لمن الكرسى اليوم
هذه هي معضلتنا نحن فى السودان .. كل واحد همه نفسه هو ، مصالحه هو ، أما الوطن فليذهب إلى الجحيم ..
السياسيون هم من زرعوا الفتنة على اختلاف مشاربهم وهم من باعوا الوطن بثمن بخس دراهم معدودات وقبضوا الثمن فى استمراء لحظات زائفة ونشوة زائلة وألقوا بوجهه الوسيم فى غياهب الجب وجعلونا ننتظر الخلاص لعل الله يرسل لنا مددا من عنده ويأتى الفرج من بعيد ..
لو كان الوطن زريبة لدافع عنها ثيرانها وراعيها ولو كان ضيعة أو قلعة لما تقاعس بانيها .. ولو كان دارا لما تأخر حاميها ..
إلى متى نظل متفرجين على هذا المشهد البائس وهذه اللعبة القذرة وصراع الجواميس والفهود أو قل عراك الديوك والذى ينفض غالبا بلا شيىء سوى تطاير بعض الريش هنا وهناك وتصاعد الغبار ..
وإلى متى يظل همنا الأول كيس رغيف وصحن فول ومصروف طلبة المدارس وقنينة الدواء وأكبر أحلامنا سقف بيت وماء وكهرباء لا تنقطع ..
وإلى متى يبقى الكرسى هو السبب الرئيس للفرقة والشتات والبغض والغش والكراهية والتدليس وبدلا من أن نحمل الأقلام والكتب لننشر العلم والمعرفة ونعلم أطفالنا حب الوطن والتسامح والتلاحم نعلمهم التعصب والجهوية والكراهية والعنصرية وحب الانتقام ونحملهم البندقية والدانة والرصاص !!!
أسئلة كثيرة مريرة ومربعات وحلقات لا تنفك عن حصارنا وتطويقنا وتقزيمنا والمسؤول الأول فيها بلا هوادة الصراع العقيم حول الكرسى المشؤوم الذى جلب لنا ولوطننا العار والدمار .. ومن سيحكم لا كيف نحكم ..
لمن كان الكرسى بالأمس وكم تعاقب عليه من رجال ولمن الكرسى اليوم وكم تعارك عليه من رجال .. وكم بسببه قتل الآلاف وشرد الملايين ودمرت المدارس والمستشفيات وعطلت المشاريع والمصانع وحطمت البنيات .. ولمن الكرسى غدا .. علمه عند مالك الملك وحده نسالة الرحمة واللطف والله المستعان .
بقلم
أحمد بطران