حيرتونا ..!!
* في كل يوم نسمع عن القروض (الربوية) التي باتت تشكل هاجساً للسودانيين الذين إستجابوا لدعايات المشاريع الوهمية، وبلعوا الطُعم وها هم اليوم يملأون السجون بالمئات يومياً تحت رحمة المادة الثقيلة (يبقى لحين السداد).
* واليوم تحدثنا الأخبار عن القروض الدولية التي باتت تهدد أملاك وأصول السودان بالخارج، وتحديداً السفارات بعد أن عجزت الدولة عن سداد القروض التي وصلت بفوائدها لأكثر من 44 مليار دولار رغم أن البلاد لم تشهد تنمية توازي عُشر هذا المبلغ الخرافي.
* فقد حذر البرلمان أمس الأول، من خطورة الدعاوى الخارجية المرفوعة ضد السودان من البنوك التجارية، والتي تهدد بالإستيلاء على أصول الدولة بالخارج من سفارات وغيرها، ومعلناً أيضاً أن متأخرات بعض المؤسسات الدولية التي تبلغ 4 مليارات دولار، حرمت البلاد من الاستفادة من نوافذ التمويل الميسر، ودفعها الى التمويل غير الميسر الذي تتحصل عليه بصعوبة، ما دعا النائب علي أبرسي مطالبة الدولة بإيقاف “دلالة السفارات” كما أسماها، لأن القضايا المرفوعة ضد الحكومة ترتب عليها الاستيلاء على تلك الإصول.
* حديث في منتهى الخطورة، ويفتح الباب مرة أخرى للتساؤل حول القروض التي ظلت حكومة السودان تقترضها بمناسبة وبدون مناسبة تحت مسميات عديدة ها هي الأيام تكشف عورتها وتميط عنها اللثام بهذا الخبر الكارثي.
* سمعنا من قبل عن بيع بيت السودان في لندن وهو الذي جاء هدية من ملكة بريطانيا لحكومة السودان، ولم يعرف أحد حتى اليوم لمن تم بيعه ولا كم هي قيمة الصفقة، ولم ولن نعرف حتي إسم الوسيط (المخفي)، وكم كانت نسبته؟
* ثم توالت الكوارث بفضيحة بيع (خط هيثرو) والذي يتلاوم ويتهاوش حوله النافذين إعلاميا من وقت للآخر بغرض صرف الأنظار، وفي النهاية لن يخرج الأمر من كونه جعجعة لم ولن نرى لها طحيناً، وربما ستقيد التهمة ضد مجهول.
* ثم جاء في الأخبار أيضاً، تأخر القرض الصيني الخاص بتمويل منشآت مطار الخرطوم الجديد، لعدم التزام الحكومة في الوفاء بتعهداتها تجاه دولة الصين خلال العامين الماضيين، علماً بأن قيمة القرض 700 مليون دولار، ليظل السؤال قائماً: (أين ذهبت أموال المطار الجديد طيلة الفترة السابقة)؟ ولماذ تم إغلاق الملف لأكثر من 8 سنوات؟�و لماذا لم يطالب واحد فقط من النواب المحترمين بفتح ملف منصرفات المطار الجديد منذ وضع حجر الأساس وحتى الآن، لنعرف فيم صُرفت الأموال حتى الآن ؟
* وتستمر بقية الأسئلة حول أموال القروض التي نسمع بها إعلامياً ولا نري لها أثراً، أين ذهبت أموال بقية المشاريع التي أرهقت قروضها كاهل الإقتصاد المترنح؟.
* وهل يمكن لدولة مديونة بمثل هذا الحجم من الديون أن تسعى للمزيد من الديون؟ أليس من بينهم حكيم إقتصادي؟
* ولماذا تمنح الحكومة الأولوية للمطار الجديد، وتقترض لمشروع الأحلام مبلغ 700 مليون دولار، وهو من المشاريع الكمالية ومشاريع الرفاهية ولن يغطي ربع نسبة 1% من قيمة القرض في ظل إحجام الطيران العالمي من الهبوط في مطار الخرطوم للأسباب المعلومة سلفاً؟؟
* أليس من الأولى أن يوجَه هذا القرض للمشاريع التنموية التي تكفي حاجة المواطن والتصدير معاً، وتسد جزءاً كبيراً من هذه الديون؟
* ويظل السؤال الأكبر الذي طرحه أحد النواب مستفسراً عن المبالغ التي تمت استدانتها خلال فترة تدفق النفط ..
*عندما نسمع أو نستمع لتبريرات المسؤولين بأن حزمة السياسات الاقتصادية الأخيرة قُصد منها سد عجز ميزان المدفوعات الخارجي وبالتالي انتشال الاقتصاد السوداني من كبوته الحالية قد نصدق المبررات، ولكن عندما ننظر لمثل هذه الأخبار تقف الحيرة ماثلة أمامنا ولا يبقى شيء سوى عدم تصديق هذه المبررات ..؟
*حيرتونا ..!!
بلاحدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة