المصريون يلجأون لـ”أكواب الشاي” الصغيرة لمواجهة أزمة السكر!
يمضي أحمد عيسى ساعات عمله بمقهى، بميدان الدقي، في جدل دائم مع زبائنه بسبب لجوء صاحب المقهى إلى حيلة رآها تساعده في التقليل من كميات السكر التي يتم وضعها في أكواب المشروبات، وعلى رأسها الشاي الذي يعد الأكثر طلبا بين رواد المقهى.
يعمل أحمد لمدة تصل إلى 12 ساعة يوميا، لكن ساعات العمل تكون متغيرة، فربما تكون ليلا، ومن الممكن أن تكون نهارا.
الحيلة التي لجأ إليها صحاب المقهى لتوفير السكر في ظل أزمة اختفائه من الأسواق، كانت عبارة عن تقديم المشروبات ومنها الشاي للزبائن في أكواب صغيرة الحجم كبديل عن الأكواب المتعارف عليها لدى المقاهي.
بين رنين اصطدام الملاعق بجوانب أكواب الشاي أثناء عملية إذابة السكر داخل المشروب، وضجيج أصوات الزبائن، “وغيامة” أدخنة الشيشة، يتحرك أحمد عيسي ليجوب المقهى متخللا المسافات بين الكراسي المتراصة بشكل رباعي حول الموائد دون أن يخطئ الطريق.
ويقول عيسى إن أزمة نقص السكر جعلت المحلات التي تعتمد عليه بشكل أساسي ومنها المقاهي تقوم بمحاولة التقليل من الكميات المستهلكة يوميا في العصائر والمشروبات بهدف توفير السكر لأطول وقت ممكن، ولعدم رفع سعر المشروبات وخاصة الأساسية منها كالشاي والقهوة على رواد المقهى أكثر من اللازم.
يضيف عيسى أن المقهى الذي يعمل به يستهلك 5 كيلوجرامات من السكر يوميا بما يعادل تقريبا 150 كيلو جراما شهريا.
محافظة الجيزة أعلنت في 28 أكتوبر الماضي عن توزيع 100 ألف طن سكر على المقاهي ومحلات الحلويات المرخصة بسعر 6 جنيهات للكيلو، وبلغ إجمالي المحلات والمقاهي التي استفادت من التوزيع 2000 منشأة.
ويؤكد عيسى أن السكر الذي توزعه محافظة الجيزة على المقاهي يكون بواقع جوال يزن 50 كيلو جراما مقابل 300 جنيه، موضحا أن هذه الكمية لا تكفي لتشغيل المقهى على مدى الشهر، ويقول “وهو ما أجبرنا على تقديم المشروبات في أكواب صغيرة لا تستهلك كمية كبيرة من السكر”.
ويضيف عيسى أنه في حالة نفاد كمية السكر بالمقهى قبل نهاية الشهر، يتم إبلاغ مالكها ليقوم بتدبير كمية إضافية من السوق السوداء بسعر 10 جنيهات للكيلوجرام.
وتعاني مصر منذ فترة من نقص شديد في السكر، وارتفاع أسعاره في بعض المحال إلى 10 جنيهات و12 جنيها، بدلا من 5 جنيهات قبل الأزمة.
وعزت الحكومة تلك الأزمة إلى عزوف الشركات الخاصة عن استيراد السكر بسبب الصعوبة التي تواجهها في توفير النقد الأجنبي، بالإضافة إلى أن أسعار السكر أرتفعت بنسبة 43.5%.”
لم يكن المقهى الذي يعمل بها أحمد عيسى هو وحده الذي قام باستخدام أكواب صغيرة الحجم لتقدم فيها المشروبات للزبائن، لكن بعض المقاهي المجاورة لجأت إلى نفس الطريقة بعد أن بات توفير السكر من المعضلات.
“الحال بقى صعب، وفيه أوقات بنقنع الزبون أنه يشرب حاجة ساقعة بدل العصير علشان السكر شاحح” بهذه العبارة، عبر بهاء سمير عن نقص السكر ومحاولة ابتكار حلول للسيطرة عليها خاصة بمهنته (القهوجي).
ويضيف سمير أن المقهى الذي يعمل به يحاول توفير كميات من السكر عن طريق تقديم المشروبات في أكواب صغيرة الحجم، مضيفا أن الأكواب الخاصة بالعصائر تم استبدالها هي الأخرى بأكواب أصغر حجما، بجانب محاولة تغيير وجهة نظر الزبون من خلال إقناعه “بوجود أزمة في السكر وعلى البلد كلها ولابد أن يتناول شيئا آخر غير العصير”.
ويضيف سمير انه في حالة تمسك الزبون برأيه في طلب العصير يتم عمل العصير له ولكن في كوب يقل حجمه عن الحجم المعتاد.
ويؤكد سمير أن أسعار المشروبات زادت ما بين 25 إلى 50 قرشا حتى يتمكن المقهى من الاستمرار في العمل وحتى لا يتحمل أعباء مادية زائدة تجعله يغلقون أبوابه.
وتظل المشادات الكلامية بين عمال المقاهي والزبائن على طلب ملعقة من السكر، أو حجم الكوب الصغير دائرة إلى أن تتحرك الحكومة وتقوم بتوفير السكر للمقاهي والمواطن على حد سواء.
بوابة القاهرة