عبد الباقي الظافر

تمرد الحركة الإسلامية..!!


حك رجل المراسم فروة رأسه كثيراً في فاتحة اجتماعات هيئة شورى المؤتمر الوطني..أين موقع شيخ الزبير محمد الحسن من الإجلاس..أمير الحركة الإسلامية يرأس النائب الأول في الهياكل الحركية..فيما الفريق أول بكري يعتبر نائبا للرئيس في الحزب الذي يعتبر الزبير عضواً عادياً فيه..ماذا عن إبراهيم محمود نائب البشير لشؤون الحزب..في النهاية تعامل حارس البرتكول بفقه مزدوج جعل النائب الأول في يسار المشير باعتباره الرجل الثاني في البلد..في اتجاه اليمين جلس إبراهيم محمود أولا ثم شيخ الزبير
في ولاية نهر النيل كان أمير الحركة الإسلامية يصرخ في وجه الوالي الجديد اللواء حاتم الوسيلة.. دكتور حمزة الأمين بدأ هجومه من منبر المسجد بسبب التشكيلة الوزارية الجديدة التي أطاحت بعدد من أفراد الحرس القديم في الولاية.. شيخ الدامر قال في حوار لاحق مع الزميلة الصيحة “ اختيار الحكومة الجديدة جاء مخالفاً للشرع”..ثم قدم احتجاجاً شديد اللهجة على تغول المركز على حقوق الولاية بتدخله في تشكيل الحكومة المحلية في ولاية نهر النيل
محاولة قراءة الحدث تنطلق من الكيفية التي طرد بها الوالي السابق محمد حامد البلة.. قبيل انعقاد مكتب قيادي لحزب المؤتمر الوطني في الدامر، كان هاتف ود البلة يخطره باستدعاء عاجل للخرطوم.. قبل أن يكمل الرجل ارتشاف كوب من القهوة يتم إخطاره بالإعفاء من الخدمة.. تحليل الخبر أن الوالي وقتها لم يستوعب خصوصية الولاية التي يسيطر على تفاصيل مشاهدها رجال أقوياء في المركز.
هذه الخلفية تؤكد أن قدوم اللواء حاتم الوسيلة لم يكن مرحباً به من النافذين في الولاية وخارجها..ويبدو أن الرئيس البشير حاول استيراد رجل من خارج الصندوق الإسلامي الحركي وذي خلفية عسكرية حتى يخمد تدخلات مراكز قوى كثيرة وكبيرة..من هنا أطلق حمزة الأمين الرصاصة الأولى..الثابت أن أطراف الصراع استخدمت منصة الحركة الإسلامية بعد أن سيطر الجنرال الجديد على الحزب الحاكم في الدامر
ما حدث بالدامر هو تمرين رماية بالذخيرة الحية.. في المرحلة المقبلة الذين يتمردون على الحزب ليس بوسعهم سوى الاستقواء بالحركة الإسلامية مالكة العلامة التجارية للحزب الحاكم.. ليس هنالك ترابي يتم التلويح باسمه..المؤتمر الشعبي في طريقه للاندغام في الوطني ..هنالك مقاعد كثيرة سيتم تفريغها بالقوة لإجلاس القادمين الجدد..هذا يعني موجات من الغضب من الذين أدمنوا الجلوس في (اللوج)
في تقديري أن عودة الحركة الإسلامية إلى اللعب في الدوري الممتاز أمر في غاية الأهمية..الحزب الحاكم الذي يبدو صلباً ليس هو غير تحالف مرحلة لأصحاب نفوذ تجمعهم السلطة.. فيما الحركة الإسلامية تنظيم ايدلوجي يضم أطيافاً من النخب المتعلمة وأخرى ذات تأثير شعبي.. لسنوات طويلة تم سجن الحركة الإسلامية ومن ثم الاستثمار في اسمها وصيتها السياسي ..عودة الحركة الإسلامية مهمة لأنها ستعكس الحجم الحقيقي للإسلاميين بعد أن يذهب عنهم الزبد
بصراحة..يجب الإقرار أن مرحلة المؤتمر الوطني قد انتهت أو في طريقها للزوال.. السيد الرئيس يخطو بخطوات مستعجلة في إعادة تخطيط الملعب السياسي، فيما المؤتمر الوطني متردد وعاجز.. من الأفضل للجميع أن تفرز الحركة الإسلامية معيشتها استعدادا لمرحلة جديدة.

اخر لحظة