وأين البرلمان من هذا
ظل البرلمان السوداني الاتحادي؛ وتابعه من المجالس التشريعية في غياب تام عن حياة الشعب، ولا أعلم كيف يكون للشعب هيئة تمثيلية تشريعية وهي في غياب عن حال الشعب الاقتصادي منذ انتخاب عضويتها في العام 2015 م وإلى اليوم لم نشاهد قراراً واحداً يصب في صالح الشعب،، ما لم تكن الهيئات التشريعية تعمل في (السر) ولا تعلن عن إنجازاتها
.
وأستعجب كذلك بأن تظل نفس هذه الهيئات التشريعية سارية المفعول من بعد الحوار الوطني،، فإن البرلمان (اتحادياً كان أو ولائياً) مسؤول مسؤولية مباشرة من تمرير التشريعات القانونية أو تعديلها أو إيقافها، وكذلك مسؤول عن محاسبة حاسمة للجهات التنفيذية التي تفشل في عملها،، وفي حال استمرار هذه البرلمانات كما هي،، فهل تعتقدون بأن المحاسبة سوف يكون لها أثر!!؟
كل هذه البرلمانات الأغلبية التمثيلية فيها هي تابعة للحزب الحاكم،، فهي تابعة له تماماً،، فكيف يكون البرلمان للمعارضة هو الخصم والحكمُ.
ويا سادة أين موقع الدستور الدائم من بعد اعتماد نتائج الحوار،، وأين الجهة المنوط بها الموافقة على الدستور الدائم للبلاد(اذا كان في الأصل هنالك نية لدستور دائم)،، ولكن عبر التعديلات المتتالية للدستور المؤقت؛ أيقنت بأن أمر الدستور الدائم ربما يكون مؤجلاً، وليس له مكان في أجندة حكومة الوفاق الوطني،، برغم أن الدستور المؤقت أصبح أقرب لثوب الدرويش الثقيل الوزن والحمل من كثرة (الرقع)، ونافس ذلك الشيخ العاشق لرسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة المولد،، في وصف شاعرنا الراحل محمد المهدي المجذوب (وهنا حلقة شيخ يرجحن يضرب النوبة ضرباً فتئن وترن ثم ترقص هديراً أو تجن)،، الله الله الله.
فيا أهل السياسة رفقاً بدستور البلاد من كثرة الترقيع،، والله إنه لعيب كبير أن تسير بلادنا بدستور(انتقالي ومؤقت) إلى أكثر من عشرة أعوام، وبرغم ذلك معظم بنود الدستور غير مفعلة،، ومنها على سبيل المثال، لا الحصر، عدم الجمع بين المنصب الدستور والعمل الخاص.
والسؤال الذي يجول في رأس طفل في سنة أولى رضاعة سياسة؛ وليس كما قال السيد (مبارك الفاضل المهدي) سنة روضة سياسة؛ في وصفة لأحد الأحزاب أمس وهو:-
كيف يترك هذا البرلمان أن يكون هو المحاسب؛ وهو المشرع للقوانين لحكومة وفاق وطني؛ مهمتها الأساسية هي أن تعيد البلاد لخط الديمقراطية؛ ودولة المؤسسات والقانون،، وتعالج الاقتصاد وترفع من مستوى معيشة المواطن؟؟.
بينما كل المعارضة التي تلهث لتشارك في تلك الحكومة ليس لها صوت في هذا البرلمان،، أليس من المنطق على الأقل استحداث انتخابات مبكرة. على الأقل شيءٌ يحترم عقولنا.
جلال الدين محمد
التيار