخابية ضمن مصالح امريكا العليا . > وقد استطاع اليهود أن يربطوا مصالحهم بالمصالح الأمريكية، لكن لم تنجح دول الوطن العربي في فهم ما هو مصدر المشكلات التي تؤذيها . > وقرار رفع الحصار قد يكون بشروط قاسية جداً على السودان لدرجة أن تفرغه من مضمونه ..ويبقى استبقاء الحصار افضل من رفعه بهذا الثمن . > لكن البنك الدولي حينما يدعو السودان إلى اجراء اصلاحات منهجية لانعاش الاقتصاد الذي تنتهكه العقوبات ..هل يعتقد أن العقوبات يمكن تجاوزها؟ > لو كان من الممكن تجاوزها بالتفكير الاقتصادي الذكي وبالأخلاق الحميدة في العمل العام المتعلق بالاقتصاد والتجارة الخارجية .. فما الداعي إليها إذن؟ > هل عدم قيود الدول الأخرى للتعامل مع السودان بكل العملات في التحاويل ما عدا الدولار يمكن أن يتشكل منه تجاوز العقوبات، وبالتالي إجراءات إصلاحات منهجية لانعاش الاقتصاد الذي تنتهكه العقوبات هذي؟ > لو كان ذلك ممكناً فإن هذا يعني أن هناك من تحايلوا بالعقوبات لتبرير غياب الإصلاح وتبرير استمرار تدني قيمة العملة الوطنية . > إذن لا داعي لانتظار رفع الحصار .. فإجراء الاصلاحات المنهجية لانعاش الاقتصاد الذي تنتهكه العقوبات ليس مرهوناً برفع الحصار الامريكي . > امريكا فقط لا تريد التعامل بعملتها.. وهذه ليست مشكلة كبيرة . > ولا تسمح بتصدير سلعها البرجوازية إلى السودان، وهذه ليست قضية تهم الفقراء طبعاً . > المشكلة في الداخل بالطبع .. في سياسات وزارة التجارة الخارجية ..ووزارة المالية ..وبنك السودان > المؤتمر الذي شهده محافظ بنك السودان حث الحكومة السودانية على استغلال الرخص الممنوحة من قبل الإدارة الامريكية للمؤسسات والشركات الأمريكية للتعاون مع السودان . > ممنوحة للتقنية الحديثة والاتصالات وتكنولوجيا المدخلات الزراعية . > والبنك الدولي يدعو الحكومة السودانية لإجراء اصلاحات منهجية . > ترى متى ستوجه الحكومة السودانية وزارتي المالية والتجارة الخارجية وبنك السودان باحترام الميزان التجاري المختل بفعل فاعل هنا في ظل الحصار؟ > هاتان الوزارتان ..والبنك المركزي تزيد طينة المعاناة المعيشية بلةً بأكثر من بلة الحصار . غداً نلتقي بإذن الله
الانتباهة