يا أهل الوطني.. كيف تعيشون ؟
لست قلقاً على مواطنينا من غير أهل المؤتمر الوطني، فهم ظلوا يتدبرون معاشهم، (دكوة و تبش بالشطة و بوش)، ويصبرون على عافيتهم فلا يرتادون إلا المشافي الحكومية بعد أن تشتد عليهم وطأة المرض و يقعدهم الإعياء، الأمر الذي يحتاج إلى البحث والسؤال عنه، هو كيف يعيش أهل الوطني حياتهم و يتدبرون احتياجاتهم، فهم في رغد العيش يرفلون و لا يشتكون شظفاً أو ضنكاً.
قبض على أحدهم وهو ليس في كامل وعيه، و سأله أحدهم (وين بطاقتك الشخصية)،فرد (وين الشخصية اللي يعملوا ليها بطاقة)، مع الاسف فإن حالنا نحن السودانيين أصبح مثل حال هذا المواطن ، وربما أسوأ ، فهذه الحكومة جردتنا من كل شيء ، لدرجة أننا نتساءل من نحن؟ هل نحن مواطنون ؟ أم رعايا؟ وأين هي حقوقنا الدستورية التي آلت إلينا بموجب بطاقتنا الشخصية ، وأهمها حقنا في الحياة و العيش الكريم ؟
في هذا المقام لا نلوم أحداً ، لا من الشعب ولا المعارضة ، التي وقفت حتى الآن تتفرج في انتظار المبادرة الشعبية للخروج في الاحتجاجات والتظاهر ضد هذه الزيادات ، وهو بلا شك أسوأ قرار على الاطلاق اتخذته حكومة الانقاذ منذ مجيئها قبل ( 27 ) عاماً ، ولا نلوم الشعب الذي ينتظر خروج قيادات المعارضة واحزابها الى الشارع للتنديد بهذا القرار المستفز ، وتحريض المواطنين على رفض هذه القرارات .
لا نلوم في هذا المقام أهل المؤتمر الوطني، والذين قدرت قيادات الحزب أعدادهم بأ نهم ( 10 ) ملايين مرة ، و ( 6 ) ملايين في مرة أخرى ، وأياً كان تعدادهم ، فقط نسألهم كيف تدبرون معاشكم وعلاجكم وتعليم أبنائكم؟ ، ومن أين لكم الاموال التي تكفي مصروفاتكم؟ ، فأنتم تسكنون أفضل المساكن وتمتلكون أفخر أنواع العربات ، وتسافرون للأستشفاء والتسوق كيفما تشاؤون ، وتدخرون الأموال بالعملات الأجنبية.
لانلوم أهل الوطني على سياسات حزبهم ، فنحن نعلم أنه تنظيم فوقي مرتبط بمراكز صنع القرار الحكومي ، وأن عضويته لاحول لهم ولا قوة ، ولكننا نسألهم (ألا تخشون يوماً تواجهون فيه الشعب بعد زوال ملككم، وهو زائل لامحالة ؟ ) (ألا تخافون ان يسألكم الله يوم القيامة عن سكوتكم في قول الحق ؟ ) ، وقد وصف سبحانه و تعالى الساكت عن الحق (بالشيطان الأخرس) ، أو سنقول لكم ( أيتها العير أنكم لسارقون ) ، حتى يثبت العكس.
بافتراض صحة مزاعم الحكومة حول زيادة الرواتب فهل ستدفع الحكومة الرواتب لهذا الشهر ؟ وماهو مصير المواطنين الذين لارواتب لهم ، من مزارعين و سائقين وعمال الورش والصناعات الصغيرة والأعمال الحرة ، كيف تزيد الحكومة الاسعار بنسبة (%150 ) ، وتزيد الاجور بنسبة ( %20 ) ؟.
الحكومة بهذه القرارات تؤكد عجزها وفشلها في إدارة البلاد بالحد الادنى، وأنها تريد تغطية العجز في الميزانية من جيب المواطن ، وتؤكد من ناحية أخرى أنها غير راغبة في تنفيذ مخرجات حوارها ( حوار القاعة ) ، بل ذهبت عكس هذه المخرجات تماماً ، الحكومة (قطع شك) لاتريد أي حوار أخر عبر خارطة الطريق ، أو أي حوار آخر، لأنها بهذه القرارات انفردت بتقرير مصير البلاد لوحدها ، وعليها تحمل مسئولية ما اتخذت من قرارات ، من الواضح ان الحكومة في (زنقة ) و لن تتراجع عن قراراتها الغير دستورية و اللإنسانية و التي اتخذتها بليل ، و لا نشك في أن المعارضة (المحاورة ) سترتضى أن تشارك في تشييع شعبها ، انتهى الحوار .. لا مزيد من الانتظار، إننا ندعوا المواطنين من أنصار الوطني إلى نفض يدهم من هذه الحكومة والانضمام للشعب و إعلان انسلاخهم من الحزب الحاكم ، والاستعداد للإنضمام لما يقرره الشعب ، هذا ربما يشفع لكم بارادة الشعب ، هذه الحكومة لا تمثل الماضي و لن تكون عنواناً للمستقبل ، هذا لا يشرف أي مواطن أياً كان انتماءه أو حزبه، إنني أعلم أن بعضكم غاضب ، و بعضاً يرفض هذه القرارات و توقيتها الأخرق ، و قبلكم خرجت سائحون ،وانقلابيون، واصلاحيون، فأخرجوا إلى رحاب وطنكم. نواصل
ماوراء الخبر – محمد وداعة
صحيفة الجريدة
إنضم لقناة النيلين على واتساب
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة