الواطه أصبحت
تابعت أمس كغيري الحوار التلفزيوني للرئيس عمر البشير والذي أجراه زميلنا (الضخم) حسين خوجلي.
في البداية نقول الحوار في حد ذاته يصب في صالح (قبيلة الصحفيين السودانيين) فطالما طالبنا مراراً وتكراراً بإتاحة مثل هذه الفرص للصحافة السودانية، لتلتقي مع الرئيس، بدلاً من (النقل المباشر) من الصحافة الخارجية التي تتاح لها فرصة إجراء مثل هذه اللقاءات والحوارات بكل سهولة ويسر..
واضح أن ترتيبات الحوار من حيث الإعداد والمكان والزمان وتعدد الوسائط الناقلة له كلها دلالات ومؤشرات تشير لوجود خطة واضحة لتوصيل رسائل محددة ومباشرة .. وهذا ما حدث بالفعل، فقد جاء الحوار مباشراً، وتحدث الرئيس بوضوح وعمق وإلمام تام بكل خيوط اللعبة السياسيه في البلد، وكشف كثيراً من الأوراق والمواقف، ووضع العديد من النقاط التي تصلح للنقاش والمداولة والتحليل بغيه (فهم) التطورات الجارية على صعيد الحوار والتفاوض الذي يجري بين مختلف التيارات والأحزاب والجماعات.
ما فهمته أننا أمام وضع جديد، وهذا أمر جيد، وعندما أقول جيد يمر في خاطري شريط طويل من الهتافات التي تطلقها الجماعات السياسية في صراعاتها مع الحكومات والانظمة القابضة، المتظاهرون يهتفون دائماً (مليون شهيد لوضع جديد)
الآن نحن أمام (وضع جديد) لا يحتاج لقتل بعضنا حتى لو وصلنا الرقم المليون،
ولكن مشكلتنا دائماً كسودانيين، الإخفاق (التاريخي) في الوصول للحد الأدنى من الاتفاق.
أسئلة (الحسين) كانت موفقة، نجاح المحاور في انتزاعه (لحقائق) جديدة من (من) يحاوره، حسين سأل الرئيس من اليسار كتيار وطني عريض، أنت يا سيادة الرئيس (قنعان منو)، والكلمة في عاميتنا تعني اليأس، الإجابة من البشير جاءت (سودانيه) وتشبه (أولاد البلد) تحدث عن أصدقاء شيوعيين، وعن ذكريات معهم وحفظه لأناشيدهم (صلاح وجدوه حراً يقاوم وهو في النزع الأخير).. تحدث البشير عن المرحوم محمد إبراهيم نقد: قال كنت استمتع بالجلوس معه، تشعر أنك أمام أستاذ، يمضي ويقول صلاح أحمد إبراهيم أقرب إليَّ وجدانيا.
شرح بالتفاصيل قصة لقائه الشهير مع فاطمة أحمد إبراهيم في القطينة، قمت من كرسيّ لتحيتها ترددت وفكرت قليلاً، كانت المفاجأة: سلمت علي وهي (تقلدني) وبكت وقالت لي إنتو يا السودانيين شعب عظيم، وأنت أعظم رئيس.
بعد هذه الحكايات قال (هم عزلوا أنفسهم)
تحدث عن الصادق المهدي بايجابيه وعن مولانا الميرغني وحرصه على وحدة أهل البلد، وكشف عن لقاءاته في أيام الإنقاذ الأولى مع المرحوم بدر الدين مدثر
وتحدث عن ياسر عرمان وعن (القرابة البينهم) ولخص مشكلته في أنه يريد الركوب في سرج قرنق ويحلم (بالسودان الجديد) ولكن (الواطة أصبحت).
ومع ذلك نقول (لا زال الليل طفلاً يحبو) وهناك متسع للالتقاء إن خلصت النوايا واستشعر الفرقاء السودان الوطن والانسان
عبد العظيم صالح
اخر لحظة