عالمية

مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي يتلقى لكمات هيلاري وترامب

مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، جيمس كومي، الجمهوري الذي عُرف بالمهنية والحيادية، في مأزق لا يحسد عليه، فهو يتلقى اللكمات ويتعرض للضغوط من الديمقراطيين والجهوريين على السواء. وأشارت تقارير إعلامية كثيرة استندت إلى مصادر، لم تكشف هويتها، حالية وسابقة داخل المكتب، إلى المحنة الحقيقية التي مر بها بعد العثور على رسائل إلكترونية جديدة تخص تحقيقا سابقا حول استخدام المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون لخادم خاص في إرسال رسائل تتسم بالسرية إبان توليها منصب وزير الخارجية، وهو التحقيق الذي انتهى في وقت سابق إلى تبرئة كلينتون.
وظهرت حيرة كومي في الرسالة الداخلية التي وجهها إلى موظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي عقب إبلاغ الكونغرس بإعادة فتح باب التحقيق في القضية. وكتب كومي في الرسالة التي تداولها الإعلام الأميركي: “قطعا، نحن لا نبلغ الكونغرس عن التحقيقات الجارية، ولكن في هذا الموقف وجدت لزاماً أن أفعل هذا، خاصة أنني شهدت مرارا خلال الأشهر الماضية أن تحقيقاتنا كانت كاملة”، مشيرا إلى أن تجاهل أي تطورات جديدة هو بمثابة “خداع للشعب الأميركي”.
وتابع: “وفي الوقت نفسه، وأخذاً في الاعتبار أننا لا نعرف على وجه الدقة أهمية مجموعة الرسائل الإلكترونية الجديدة التي عثرنا عليها، فقد حاولت ألا أعطي انطباعا مخادعا، وأن أكون متوازنا، ولكن بالطبع توجد مخاطر كبيرة من جراء إساء فهم الخطوة”.
وظل كومي، الذي عينه الرئيس الأميركي بارك أوباما في منصبه عام 2013، عقب العثور على تلك الرسائل، حسبما ذكرت تقارير عدة في الإعلام الأميركي، يراوح بين موقفين: هل يعيد فتح التحقيق في هذه اللحظة الحرجة لكلينتون قبيل 11 يوما من الانتخابات (وهو ما حدث الجمعة الماضية) ما قد يؤثر سلبيا على المرشحة الديمقراطية أم يؤجل الكشف عن تلك المعلومات والرسائل الجديدة، ويباشر التحقيق بها عقب الانتخابات فيصبح عرضة لاتهامات الجمهوريين الذين يعولون على هذه القضية في هزيمة كلينتون؟
الاختياران أحلاهما مر، وكان قرار كومي هو الكشف عن تلك الرسائل وإخطار الكونغرس الأميركي – في إجراء غير اعتيادي، بإعادة التحقيق في الملف. وبالقطع، أصبح المسؤول عقب القرار الذي اتخذه عرضة لهجوم مرير من الديمقراطيين، ووصفت كلينتون إخطار كومي لعدد من أعضاء الكونغرس، الذي يسيطر عليه حتى اللحظة الجمهوريون، بإعادة فتح باب التحقيق في القضية، التي أغلقت في يوليو الماضي، بأنه غير مسبوق ومقلق للغاية ويأتي في توقيت غريب، ورغبة في تحييد الخطوة، طالبت مدير المكتب الفيدرالي بإعلان كافة المعلومات التي يملكها، دلالة على ثقتها في البراءة ونزاهة سجلاتها.
الجمهوريون، على الناحية الأخرى، رحبوا بقرار كومي إعادة التحقيق، ولكن هذه الخطوة الغامضة لن تسمح لهم بتسديد ضربة قاتلة لكلينتون قبيل 8 نوفمبر، ولذا طالبوا المسؤول أيضا، مثل كلينتون والديمقراطيين، بإعلان نتائج التحقيقات في أسرع وقت، أي قبيل الانتخابات.
وكان كومي قد تعرض لانتقادات حادة من المعسكر الجمهوري بعد قراره في يوليو بتبرئة كلينتون، واتُهم بالانحياز للديمقراطيين ومحاولة مساعدتهم على الفوز بالانتخابات.
وتشير المعلومات المتداولة إلى أن كومي يتعرض لضغوط هائلة داخل مكتب التحقيقات الفيدرالي تذهب إلى حثه على التنحي في هذه اللحظة، دفعا لشبهة الانحياز إلى أي من المعسكرين. فيما يتبنى فريق آخر من داخل المكتب استمراره حتى انتهاء الانتخابات، لأن تنحيه في هذه اللحظة لن يحسم المشكلة.
لقد أصبح مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي مطالبا فجأة بالمهمة المستحيلة وهي الانتهاء خلال أيام قليلة من تحقيقات في آلاف من الرسائل الإلكترونية الجديدة التي تم الكشف عنها في لاب توب كان مشتركا بين هوما عابدين كبيرة مستشاري كلينتون، وزوجها السابق عضو مجلس النواب السابق، أنتوني وينر، والذي انفصلت عنه في أغسطس في أعقاب فضيحة جنسية جديدة من فضائحه التي تورط فيها منذ عام 2011 وحتى الآن، وتختص بتبادل صور عارية وإباحية عبر الإنترنت مع سيدات أخريات.
الجديد عن عابدين أنها التزمت منزلها السبت في أعقاب القرار الصادم لمكتب التحقيقات الفيدرالي الجمعة، وظهرت صورة لها وهي تبكي. والمعضلة التي تواجهها أنها خضعت لتحقيقات سابقة في هذا الملف تحت القسم، وهناك مخاوف من اتهامها عمدا بإخفاء رسائل أخرى لكلينتون، والتي تصر حملتها على أن الرسائل الجديدة المكتشفة لن تكون إلا نسخا مكررة من آلاف الرسائل التي فحصها من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي.

العربية نت