رأي ومقالات

العصيان المدني الاحتمالات والمآلات

(1) يبدو اننا نقترب من مشهد قريب من اضراب الاطباء حيث تبادل الطرفان الاتهامات والتأكيدات ما بين ضعف الاضراب وقوة الاضراب ، وحشد كل طرف وسائله في التعبئة الاعلامية ، واليوم يتكرر ذات المشهد في العصيان المدني وتضيع الحقيقة بين ركام من التقارير المضروبة تنسجها الالة الاعلامية للمعارضة والحكومة .

(2) اذا كان فعلاً المشهد قريب من اضراب الاطباء ، يبدو ان الحكومة استفادت من الدرس الماضي لاضراب الاطباء ، واستبقت العصيان بقرارات سريعة تنازلت فيها عن تسعيرة الدواء التي اثارت الشارع السوداني ، وليس من العدل ان نصرف النظر بعيداً ، فالحكومة لها قدرة علي المناورة او بالاصح لها قدرة من الجراءة في الاعتراف باخطائها ، ولا يضر ان ياتي ذلك متاخراً في التوقيت .

(3) الربط بين اضراب الاطباء والعصيان المدني يلازمه بعض العوار بلغة القانون ، قضية الاطباء كانت قضية فئوية مربوطة بقضايا محددة وان كانت تمس الجماهير ، لكن هذه المرة القضية اكثر اتساعاً فالحكومة تعلم ان راسها هو المطلوب هذه المرة .

(4) العقل الحكومي في الفترة الاخيرة ادمن الانتظار او بلغة الكورة ظلت الحكومة تحتفظ بالكورة في ملعبها الخاص ، تخشي ان هي ذهبت الي الامام ان ينكشف دفاعها بهجمة مرتدة ، هذا الخوف اربك الحكومة وقدرتها علي المبادرة وجعل منها كانها فريق مبتدئ في عالم السياسة .

(5) في هذا التوقيت يجب علي الحكومة ان تتخلي عن خشيتها وحذرها وتبادر بالذهاب الي الامام ، و اقرب الهجمات الناجحة التي يمكن للحكومة ان تقوم بها ما يتعلق بمخرجات الحوار الوطني ، علي الحكومة ان تبادر بفك الجمود في قضية الحوار بقرارات جادة ومؤثرة تفك طلاسم المشهد المعقد .

(6) يبدو ان خوف الاحزاب السياسية المعارضة من تأثيرها السالب علي استمرار العصيان جعلها تقف بحذر علي خط المرمي ، هذا الموقف المرتبك من الاحزاب السياسية بلا شك كان تاثيره بالغاً علي ضعف التنسيق والتنظيم ولكن اثره الايجابي كان في اطمئنان الجماهير انها صاحبة الحق المطلق في العصيان المدني .

(7) اتوقع في حدود الثلاثة ايام القادمات ان يصبح موضوع العصيان المدني اقل تداولاً واقل تاثيراً ، وان ينتهي به المقام في متحف الانقاذ وقدرتها علي التعامل مع الاضرابات والمظاهرات ، وذلك لعدة عوامل اهمها ضعف التنظيم للفعل المعارض وسوء اختيار الوسائل المناسبة ، ولكن الذي لا شك فيه ان هذه الازمات التي تطاولت وتعددت في الفترة الاخيرة لها تأثير بالغ علي جسد الانقاذ الذي ارهقته واضعفته هذه الازمات كما لم ترهقه من قبل وغالباً ما تؤدي بها الي غرفة الانعاش اذا لم تتدارك وضعها السياسي ، واسوء ما في الامر للانقاذ انها اليوم تصارع شعبها غير المنتمي للاحزاب والكيانات السياسية .

بقلم
Ali Osman

‫2 تعليقات

  1. تحدث الكاتب عن عدم فعاليه وفشل العصيان المدني نظرا لضعف المعارضه ومقدره الانقاذ علي المناوره وتعديل الاخطاء !!! وانهيي
    مقاله بنسيان الناس لللععبان بعد مررور ثلاثه !! تسقط بعدها الانقاذ باالارهاق والضعف ؟ كانما المساله مباراه ملاكمه او مصارعه !!!
    الاسلام السياسي والانقاذ لم يصلا لسن الكهوله والخرف, ربما يكون قد شدها الفساد واامفسدين الي الارض لكن…. تستطيع ان تنفض غبار الفساد وابعاد المفسدين وتمضي للامام لانه لامستتقبل للعلمانيه بجناحيها الشيوعي الاستراكي والراسمالي الديمقراطي.