عدد فاقدي السند في ازدياد كبير دار (المايقوما).. الصغار يدفعون فاتورة نزوات الكبار
مدير الدار: معدلات التبني تمضي في ارتفاع ملحوظ
مدير الرعاية الاجتماعية: نعمل على إيجاد أسر بديلة للاعتناء بالأطفال
تناول الأمهات العقاقير الطبية بغرض الإجهاض يؤدي إلى ظهور شريحة من الأطفال المعاقين
هناك بعض الظواهر المجتمعية تأخذ في التمدد، ثم سرعان ما تصبح إحدى الحقائق التي لا يمكن إنكارها. هذا الأمر ينطبق على تزايد أعداد الأطفال مجهولي الأبوين أو فاقدي السند، الذين يكابدون الأمرين منذ قدومهم إلى الحياة، إلى أن يودعوها، متأرجحين، ما بين نظرة المجتمع كما أثبت ذلك علم النفس، والرفض والقبول الذي أكده علم الاجتماع، والذي يؤكد أن فاقدي الأبوين أحوج ما يكونون إلى تعامل يكفل لهم العيش بكيان إنساني سليم.
رعاية نوعية
دلفنا إلى دار المايقوما وهناك وقفنا على جهود رسمية وشعبية تُبذل من أجل رعاية صغار خرجوا إلى الدنيا في ظروف استثنائية، ومن خلال تجوالنا بالدار عرفنا أن الغذاء الذي يُقدم للصغار ينقسم الى نوعين ويتمثل الأول في الغذاء السائل وهو مخصص للأطفال حديثي الولادة على مدار الساعة، وهناك الصلب حسب الفئة العمرية ( نظام الثلاث وجبات) بالإضافة إلى العصائر، كما تقدم وجبات خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة الذين لديهم تحسس من بعض الأطعمة، كما يوجد معمل لصنع اللبن بالدار يقدم الحليب للأطفال حديثي الولادة بالإضافة إلى مطبخ للوجبات الصلبة من خضروات ولحوم بالإضافة إلى تناول الفاكهة أيضاً، كما تقدم الدار خدمات علاجية بالتعاون مع وزارة الصحة ويتكون التيم من (مدير شؤون صحية – أطباء – سسترات – ممرضات – ضابط صحة – ضباط تغذية – مرشدات تغذية ومشرف عام)، فهذه الخدمة العلاجية تقدم داخل الدار أو خارجها حسب الحالات المرضية، أما بالنسبة للأدوية فتوفرها وزارة التنمية الاجتماعية كما توفر أيضاً الأدوية والعلاجات غير الموجودة بصيدلية الدار، ويتم تقديم الخدمات العلاجية بما فيها الجراحة، وتوجد خدمة نفسية واجتماعية يقدمها كادر مكون من أخصائيين نفسيين واجتماعيين لمن يحتاج من الأطفال، هذا بجانب الخدمات التعليمية التي تقدم للأطفال عمر أربع سنوات حيث يتلقون تعليمهم قبل المدرسي في رياض الأطفال، أما ذوو الاحتياجات الخاصة فيتم إلحاقهم بمعهد متخصص.
الترفيه التكميلي
وفي سبيل الترفيه، فإن هناك صالة ألعاب مقدمة من مجموعة خيرية للترفيه ومعالجة المشكلات (النفسية – الحركية – التأخر في النمو – أو الكلام ) بالإضافة إلى صالة للعلاج الطبيعي، كما توجد خدمة الكفالة التي تقدمها الدار للأطفال وتلحقهم بأسر بعد الدراسة، والإجراءات تتم من خلالها تسليم الطفل حسب الفئة العمرية للمواطن والمواطنة وبعد ذلك تتم المتابعة من خلال الباحثين بالمحليات السبع حسب السكن.
لهيئة العلماء كلمة
الجديد في الأمر أن إدارة دار المايقوما حصلت على فتوى من هيئة علماء السودان تجيز تسميتهم بالأطفال اليتامى، وهذا قاد إلى لفت نظر المنظمات الخيرية مثل جمعية الوداد التي تنشط في مجال كفالة الأيتام بالإرضاع منعاً للحرج الشرعي في المستقبل، وهذه تجربة تستحق الوقوف عندها ونشرها، كما أن هناك بعض الأسر المعروفة والعريقة أخذت عدداً من الأطفال لتنشئتهم نشأة سليمة ورعاية أمينة، ووعدت برعاية مشوار دراستهم حتى الجامعات وتمليكهم شققاً، وأكدت الدار أنها من جانبها ستقوم بالمتابعة للأسرة الكافلة عبر باحثين وأخصائيين اجتماعيين منتشرين بمحليات الولاية السبع بالتنسيق مع اللجان الشعبية والمديرين التنفيذيين والوحدات الإدارية، ويأملون من خلال الفترة القادمة أن يتابعوا حتى الأطفال الذين هاجروا مع أسرهم عبر القنصليات، إذ لا ينسون الدور الكبير للجانب الإعلامي من توعية وتعريف بمشروع الكفالة
خدمات متكاملة
وهنا تشير مديرة الدار دولة عثمان دنقل، إلى أنهم يقدمون الخدمات التي يحتاج إليها الطفل من إيواء (غرفة – سرير – أجهزة كهربائية – تكييف) بالإضافة إلى الخدمات الغذائية حيث يتم الغذاء من عمر يوم إلى أربع سنوات، وحالياً إلى ما فوق ذلك نسبة لاستضافتهم لأطفال من عمر خمس سنوات ولكن وجودهم استثنائي.
دواعٍ إدارية
وتعود مدير الدار دولة، وتشير إلى أنه يتم تقسيم الأطفال في غرف حسب الفئة العمرية وبعد بلوغهم الأربع سنوات يتم تحويلهم إلى دار الفتيان وإلى دار المستقبل للفتيات، لافتة إلى أن وجود بعض الأطفال الذين تم دمجهم مع أسر وذلك بعد الدراسة، أما الأطفال التائهون فيتم تسليمهم عن طريق أقسام الشرطة فوراً، وأكدت أنهم يأملون في الحد من هذه الظاهرة والتقليل من دخول هؤلاء الأطفال إلى الدار ويتمنون أن يجد كل طفل الاستقرار الأسري، وأن يوفقهم الله لتقديم العناية والرعاية والاهتمام بهذه الشريحة الضعيفة في المجتمع، وناشدت الإعلام الوقوف بجانبهم من خلال البرامج التوعوية وتقديمها في كافة المناشط حتى يؤدوا رسالتهم على أكمل وجه.
حقوق مكفولة
وتشير الباحثة ثريا إبراهيم في حديثها لـ(الصيحة) إلى أن كل طفل له الحق في الحماية والرعاية الأسرية وأن هذا ما أكدته الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، وكذلك قانون الطفل السوداني لعام 2010، وأضافت: وفي حالة عدم وجود أسرة للطفل فيجب على الدولة توفير الرعاية البديلة له بهدف الحماية، ودار رعاية الطفل اليتيم بالمايقوما بمثاية حماية له، وعلى ضوء هذا يجب أن تتوفر بالدار كل ما يحتاجه هذا الطفل اليتيم من رعاية وحماية وتقديم كل الخدمات الصحية والاجتماعية وفق عمره، وتوفير الكادر العامل المؤهل والمالي لتلبية كل الاحتياجات بالشكل المطلوب وتوفير الميزانيات المطلوبة، كما يجب توفير كل الأوراق الثبوتية لهؤلاء الأطفال من جنسية وشهادة ميلاد لضمان حقوقهم المدنية والتعليمية والصحية وخلافهما كما يجب كفالتهم من قبل الأسر التي ترغب في كفالة هؤلاء الأطفال لكن بالمعايير المتفق عليها.
أسر تتبنى
من ناحيتها تشير المواطنة سهام الفكي إلى أنها تشرف منذ فترة طويلة على تربية وتنشئة ثلاثة أطفال من دار رعاية الطفل اليتيم وهم يعيشون معها بسلام وهي في غاية السعادة برعايتها لبعض الأطفال مجهولي الأبوين وإحساسها بالأمومة، وقالت إنها تسعى لتبني طفلتين حديثتي ولادة لحبها الشديد للأطفال وخاصةً لهذه الشريحة وتمسكها بهم وقالت إنهم يتمتعون بأجمل الأخلاق والذوق الرفيع والتهذيب في التعامل والاحترام.
تحقيق أمنية
أما المواطن (أ ، ك) فذكر لـ(الصيحة) أنه قبل خمس سنوات كنت أتمنى أن آخذ طفلاً من دار الرعاية بالمايقوما ولكن زوجتي عارضتني لأنها لم تنجب طفلاً طيلة فترة الزواج فانفصلت منها وتزوجت من امرأة أخرى وعندما عرضت عليها الفكرة فرحت وتقبلت طلبي وأنا حالياً أمتلك طفلتين منهم بحمد الله وهم تحت كفالتي أنا وزوجتي التي تحبهم حب الأمومة الحقيقية وأنا سعيد بهذا العمل الذي أقوم به.
في الأراضي المقدسة
من ناحيتها تشير المواطنة “ن” الى أن ظروفاً صحية حرمتها من الإنجاب وأن هذا دفعها لتبني ثلاثة أطفال من دار المايقوما، وتعبر عن بالغ سعادتها بوجودهم معها، مبينة عن اصطحابهم معهم إلى المملكة العربية السعودية، وأكدت دراستهم في أفضل المدارس بالسعودية.
اهتمام ومجهودات
وتحدث المواطن على مصطفى لـ(الصيحة) قائلاً: أنا أشكر دار رعاية الطفل اليتيم بالمايقوما شكراً خاصاً برعايتها لهذه الشريحة المهمة من المجتمع وتوفير كل ما يحتاج الطفل من ملبس ومأكل ورعاية، وقال أنا معجب بما قدمته للطفل اليتيم وأناشد فاعلي الخير بأن من لم يستطع أن يتبنى طفلاً فعليه بالمساعده القليله ونظراً لما قدموه طيلة هذه الفترة السابقة والحالية.
رعاية كاملة
يشير مدير عام وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية محمد محمد صالح مدني، إلى أن الوزارة تولي الأطفال مجهولي الأبوين عناية كاملة منذ ولادتهم وذلك من خلال الاهتمام بالأمومة العامة (صحة الأم) وذلك بالتنسيق مع الجهات الأخرى، مشيراً إلى اهتمامهم بتنظيم برامج توعوية تقدم بكافة الوسائط الإعلامية ومراكز التنمية الاجتماعية المنتشرة بالأحياء بولاية الخرطوم، لافتًا إلى أن تلك الجهود الغرض منها تهيئة البيئة للطفل حتى ينمو في جو سليم ومعافى، وقال إن مجلس رعاية الطفولة يقوم بالإشراف على ذلك، وتقوم إدارات الوزارات المختلفة أيضاً بالأمر، إلا أنه في إطار غير شرعي نجد فئة الأطفال فاقدي الوالدين موجودين بدار الطفل اليتيم بالمايقوما، وفي هذا الصدد نقوم بالتنسيق مع وزارة الصحة ولاية الخرطوم وشرطة أمن المجتمع ووحدة حماية الأسرة والطفل إلى أن يصل إلينا الطفل بإجراءات قانونية ويتم استلامه والكشف عليه ومن ثم تقدم له الرعاية كاملة ونعتبر أن وجود الطفل أو الأطفال بهذه الدار وجودا مؤقتاً واستثنائياً وأن الوضع الطبيعي هو أن ينشأوا في أسر من المجتمع لحمل القيم السمحة والعادات الوراثية والإسلامية ولتهيئة أساس غذاء الروح وبالتالي تمنع منا الانحراف والجنوح ، وأشار إلى أنهم ومن خلال فترة تواجد الأطفال من عمر يوم إلى أربعة أعوام تقدم لهم الرعاية الكاملة والعمل على إيجاد أسر بديلة من المجتمع للاعتناء بهم.
جهود مبذولة
وأشار مدير وزارة التنمية الاجتماعية محمد محمد صالح ، الى وجود أطفال معاقين، وأرجع السبب الى تناول الأمهات بعض العقاقير الطبية بغير إستشارة فيكون الناتج هذه الشريحة المعاقة ولديهم مركز علاج طبيعي للاهتمام بهم، وأبان أنه وبالنسبة للأسر البديلة تقوم الوزارة بصرف المرتبات لهم بالإضافة إلى احتياجات الطفل من ( لبن – بامبرز) وأيضاً دفع الرسوم الدراسية خاصة للأسر المحتاجة، وأشار أن كل هذا وهم يعملون جاهدين للحد من انتشار هذه الظاهرة وعدم زيادتها وذلك بإقامة برامج توعوية وقائية من الوزارة والمجلس الأعلى للدعوة وأئمة المساجد مع مؤسسات التنشئة ولا ننسى أن الأسرة لها الدور الكبير في التربية والتوعية ،كما أن لديهم شركاء من منظمات المجتمع المدني والخيرين الذين لم ينقطعوا نهائيًا عن هذه الدور.
الخرطوم: آيات عثمان
صحيفة الصيحة
لم أقرأ الموضوع ويكفي العنوان، هل عرفتم لماذا حل عليكم الغلاء والبلاء؟ ما فشا في قوم الزنا إلا فشا فيهم الموت.. ليس الغلاء والبلاء هو نهاية المطاف ومالم تتوبوا فإن الله دمر أمم سابقة وأمم بين أيديكم الآن ومد لكم لتتوبوا، والله والله ليس الغلاء من الحكومة فقط لكنه غضب الله فاطفئوه بالتوبة والإستغفار، ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض/ ولو أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا.
الذي يريد الخير من الله لا يبارزه بالمعاصي.