مقالات متنوعة

Game Over..!


أغلبية تاريخية في مجلسي النواب والشيوخ رفضت (فيتو) الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي استخدمه لإسقاط قانون العدالة ضد رُعاة الإرهاب، المعروف بـ (جاستا)، القانون الجديد يتيح لضحايا هجمات سبتمبر 2001م مقاضاة الحكومة السعودية، رغم أن لجنة التحقيق التي تم تكوينها عام 2003م أثبتت عدم وجود أية شُبهة تشير إلى تورط الحكومة السعودية، إلا أن أغلبية الذين نفذوا الهجمات هم من حملة الجنسية السعودية، وكما ورد في تقرير لجنة التحقيق أسماء مسؤولين بارزين لهم صلة بتمويل الهجمات.
القانون وما أثاره من جدل سياسي وقانوني حول انتهاك سيادة الدول، فهو لا يُقرأ بعيداً عن ما يجري في المنطقة بشكل عام وما طرأ على العلاقات السعودية الأمريكية على وجه خاص بعد توقيع الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى، في وقت فتحت فيه السعودية جبهات قتال متعددة، فشلت جميعها وهزت ميزانيتها وباتت المملكة في أعقاب ذلك تتبع سياسات تقشفية، فالقانون الجديد ليس مجرد قانون لاسترداد حقوق ضحايا كما هو ظاهره، بل هو مرحلة جديدة كلياً في علاقات المملكة التاريخية مع الولايات المتحدة الأمريكية.
قبيل استصدار القانون المثير للجدل، حذر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من إصداره وهدد بإمكانية سحب المملكة لأصولها في الولايات المتحدة الأمريكية المقدرة بـ (750) مليار دولار، لكن هناك رأي يُقلل من الفائدة من سحب هذه الأصول بحجة أن بيعها صعب إن لم يكن مستحيلاً، بل أن خطوة كهذه ربما تؤثر على اقتصاد المملكة.
أمس نقلت الأخبار أن أرملة أحد ضحايا هجمات سبتمبر رفعت دعوى قضائية ضد الحكومة السعودية، اتهمت فيها السعودية بتقديم الدعم المادي لمنفذي الهجمات وبالتالي التسبب في مقتل زوجها، ومثل هذه القضايا كانت تردها المحاكم الفيدرالية قبل صدور هذا القانون، أما وقد أصبح القانون سارياً فسوف تتقاطر أسر الضحايا إلى سوح المحاكم.. السؤال، هل يُقدِم القضاء الأمريكي على خطوة تجميد أموال السعودية ضمن إجراءات المحاكمة؟، وقبل ذلك، كيف يُمكن توجيه اتهام وإثبات أن حكومة السعودية متورطة، بينما تقرير اللجنة المعنية بالتحقيق قد أثبت عكس ذلك أم أن الـ (28) صفحة التي فرضت عليها السلطات الأمريكية السرية تحمل مفاجأة؟
إذا فُعّل قانون (جاستا) ومضى باتجاه أن يكون واقعاً لا مفر منه، فإن المملكة مقبلة على مرحلة جديدة في علاقاتها مع الولايات المتحدة، عنوانها الابتزاز. بذكاء لافت، الولايات المتحدة أوصلت حليفتها المملكة إلى مشارف الورطة الكبرى، أوهمتها بضرورة خوض حروب مكلفة في سوريا واليمن، ثم أبقت على بشار الأسد وتتحدث الآن عن انتهاكات جسيمة في اليمن ارتكبتها قوات التحالف العربي الذي ترأسه المملكة ثم فوق ذلك فهي تنظر إلى إسلام بلا دماء طالما ارتبطت الجماعات السُنية بالإرهاب وارتبطت السعودية وثيقاً بهذه الجماعات، ومؤتمر غروزني ليس بعيداً عن ذلك، وإيران الآن تحاول أن تُقدم نسخة بلا دماء.!

شمائل النور

التيار