كيف نصدق وزير المالية ؟
٭ حزمة من القرارات القوية والشجاعة أعلن عنها وزير المالية بدر الدين محمود أمس – وتطالعونها في صحف اليوم – متعلقة بخفض الانفاق والتقشف بشكل كبير مثل وقف شراء العربات الحكومية إلا بموافقة من وزارته، وتخفيض صرف الكهرباء للوزارات والوحدات الحكومية وايقاف شراء الأثاثات والعمل على ايقاف عقد المؤتمرات الداخلية إلا بموافقة المالية وتخفيض تكاليف بند العلاج بالخارج بنسبة (50%) ومثلها تخفيض تكاليف بند السفر .
٭ وغيرها من القرارات المطلوبة في هذا التوقيت، وهي الإجراءات التي بشرنا بها الوزير في لقاء تنويري مطلع هذا الشهر بنادي الشرطة بحضور مساعد الرئيس إبراهيم محمود، مما يشي بجديته في الإصلاح.
٭ الوزير مطالب أن ينزل تلك القرارات وبشكل حقيقي إلى أرض الواقع، سبق أن أعلنت الحكومة خفض الانفاق، ولم يظهر شيئاً، وسبق أن خفضت مرتبات الدستوريين في عهد الوزير السابق على محمود، وهاهي تعيد الكرة الآن، مما يعني أن القرار لم يجد طريقه إلى مصب بحر التنفيذ.
٭ وسبق أن قالت الحكومة أنها صفت الشركات الحكومية أو نفضت يدها عن مساهمتها في شركات، وجاء بدر الدين وأعلن عن التشديد على القرار السابق والقاضي بمنع إنشاء أي شركة حكومية إلا بموافقة مجلس الوزراء، مما يعني أن هناك شركات تُنشأ بليل.
٭ وقال بدر الدين في نهاية العام 2015 أن موزارنة 2016م ستركز على الانتاج ولم يحدث شئ بدليل مايحدث الآن، وأمس أعاد بدر الدين ذات الحديث حيث قال : (سنركز أكثر في موازنة العام 2017 وسنجعل دعم الانتاج والانتاجية شعاراً للموازنة).
٭ لا اقول إن المشكل أزمة ثقة تجاه السياسة المالية، ولكن على بدر الدين أن يبرهن صدقه في انفاذ قراراته ولو كانت على حساب الجهات التي تشكل مراكز قوى ونفوذ.
مؤتمر قضايا الأيتام
٭ كان الحديث المتكرر عن الأيتام ممن فقدوا أحد أبويهم، ولكن مايجري في عالمنا العربي والاسلامي، وفي مقدمته السودان فإن حروب ودمار حصد أسراً بأكملها، مما جعل ملف الأيتام أكثر حضوراً ويستدعي تضافر الجهود.
٭ رمت الخرطوم حجراً في بركة ساكنة أمس وهي تستضيف مؤتمراً في غاية الأهمية .. (المؤتمر الثاني لقضايا الأيتام في العالم العربي والإسلامي في السودان) .. ومبلغ أهميته أن الملف انساني في المقام الأول، سيما وأن الاهتمام بهذه الشريحة دعا إليه النبي الكريم، وهو واحد منهم، حيث فقد الوالدين معًا، فلم ير والده بينما فقد والدته حية إذ نشأ بعيداً عنها.
٭ فرصة كبيرة بأن يقدم السودان تجربته الكبيرة، لأشقائه العرب وبالعالم الإسلامي، فديوان الزكاة وحده يكفل نحو ستين ألفاً من الأيتام، غير الجهد الشعبي غير المحدود.
٭ تجارب البلاد كبيرة في الملفات الاجتماعية، وقطعت فيها الحكومة ممثلة في وزارة الرعاية شوطاً مقدراً،ودونكم التجربة الزكوية، حيث أصبح السودان مرجعاً لدول العالم.
٭ مهم أن تستضيف الحكومة مثل هذه المؤتمرات، على الأقل (لنشعر) بوجهها الإنساني.
إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة