السودان بين الثلث الامى والثلث االتقنى والثلث الناهض
شهد الاسبوع الماضى كشف حقائق ومعلومات دقيقة اوردتها وزيرتان كريمتان الاولى وزيرة التربية والتعليم والثانية وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اظهرت تماما ان الشعب السودانى الذى يبلغ تعداده (30) مليونا تقريبا , شعب مواكب متطور فى سلوكه الاتصالى حيث بلغ عدد الذين يملكون جوالا (هاتف محمول) (10) مليونا تقريبا , ولكن فى ذات الحين يبلغ عدد الاميين فيه ايضا نفس الرقم (10) مليونا , وبالتالى نجونا من الامية الالكترونية الرقمية ووقعنا فى الامية التعليمية , بينما تقول مؤشرات التطور الان انه كلما زاد عدد المتعاطين مع التقنية والياتها فأن النتيجة تشير الى تطور فى المجتمع ذلك لان الامية اصبحت ليست التعليمية وانما الامية التقنية.
فقد كشفت الاستاذة سعاد عبد الرازق وزيرة التربية والتعليم ، أن عدد الأميين في السودان يتجاوز (9.691.795) شخصا، موضحة فى تقرير قدمته خلال ورشة عمل بالبرلمان حول قضايا التعليم إلى أن أبرز تحديات المرحلة المقبلة تتمثل في توفير الكتاب المدرسي ومحو الأمية وتعليم الكبار بجانب تطوير وإكمال مطلوبات المناهج للمرحلة الجديدة وتدريب المعلمين فضلا عن تكملة السلم التعليمي والحد من التسرب وخفض معدلات الأمية وتطوير اللغات.
من ناحية اخرى كشفت وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتورة تهاني عبد الله عن نموء كبير في قطاع الاتصالات في الخمسة أعوام الماضية، وأوضحت أن عدد المشتركين في خدمة الهاتف السيار في العام 2010م بلغ (18) مليون مشترك وبنهاية العام 2015م بلغ (28) مليون مشترك وبنهاية النصف الاول من العام الحالي وصل عدد المستخدمين للهاتف السيار (29.468.544) مشترك. وقالت الوزيرة تهاني عبد الله لدى استضافتها في برنامج الحديث الأسبوعي الذي نظمته الإدارة العامة لشؤون مكتب الناطق الرسمي بوزارة الاعلام الاسبوع الماضى أن (10) مليون مشترك يستخدمون خدمة الانترنت عبر الموبايل، وفصلت (5) مليون مشترك يستخدمون الانترنت عبر شبكة زين، و(3) مليون عبر شبكة أم تي ان، و(2) مليون عبر شبكة سوداني.
وقالت تهاني إن وزارتها تعمل على وضع السياسات والخطط اللازمة لتطوير نظم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتنظيمها، واعتماد المعايير والمواصفات الفنية للخدمات والمعدات ووسائط الاتصال ومراقبتها وضبطتها، ومنح التراخيص للافراد والشركات التي تعمل في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووضع ضوابط ومعايير وترخيص الخدمات البريدية، والاشراف على مشروع الحكومة الإلكترونية الذي وصلت نسبة العمل فيه الي (80%) مشيرة الي البرامج والمشروعات التي نفذتها الدولة مؤخراً، والتي من أهمها مشروع الرقم الوطني، وقالت ان عدد المسجلين فيه بلغ (26) مليون مواطن، ومشروع الخدمة الشاملة، وتحديث أنظمة قياس ومراقبة جودة الخدمات، وتامين شبكات الاتصالات والمعاملات البنكية والتجارية والبطاقة الإلكترونية.
كما اشترطت وزيرة الاتصالات وتكنلوجيا المعلومات تهاني عبدالله تقديم الخدمات الحكومية عبر الرقم الوطني إعتباراً من الأول من يناير 2017م وقالت ان وزارتها وفي اطار سعيها الجاد لتطوير الاتصالات وتكنلوجيا المعلومات وضعت العديد من الخطط والدراسات لتحويل كافة المعاملات الورقية الى تقنية ذلك عبر الحكومة الإلكترونية والتي تنفذ خلالها (25) مشروع تقني في مقدمتها البوابة الحكومية الإلكترونية مؤكدة في هذا الاتجاه ان الوزارة ستتابع بجدية كل الوزارات والمؤسسات لحوسبة اعمالها بجانب حوسبة العمل في المحليات .
وأكدت الوزيرة انه لأول مرة في السودان يتم تطبيق تقنية الحوسبة السحابية لإيصال ( أورنيك 15 ) الالكتروني وقالت ان (5841 ) وحدة حكومية تستخدم هذا النظام
ثم بعد يبدو من خلال الارقام والاحصائيات التى اوردتها الوزيرتان (التعليم -الاتصالات) ان السودان وبالرغم من الصراعات التى نشبت وخلفت تسربيا فى العملية التعليمية بخروج اعداد كبيرة بفعل النزوح واللجؤ فى بعض مناطقنا الغربية والجنوبية الشرقية , الا ان المعدلات الان تشير الى تناقص مضطرد فى نسبة الامية بعدما استقرت الاوضاع كثيرا فى مناطق النزاعات ..والجدير ذكره ان الاطفال دون العاشرة تعاطون مع الهواتف السيارة بمهنية عالية وبالكمبيوتر والعابه مما يؤشر الى متابعة ومواكبة مما يؤكد من ناحية ثانية ان الامى هو الانسان الذى لايعرف ابسط الاجهزة الالكترونية تشغيلا وتنقلا ويمكن القول ان شعبا ثلثه يعرف تقنية الاتصالات وثلثيه يتعامل مع الانترنت حريا بنا ان نقول انه شعب ناهض وسيصل ان شاء الله .
كتب- سعيد الطيب
الخرطوم 23-10-2016م (سونا)