رجالٌ من ورق
قَالَ أحد مُدرِّبي كرة القدم للمُدرِّبة المُتميِّزة سلمى الماجدي أثناء لقاء فريقه ضد فريقها في المُنافسات المُؤهّلة للدوري الممتاز، إنّه سَيجلب معه للإستاد في يوم مُباراته ضد فريقها النهضة ربك (طلح).. وذلك في إشارة بالغة السُّوء منه إلى أنّها لا تصلح كمُدرِّبة لفريق كرة قدم رجالي وأنّ مكانها مُمارسة (الدخان) بالبيت.
المُضحك في الأمر أنّ سلمى سَحقت الرجل وهزمته أيّما هزيمة ولقّنته درساً قاسياً داخل الميدان ولكنها ورغم ذلك لم تطلب منه استخدام (الطلح) بدلاً عنها.
وبنفس هذه العقلية وبسيناريو آخر مُشابه للطلح، حاول مدربون آخرون صعب عليهم اقتناص نقاط فريق النهضة ربك من على أرض الإستاد حاولوا اقتلاع النقاط عبر الشكاوى وافتعال الأزمات وهي حيلة العاجزين بلا شك.
فريق تريعة البجا والذي هزمه فريق النهضة ربك تقدم بشكوى عقب خسارته طاعناً في مشاركة اللاعب عصام يوسف يونس حسن واتهامه بأنه أجنبي.
اللاعب عصام كان ضمن جنود القوات المسلحة في الفرقة الثامنة عشرة مُشاة بالنمرة 2120130033 وقد تَمّ تجنيده منذ تاريخ 1/4/2013.. بمعنى أنّ اللاعب خدم في قوات الشعب المسلحة.
ليس هذا مربط الفرس فقط وإنّما الأدهى والأمر، الطرق التي اتّبعها فريق تريعة البجا للحُصُول على نقاط المُباراة، فقد تجاوز الفريق الاتحاد العام إلى وزارة الشباب والرياضة والتي خاطبت السجل المدني للإفادة حول جنسية اللاعب.
المُشكلة لم تكن فقط في الإجراءات القانونيّة الخَاطئة التي تم اتّباعها لإثبات جنسية اللاعب وإنما المشكلة في إدارة السجل المدني التي عَادَت وخَاطبت الوزارة بأنّ اللاعب من رعايا دولة جنوب السودان والسبب عشان ما عنده رقم وطني.!!؟ بمعنى أنّ أيِّ زول حايم في البلد دي ما عنده رقم وطني معناها من رعايا دولة جنوب السودان.. إذا كان ذلك كذلك، فإنّ نسبة كبيرة جداً من الشعب ده “جنوبيين”، لأن ما كل الناس دي عندها رقم وطني.
بعدين ياخي لاعب كان جندي في القوات المسلحة حتى بعد الانفصال تجوا تقولوا ما سوداني..!!؟ كيف يستقيم الأمر..!!؟ الآن والدة اللاعب تقضي أشهر العدة بعد وفاة زوجها.. وتنتظر عقب خروجها من الحبس أن تسأل ذلك الضابط عن من أين له أن يثبت أن زوجها جنوبي.
إنّ مشكلة الإجراءات والقوانين واختلاط الاختصاصات والمُحاباة من قبل وزارة الشباب والرياضة هي التي أقعدت بالنشاط الرياضي.. وهي التي ستقود الرياضة إلى حافة الهاوية.. السيد وزير الداخلية كم عدد الأجانب الذين يحملون الجنسية والرقم الوطني السوداني..!!؟ وكم عدد السُّودانيين الذين لم يستخرجوا الرقم الوطني.!!؟.
ومن أين لذلك الضابط بالتأكد من أنّ اللاعب غير سوداني فقط لأنّه لا يملك رقماً وطنياً.
خارج السور:
عزيزتي سلمى الماجدي كلما هزمتي أولئك الرجال داخل الميدان.. كلما حاولوا أن يصبحوا رجالاً على الورق.
سهير عبدالرحيم
التيار