ليدو .. صراع اللون والهوية والانتصار للقبيلة وليس الوطن
استمتعت جداً نهار أمس بمشاهدة فيلم سوداني قصير اسمه (ليدو) لم يتجاوز زمنه ربع ساعة، الفيلم أرسله لي الصديق العزيز علي سيد أحمد الصحفي بجريدة الاتحاد الإماراتية والمقيم بمدينة أبوظبي؛ طبعاً (علي) ده من الصحفيين الحرام يكونوا بره البلد.. هو رجل من طراز مختلف وصحفي بدرجة محترف جداً يجيد قراءة الأحداث كما يجيد توضيب العمود لم تخلعه أضواء الإمارات ولم ينسَ أهله ظلت كثير من رسائله تحمل لي خبر التبرع بكرسي لمحتاج أو مساعدة يتيم أو نفرة لأيواء يتامى.. كل ذلك بهدوء ودون صخب وضوضاء.
ليدو ذاك الفيلم الذي أرسله لي (علي) يجسد صراع العنصرية والطائفية والمذاهب والانتماءات السياسية والعرقية في السودان، الفيلم استخدم تقنية تصوير حديثة بأجهزة متطورة وعالج أزمة الوطن من خلال لعبة الليدو.. ودراما مختصرة.
اللعبة أظهرت صراع اللون والهوية والانتصار للقبيلة وليس الوطن ومحاولة الانتقام من الآخر والتلذذ بصرعه أمام منزله أو بلغة الليدو (قبل يضمن).
كثيرون منا لا تخلو منازلهم من لعبة الليدو أو من رقعة شطرنج، ولكن و على الرغم من أن لعبة الشطرنج يمارس فيها نفس القتال بأسلوب الانتقام عبر محاصرة الملك وإنذاره بكش ملك إلا أنها لا تحمل شعور التلذذ بمقتل أحدهم وهو على مشارف منزله بعبارة (يك) أنا كتلتك و (يك) أنا ضمنت.. الفيلم كاتب السناريست والمخرج شخص واحد هو الأستاذ أبوبكر الصديق، وقد نجح في توضيح التمزيق الذي حدث للوطن حين أظهرت لقطة في الفيلم خريطة السودان وقد رسمها في كراس مدرسي ثم قص الجنوب وأعقبه بقص الغرب ثم الشرق فالشمال فالوسط فتحولت الورقة إلى عدة وريقات تحمل أشكالاً غير منتظمة نشرها على حبل للغسيل وثبتها بــ(المشابك).. ثم أكمل لعبة الليدو.
فيلم ليدو فيلم جدير بالمشاهدة يستحق عليه الرجل أوسكار.
صحيفة التيار