مزمل ابو القاسم

خبر سعيد واختراق مهم 2


ذكرنا بالأمس أن التنظيم الجيد كان السمة الأبرز للملتقى التجاري السوداني الألماني، الذي انعقد في العاصمة الألمانية برلين قبل أيام من الآن.
* تلك حقيقة لابد أن نثبتها ونوفيها حقها، لأنها شكلت حجر الزاوية في النجاح الذي أصابه محفل مهم، حققت عبره وزارة الاستثمار اختراقاً نوعياً، وولجت به أوروبا من بابها الكبير.

* الزملاء الإعلاميون الذين يسافرون بمعية الوفود الرسمية يعانون في العادة من شح المعلومات المتعلقة بالحدث، ويشكون من ضعف مستوى التنسيق، وعدم وضوح برامج الرحلة، ناهيك عن إهمال التفاصيل الصغيرة المتعلقة بالإقامة والترحيل ومواعيد المغادرة والعودة وخلافه.
* تلك (الخرمجة) لم تحدث في كل مراحل ملتقى برلين، لأن شباب وزارة الاستثمار متمرسون في عملهم، ومدربون عليه جيداً، ويؤدونه بأعلى درجات الاحتراف.

* حتى طاقم سفارتنا في برلين، أدى عمله باحترافية عالية، وتولى التنسيق مع الجانب الألماني وغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية (الجهة الراعية للملتقى)، وأشرف على كل صغيرة وكبيرة بدقة متناهية.
* أما الجانب الأكثر إشراقاً في الحدث الكبير فقد تمثل في حرص وزارة الاستثمار على إشراك القطاع الخاص في الملتقى، ومنحه فرصاً ثمينة لعقد شراكات منتجة مع نظيره الألماني، والسماح له بتقديم أوراق عمل أعدت بإتقان، وقدمت بطريقة رائعة، وحوت معلومات مفصلة حول فرص الاستثمار المتاحة في السودان.

* مثال لذلك ورقة متميزة قدمها رجل الأعمال المعروف وجدي ميرغني، واستعرض فيها فرص الاستثمار في القطاعين الزراعي والحيواني، أدارت رؤوس رجال الأعمال وممثلي الشركات الألمانية، لأنه تحدث معهم باللغة التي يفهمونها، واستخدم منطق الأرقام، ليوضح كلفة زراعة الفدان لكل محصول، وعوائده التقريبية بالدولار، والأسواق المحتملة للمنتجات (دول الخليج مثالاً)، بخلاف حديثه عن فرص الاستثمار في مجالات مساعدة، مثل صناعة الأسمدة والمعدات الزراعية وغيرها.

* ورقة أخرى قدمها الأستاذ عمر طيفور، مدير التطوير في مجموعة (سي تي سي) نالت استحسان الحاضرين أيضاً، لأنها اتبعت ذات النهج الإحصائي المفصل الذي استخدمه وجدي، وورقة ثالثة أعدتها الأستاذة وداد يعقوب، مالكة مجموعة شركات النحلة، نالت النصيب الأوفر من استحسان الحاضرين، لأنها قدمت بها عرضاً ساحراً حول الفرص المتاحة للاستثمار في مجالات الطاقة الشمسية.
* على ذات النهج سارت الأوراق المتميزة التي قدمها الدكتور نزار خالد حول فرص الاستثمار في المجال الصحي، والدكتور عبد القادر ورسمة حول التسهيلات التي يقدمها قانون الاستثمار للمستثمرين في السودان، والأستاذ محمد أحمد البشرى ممثل البنك المركزي، وتميزت جميعها بالدقة والاختصار غير المخل.

* أما الطُعم الأكثر إغراءً والأوفر لفتاً للانتباه، فقد ألقاه وزير الاستثمار معتز موسى (بلغة إنجليزية رصينة)، وأسال به لعاب الشركات الألمانية العاملة في مجال الطاقة، حينما أورد رصداً دقيقاً لمشروعات الطاقة والسدود المطلوب تنفيذها في السودان، مؤكداً أن تمويلها جاهز بالكامل.
* اصطحاب القطاع الخاص في مثل هذه الملتقيات المهمة، ومساعدته على عقد شراكات منتجة مع مؤسسات أجنبية كبيرة يمثل نهجاً راشداً، يستحق عليه الدكتور مدثر عبد الغني وزير الاستثمار الاتحادي الإشادة والتنويه، لأنه خالف به الصورة النمطية السالبة لتعامل الحكومة مع القطاع الخاص.

مزمل ابوالقاسم – للعطر افتضاح
صحيفة اليوم التالي