إمراة مزعجة
٭ أذكر عندما كنت رئيساً للقسم السياسي بالغراء (الانتباهة) وقعت مفاصلة داخل صفوف المايويين، واصطف البعض خلف السياسية المخضرمة فاطمة عبد المحمود، بينما اختار تيار آخر الانحياز إلى محمد أبوبكر .. وكان أنصار كل جناح يسجلون زيارة لمقر الصحيفة ويلتقون بنا.
٭ أذكر مرة أن خصوم فاطمة جاءوا للصحيفة وكان عددهم نحو تسعة رجال وامرأتين، فأبدى المدير الإداري -الرجل اللطيف العميد (م) ساتي سوركتي- استغرابه فقال للضيوف (بالله المرة الاسمها فاطمة دي تغلبكم طلعوها بالغصب).
٭ تذكرت تلك الواقعة، والحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة الدكتور جلال الدقير يعقد مؤتمراً صحفياً أمس، ويجدد الاتهامات والانتقادات للخارجة عن بيت طاعة (الأشقاء)، إشراقة سيد محمود .. ولا أقول ماقاله سوركتي للمايويين.
٭ فإشراقة لم (تتغلب) على الاتحادي في معركتها غير المتكافئة، وذلك لأنها باتت خارج الفعل السياسي، وخسرت كثيراً بعد خروجها، ولم يتجمع حولها إلا الغاضبين والمغضوب عليهم داخل الاتحادي، ومن دار في فلكهم.
٭ منذ خروج إشراقة من الحكومة خفت بريقها، ويكاد رصيدها السياسي في بنك العمل العام حالياً ولن تفلح معه أي جهود للسحب منه، بعد أن كاد يقترب من (الصفر) .. خرجت إشراقة من الوزارة بصورة غير مشرفة، بعد صراعات مع نقابة وزارة العمل وصلت المحاكم.
٭ كان موقفها محرجاً أمام الرأي العام ، وكل يوم تتحدث نقابة وزارة العمل عنها، بصورة فاضحة، والأكثر قبحاً في موضوعها، أن الخلافات كانت حول مسائل مالية في حالة تكاد الأولى وسط المسؤولين، وهي تكشف عن الحال الذي وصلت إليه (بت سيد).
٭ دارت إشراقة في فلك السياسيين العاجزين عن مقارعة الحجة بالحجة، حيث ظلت ومنذ أن وجه إليها الدقير ضربة قاضية، تكيل الانتقادات وبشكل فج للحزب الذي (كبرها وقدمها) .. وركزت إشراقة جل حديثها عن مال الحزب، بينما هي نفسها لم تكشف حتى الآن عن مصادر تمويل تحركاتها السياسية والمؤتمرات التي أقامتها.
٭ أصيبت إشراقة بالدوار بعد أن خرجت من اللعبة السياسية، وكانت تتوقع أن تكون حاضرة في البرلمان كرئيس لجنة، ولكن الاختيار تجاوزها وهو الأمر الذي كان متوقعاً .. بالأمس إتهم الحزب مجلس الأحزاب بالإنحياز لتيار إشراقة سيد محمود والترويج لها وتحريض العضوية بالانضمام لتيارها.
٭ وهو في تقديري انتقاد غير موفق من جانب الحزب، وأقترح أن يعتذر الاتحادي لمجلس الأحزاب الذي هو موضع احترام، خاصة وأن إشراقة ليست بتلك القوة والنفوذ الذي يدفع مجلس الأحزاب لمحاباتها، وإن كان المجلس لا يوالي أي جهة.
٭ تتميز قيادات الاتحادي بأدب جم وسلوك سياسي رشيد، أمثال الدقير أخوان، ولذلك نلاحظ أنهم اداروا المعركة باحترافية مع إشراقة، ولذلك منذ الإطاحة بها من الحزب لا حديث لها سوى انتقاد الدقير بزعم الإصلاح.
٭ ومهما يكن من أمر لن تتجاوز إشراقة محطة الإزعاج.
إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة