مقالات متنوعة

غزة.. (عودة السِيرة المِهَبِبة)..!

* إذا لامست أُذنك كلمة (غزة) فعليك (بتنفيضِها!!) ولا تبالي.. هذا إذا كنت سودانياً؛ أما لو كنت مُستلباً من قِبل (التنظيم الإخواني) الذي لا وطن له ولا قِيم؛ فذلك يعنيك ولا يعنينا..!
* ذات عام مضى؛ وفي واحدة من صور الاحتيال المتكررة؛ كان البعض يجمعون الأموال لنصرة هذه الـ(غزة) من تلاميذ مدارسنا القروية الفقيرة؛ باسم (جنيه غزة)..! ومدارس بلادنا يغني حالها عن السؤال بالمقارنة مع مدارس البقعة المذكورة؛ التي يسيطر عليها أثرياء تنظيم حماس (الإخواني) في فلسطين..!
* السؤال العام: هل هنالك تفاهة أكثر من أن تكون عارياً تماماً؛ وتلهث باحثاً عن كِسوة (للغريب)؟!
* أمس أخبرتنا صحيفة (الجريدة) بأن لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس الوطني السوداني “طالبت بكسر الحصار عن قطاع غزة في فلسطين، واقترحت أن تكون هناك تعبئة شعبية في المحيط العربي الإسلامي لعكس القضية الفلسطينية”.

ــ انتهت بداية الخبر..!
* كلمة تعبئة ــ في هذا العهد الإنقاذي ــ إذا كانت شيئاً يمشي لركلناها بالأقدام؛ فهي موحية (بتحسُس الجيوب) وإحكام القبضة عليها تحاشياً من أيادي (المستهبلين).. الكلمة ذاتها محفزة لانتباه الناس كى يسيروا (عكسها)..! أي لو كان هنالك موكباً (تعبوياً) يسير شرقاً فاتجه غرباً؛ حتى لا توصم ذاتك (بالنقص) وخفة العقل..!
* بالعودة إلى لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان السوداني؛ نجدها تتمظهر بترفٍ لفظي لا معنى له؛ فهي (تطالِب!) بكسر الحصار عن قطاع غزة؛ أو بالأحرى (قطاع حركة حماس)..! تطالِب مَن؟؟!! ثم.. هل القضية الفلسطينية بحاجة إلى عكسها في المحيط العربي الإسلامي؟! هل القضية الفلسطينية (جديدة) إلى درجة أن العالم الإسلامي ينتظر التعريف بها؟! أم حب (الفراغ) يدفع البعض دفعاً لرمي الكلام ــ كيفما اتفق ــ لأغراض خاصة؟!
* تمهيداً للتعبئة ــ المفتراة ــ ذات الأهداف المعلومة؛ قال نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان “إن القضية الفلسطينية قاسم مشترك بين مكونات المجتمع السوداني”.

* يا لشقاوة مجتمعنا المحشور حشراً بألسن هؤلاء البرلمانيين وبألسن إخوانهم التنفيذيين؛ في كل كبيرة وصغيرة..! بينما القضية الفلسطينية التي يدَّعون العناية بأمرها؛ يعلمون بأنها لو صارت (دجاجة) ووقفت بباب أحدنا لما قال لها (هِش)..! وهل الجحيم الاستثنائي الذي يعيش فيه شعبنا يترك له سانحة ليشغل تفكيره بالقضية الفلسطينية؟! إن في السودان قضايا (أخطر) أينما كان الاتجاه.. كما يعاني السودان من حصارين (داخلي.. وخارجي)..!
* يبدو أن العجز والفشل في فك الحصار “المعيشي!” الذي يردي السودان؛ لا يراه بعض البرلمانيين (المبطرين) فيصرفون النظر بعيداً… أعني النظر إلى حيث تعيش (غزة الحمساوية) غير مبالية بمشاكلنا ولا تسمع بها..!

خروج:
* البرلمانيون عندنا لا يختلفون عن الحكومة؛ حينما يجترون (السِيرة المِهَبِبة)؛ أي سِيرة (نصرة غزة) المملة..! فإذا حدثوك عن قدسية القضية الفلسطينية؛ تذكّر ــ أيها السامع ــ بأن خاطرهم موجّه إلى (إخوان حماس)؛ فلا تهمهم قضية دينية أو مقدسة..! لو كانوا يحملون ذرة من الغِيرة على الدين؛ لرأينا غِيرتهم أرحب وأسطع نحو (الإنسان) السوداني..!

تذكرة:
* في أعوام خلت طرحنا أسئلة لا حصر لها بخصوص حركة (حماس) وقد ظل الإهتمام بها يتعاظم لدى حكّام الخرطوم… قلنا:
ــ ما هي الفائدة التي جناها السودان من حماس؛ في أي مجال حيوي أو إنساني؟!
ــ ما هو النصر الذي تحقق مع كل العطايا التي تدفعها جماعة (شوفوني) السودانية لحماس؛ وليس لفلسطين؟!
ــ هل نحن أكثر عروبة من العرب حين نترك الكوارث المهولة المقيمة في بلادنا ثم نتجه صوب (حماس) وكأنهم أبناء عمومتنا؟!
* قلنا: إن حماس لن تنتصر؛ فهي (تاجر في سوق الدين).. وتجار الدين لا ينصرون الله أبداً؛ فكيف ينصرهم ويثبت أقدامهم..؟!
* قلنا: إن حماس مثلكم أيها المداهنون الكَذبة؛ ولن يتحقق لمُداهِن شرط “تثبيت الأقدام”..!
* قلنا كثيراً… لكن ستظل (غزة) مُقدَّمَة على (عَزة!) لدى إخوان السودان الغرباء؛ طالما ظلوا في الحكم أو خارجه..!!
أعوذ بالله

أصوات شاهقة – عثمان شبونة
صحيفة الجريدة