الشرق.. أشباح الموت…!
* (إن عام 2015 ليس بداية سعيدة لآلاف الأطفال في السودان لأنهم أصبحوا، للأسف، ضحايا مرتين: للنزاعات من جهة، ولضعف التنمية المزمن من جهة اخرى).
* أعلاه تصريح من العام الماضي أدلى به السيد قيرت كابيليري ممثل (اليونسيف) والتصريح ــ مؤكد ــ يصلح للراهن؛ لأن كل العناصر (غير السعيدة!) ما تزال محشوّة في كنانة سلطان الحكومة السودانية..!
* في ذات العام ــ القريب جداً ــ أعلنت يونسيف عن نزوح أكثر من 6000 طفل نتيجة (للنزاعات) بالسودان؛ وأشارت التقديرات إلى أن الأطفال يمثلون أكثر من 60% من جملة ضحايا النزاعات..! هذه الأرقام تتجه (غرباً).. فإذا يممنا (شرقاً) وجدنا أنه بدون حروبات وصراعات يعيش الأطفال والنساء واقعاً كارثياً..! بمعنى أنه يستوى القبح (المصنوع) بين الجهات الملتهبة بالحرب والإنفلات؛ والأخرى الملتهبة بالفقر؛ المجاعة؛ السل؛ السرطان والجفاف..!
* حول المناطق الآمنة (المكروبة) لابد من إشارة ــ عرضية ــ تلفت النظر ناحية الوسط؛ حيث وصل مشروع الجزيرة إلى مرحلة الري بالتناكر و(الجراكين) كما أبانت السطور المهمة التي نشرها الزميل حسن وراق بالصور في (الجريدة) وهي مرحلة أكبر من المأساة يعيشها المشروع..!
* في صحيفة (الجريدة) أمس؛ أعلنت الحكومة الايطالية عن دعمها مشروع “اليونسيف” لمنع ومكافحة سوء التغذية لدى الأطفال دون الخامسة والنساء الحوامل في ولاية البحر الأحمر.
* إذا كان أطفال السودان ــ بأنهاره وخصبهِ ــ يعانون من سوء التغذية؛ فما الذي ينبغي أن يكون عليه أطفال الأقطار النظيرة (بلا أنهار)؟! فبعد 27 عاماً من شعارات (التنمية ــ النهضة) و(نأكل مما نزرع!!)؛ وبعد دخول بلادنا مجال صناعة (الطائرات!)؛ نجدها تضج بالفضائح (المجائعية!) وما سوء التغذية إلاّ اختزالاً لكارثية سلطة ماتزال تصبو إلى المزيد من السقوط..! وعلى الجانب المضيء تشمخ دول ومنظمات لم تتوقف أنشطتها الإنسانية لسد ثغرات العجز الحكومي المستمر.. ونجد الشرق أحد مناطق السودان التي تبلغ فيها الأوضاع ذرى المعاناة؛ فلا برنامج يسعف (مرضى الفقر المدقع!!) من النساء؛ الأطفال.. ورغم أنف الإتفاقية الموقعة بين الحكومة وجبهة الشرق في 2006م؛ وما صاحبها من حركة تمخض عنها (صندوق إعمار الشرق) ظل الحال كما نراه (سواداً)..!
* إيطاليا تغذي الأطفال الرضع والأمهات في شرق السودان؛ فهي مع اليونسيف بمثابة رسل إنقاذ؛ بينما (أشباح الموت!) تتهيأ لها الفرص كلما رفع (فاشل) أصبعه إلى الأعلى (مكذباً على الله) وهاتفاً باسمه..!
* الحكومة الإيطالية ستدعم مشروع اليونسيف الجديد في البحر الأحمر بمبلغ (500.000) يورو.. وهو رقم مفرح حينما يكون من أجل حياة الأطفال.. أما المفرح أكثر فهو ضمان وصوله (كوعد)؛ على عكس القوم الذين إذا وعدوا أخلفوا…!
ــ هل من أحد يذكِّرنا بوعد أوفى به أي (واعد) رسمي؟! السؤال باستصحاب الوعود التي أطلقها النظام الحاكم لمزراعي الجزيرة؛ كمثال فقط..!
* بهذه المناسبة.. ما مصير الباقي مما التزمت به الحكومة السودنية لصندوق إعمار الشرق؟ أعني النصيب الأكبر من المبلغ الذي وعدت به بعد (تكبير وتهليل!!) وهو (600 مليون دولار)..! فإذا خاب ظننا في الإجابة؛ اعتبرنا الأمر معجزة..!!
* لو كانت الالتزامات تتبع بالحق في بلادنا؛ لما سمعنا باسماء كثير من المنظمات أو الجهات المانحة.. و.. بعض جهات العَرب والعجَم يذهب فضلها إلى (العدم!!) أحياناً؛ فالأشباح بالمرصاد..!!
أعوذ بالله
أصوات شاهقة – عثمان شبونة
صحيفة الجريدة