مقالات متنوعة

الغش (كمُنجز) استراتيجي..!

* لم يجد الحزب الحاكم في السودان تبريراً لسياساته الكارثية في الاقتصاد غير التشبث الصريح بخداع ذاته.. ولا سواها..! فقد قال الحزب ــ حسب الأخبار ــ إنهم “مطمئنون لتفهم الشارع السوداني للقرارات الاقتصادية الأخيرة”؛ أي قرارات زيادة أسعار السلع بفحشٍ غير مسبوق..! كذلك قال الحزب: (المواطنون لن يتظاهروا ضد قرارات رفع الأسعار). وهو قول باطل ومضحك في جوهره ومظهره مع قسر حرف النفي (لن).. بل يجسد ــ القول ــ حالة الإنكار بصورتها المزرية..!

* نعم.. ما تقدّم ــ نصاً ــ قاله الحزب بهذه (الصيغة القطعية!) المقيتة.. ولا أدري على أي أساس بنى جماعة الحزب (إطمئنانهم) الذي يعلمون أنه مضاد تماماً للواقع.. إلاّ إذا كانوا عمياناً.. أو يعتبرون الشعب (بضعة أشخاص محشورين داخل قاعة ويهتفون!!).. وربما يرون شعباً آخر بذاكرتهم (الخارقة!!) غير الشعب الذي نمشي معه في الطرقات..! إن لم يكونوا كذلك لما تناهت إلى علمنا أكاذيبهم سافرة على نحو ما نقرأ..! هل بالفعل الشارع السوداني متفهم لمسألة رفع الأسعار؟! و(متفهم) تعني لديهم (راضي!).. إذا كانت الإجابة نعم؛ فذلك يعني أن حزب المؤتمر الوطني يعتبر الشعب السوداني (الحقيقي) بأحزابه وتنظيماته والملايين من أفراده عبارة عن (كائنات افتراضية!) لا أكثر ولا أقل.. أما الذين خرجوا محتجين ضد القرارات الاقتصادية الجائرة ــ ولو بأعداد قليلة ــ فهم (محض خيال)..! هكذا يريد منا المؤتمر الوطني مغالطة الحقائق على الأرض؛ باعتبار (الغلاط) أحد أهم منجزاته (الاستراتيجية!)..!
* قطعاً لن ينتظر أحدنا أن يتراجع هذا الحزب يوماً عن سياساته الكارثية.. أو.. يعترف بسقوطه المجلجل في مجمل خطواته المفضوحة إزاء ما يخص معاش الناس.. وفوق ذلك سيستمر حتى النهاية على هذا النهج في خداع كيانه (كما توضح التصريحات السالفة)..! فهو كمن ينكر ضوء الشمس بلا رمد..!

تذكرة:
* (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة؛ يحسبون كل صيحة عليهم؛ هم العدو فاحذرهم؛ قاتلهم الله أنى يؤفكون). صدق الله العظيم.

خروج:
* في خبر بصحيفة الجريدة: (هدد تحالف النواب المستقلين بالبرلمان، بمقاطعة الجلسات، حال لم يخصص رئيس المجلس الوطني ابراهيم أحمد عمر، جلسة ــ أمس الاثنين ــ لمناقشة قرارات وزير المالية بتحرير اسعار المحروقات والدواء والكهرباء).
* أيها النواب: (الفيكم إتعرفت!) فبالله عليكم دعوا هذه الحركات المسرحية.. ما قيمة مقاطعة الجلسات بعد بلوغ (السوء!!) الزبى منذ زمان طويل؟ وأنتم تعلمون بأنكم لا تحملون مسؤولية حقة نيابة عن الشعب وقلوبكم تنبض بالهموم (الشخصية جداً)..!
* من كان في قلبه مثقال ذرة من إحساس بالمسحوقين؛ المقهورين والمقتولين فقراً؛ فلن يقدِّم استقالته بأدب؛ بل “سيرميها” مكتوبة بقلم رصاص.. أو (فحمَة)..!
أعوذ بالله

أصوات شاهقة – عثمان شبونة
صحيفة الجريدة