مليار برميل نفط … يعني (50) مليار دولار
خبر من شأنه أن يجعل الجنيه يعدل مشيته قليلاً، إلا أن الخوف أن يكون مثل خبر وزير المعادن الذي أعلن الكشف عن ذهب سيبرين الروسية و قدر قيمته بمليارات الدولارات، و قبل أن نفيق من تلك الصدمة عاجلنا بمليارات الدولارات من خام الحديد، و حتى تاريخه لا رأينا ذهباً ،أو حديداً … ،الخبر (صرح السيد وزير النفط السوداني، محمد زايد عوض، أن المربعات التي ستنتهي عقوداتها خلال الأشهر المقبلة بها احتياطات تفوق المليار برميل، مشيراً إلى توجيه النائب الأول للرئيس بكري حسن صالح بتعظيم حصة الحكومة بتلك المربعات باعتبارها ذات إنتاج متميز). وكان وزير الدولة بوزارة النفط، محمود محمد عبدالرحمن، قد طالب الصين بالتوصل مع الجانب السوداني لاتفاقية جديدة في مربع (2B ) التي اقترب أجلها، بشأن قسمة الإنتاج النفطي، من أجل زيادة إنتاج النفط في المربع بما يعود لفائدة البلدين ، ويعد مربع (2(B الأكثر إنتاجاً واحتياطاً، وهو من ضمن حقول النفط بهجليج التي آلت إلى الحكومة عقب انفصال جنوب السودان و متوقع ايلولته بالكامل في نهاية أكتوبر الجاري.
الأمر الذى يثير حيرة المراقبين هو أن مثل هذه الاخبار لا علاقة لها بالوضع الاقتصادي ،و الدولار (عامل آضان الحامل طرشة ) ، و لعل الكثيرين لا يحدوهم الأمل فى مثل هذه الاخبار،لأنها معممة وغامضة و غير واضحة، كيف يمكن التحقق من هذه الاحتياطات ؟وهل وجود هذه الاحتياطات يعني زيادة الانتاج؟ و كم تبلغ الزيادة؟وهل تصلح هذه الاحتياطات لتكون ضماناً للاقتراض؟ المهم هو ان يعلم محمد أحمد كيف ستنعكس هذه الاحتياطات على معاشه و خدماته، انا شخصياً لست متفائلاً، ليس لأن الخبر غير صحيح، أو غير واضح فحسب، و مبعث التشاؤم ناتج من ضياع قرابة مليار دولار من عائدات النفط، البرلمان استدعى وزير النفط، فتحدث عن ضياع (70) مليون دولار فقط، و قال (نحن نستلم براميل و لا علاقة لنا باستلام الأموال)،عليه فالأمر لا يتعلق بالاحتياطات ،و ربما بلادنا هي الدولة الوحيدة التي لا تعلن عن صادر البترول و عائداته، فمنذ ان عرفت بلادنا استخراج البترول ، لم تعلن الحكومة عن الكميات المنتجة، ومن أي حقل، و نوع الخام ،و كم يذهب للمصافي الداخلية؟ و بأي أسعار ؟ وكم يصدر؟ و أين تذهب العائدات؟ هل هذا معقول؟ ملايين الدولارات تضيع حسب إفادة وزير النفط أمام البرلمان،و يحدثنا سيادته عن احتياطات. سيأتي يوم نبحث فيه عن أي برميل نفط ( رايح ) ،وعن كل دولار ضائع، و لو كان كأبرة فى كومة قش.
ماوراء الخبر – محمد وداعة
صحيفة الجريدة