نصائح تساعدك في العثور على عمل بعد التخرج
يمكنك فعل الكثير لتزيد من فرصك في الحصول على الوظيفة التي تحلم بها، فكن مستعدا لبذل الجهد المطلوب للوصول إلى هدفك.
تخيل نفسك بعد تخرجك في الجامعة، وبرغم الكلام الدائر عن أن العمل بالنسبة لخريجي الجامعة الجدد لا يزال يمثل الموضوع الأكثر أهمية في السنوات الأخيرة، فإنك لا تزال تجد نفسك على الهامش.
فرغم أنك أرسلتَ سيرتك الذاتية إلى العشرات من مواقع العمل، وقدمت استمارات وظيفية إلى أماكن أخرى لا حصر لها، لم يزل وضعك كما هو. وعندها يدبّ الذعر في نفسك، وتراودك أفكار بأن سنوات الدراسة تلك كانت هباءً.
لكن مع قليل من الخبرة الحقيقية في سيرتك الذاتية، ما الذي يمكنك فعله لتزيد من فرصك في الحصول على الوظيفة التي طالما حلمت بها، ولكي تجعل نفسك مرغوباً أكثر لدى أرباب العمل؟
“أفضل نصيحة يمكن تقديمها هي مجرد نصيحة بسيطة، لكن يندر أن يتبعها الباحثون عن عمل”، حسبما كتبت جنجر بورتر، المدير العام لقسم دالاس وأتلانتا من شركة الاتصالات العالمية غولين، في رسالة إلكترونية. وتابعت: “ابدأ كل يوم وكأنه يوم عملك”.
لا تسترخِ في البيت مرتدياً زي النوم طوال النهار، أو تقضي وقتك في مشاهدة برامجك التلفزيونية المفضلة، واحدا تلو الأخر. لكن عليك أن ترتدي ملابسك في الصباح وأنت محملاً بفكرة ضرورة تواجدك في مكان ما بحثا عن عمل.
وتوصي بورتر بكتابة قائمة بكل شخص تعرفه، أو يخطر ببالك، ممن يعملون في نفس مضمار تخصصك. وينبغي أن يكون هؤلاء أناساً يمكنك الاتصال بهم، ومن القادرين على مساعدتك في مهمتك الخاصة بالبحث عن عمل.
واطلب من كل واحد منهم موعداً قصيراً لشرب القهوة، أو حتى محادثة هاتفية سريعة، أو رداً بالبريد الالكتروني.
ولا تسألهم عن وظيفة معهم، ولكن “تحدث مع كل واحد منهم عما تبحث عنه، وادخل في صميم الموضوع: “أبحث عن وظيفة مع هذا النوع من أصحاب العمل ليمكنني استخدام مهاراتي في كذا وكذا، فهل تنصحني بأي شيء؟'”، حسب قول بورتر.
وتضيف: “سيحاول الناس أن يعطوك جزءاً من وقتهم لينصحوك، وذلك أفضل من إشغال وقتهم بطلب وظيفة منهم”.
وإذا كنت ستقابل أحدهم وجهاً لوجه، تهيأ لذلك باحتراف – فرغم كل شيء، أنت المتقدم لطلب المساعدة، ومن المحتمل أن يُطلب منك اتخاذ مزيد من الإجراءات.
فعليك أن تصل مستعدا لأمور كثيرة، مقدماً أمثلة على كيفية استخدام مهاراتك في الماضي، سواء كان ذلك في أحد المشاريع الدراسية، أو خلال فترات التدريب. وليكن هدفك هو أن تُبهر الشخص الذي تقابله.
وقبل أن تنهي المقابلة، اسأل عن شخص آخر يمكن أن تقابله لإفادتك، واتبع نفس الأسلوب مع ذلك الشخص أيضاً.
تقول بورتر: “لهذا الأسلوب تأثيرات مضاعفة. من المحتمل أن تتحدث مع 100 شخص بهذه الطريقة، وأستطيع أن أضمن أنك ستجد شخصاً، من بين هذه المجموعة من الناس، ممن لديه الوظيفة المثالية التي تلائم مهاراتك”.
بعيداً عن مواطِن قوتك
إذا كنت موفقاً في الحصول على مقابلات لشغل وظيفة ما، لكنها كانت بعيدة عن المجال الذي درسته أو لم تكن من ضمن اهتماماتك، فتمهل واحصل على خبرة عملية أكثر في مجال تخصصك، حسب رأي أوليفر دوناهيو، وهو المدير العام لوكالة “نانستوب ريكروتمنت شفايتز” للمواهب، و المقيم في براغ.
ربما سيعني ذلك القبول بوظيفة تختلف قليلاً عما كنت تأمله.
يقول دوناهيو: “لا يجب أن تكون وظيفة ذات دور مهم. حتى الانشغال بمهمة مؤقتة ضمن مؤسسة أو شركة ذات صلة بمهاراتك ستكون كافية لتبين لرؤسائك في العمل أنك جادٌ في مسيرتك المهنية، وتريد أن تحصل على بعض الخبرة”.
توثيق مؤهلاتك ومهاراتك
إذا كنت قد تدرّبت خلال مراحل الدراسة في مجالات ذات صلة بتخصصك واهتمامك، فلا تذكرها فقط كعناوين. بدلاً من ذلك، اشرح ذلك بالتفصيل عبر قائمة بإنجازاتك العملية، حسبما أوصت بايال فاسوديفا، المدير العام لقسم الاستراتيجيات في شركة أكسنتشر، فرع لندن.
وتقول فاسوديفا: “إن إبراز ما لديك من مهارات وظيفية محددة، سواء اكتسبتها عن طريق التدريب أو العمل التطوعي، أو الأنشطة الأخرى، يزيد من قدرتك على الحصول على فرصة عمل”.
وإذا ما أردت تحسين سيرتك الذاتية على الورق، فكر في القيام بأعمال تطوعية أو حضور دورات تدريب مهني تعزز من مهاراتك لتلائم متطلبات الوظائف التي تتقدم إليها.
يقول دوناهيو: “يبحث أرباب العمل عن أية مؤشرات تدل على سعيك الحثيث، أكثر من المطلوب، لتحسين مجموع قدراتك ومهاراتك. يمكن لاكتساب خبرات مضافة أن يغيّر الكثير”.
توجد طريقة سهلة لتحقيق ذلك: احضر دورات تدريبية في الوسائل الرقمية والإنتاجية، حتى وإن لم تكن تنوي الدخول في مجال الرقميات. هذه الوسائل حاسمة في الوقت الراهن وفي المستقبل، لذا فإتقانها أمر أساسي، حسب رأي شارون شوايتزر، الاستشارية بقواعد وآداب التعاملات التجارية بين الثقافات المتعددة، والمقيمة في أوستن بولاية تكساس الأمريكية.
وتقول شوايتزر: “نعلم أنك تعرف كيف تستخدم ‘بوكيمون غو’، لكن أرباب العمل يريدون أن يعرفوا إن كانت لديك مهارات باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في مجالات أخرى، مثل ، وتمبلر، ويوتيوب، وتويتر”. وتضيف: “اشحذ واصقل مهاراتك التقنية”.
عندما تقوم بذلك، عليك أن تريهم مستواك عندما يتعلق الأمر بحضورك الشخصي على مواقع الانترنت. “أنت الشخص الرقمي الأصيل الذي يستعمل هاتفه النقال ومواقع التواصل الاجتماعي في كل شيء، من التحادث مع الأصدقاء إلى التسوق”، كما تقول فاسوديفا من شركة أكسنتشر.
وتضيف: “بينما تدخل هذا الفصل التالي من حياتك في عالم الاحتراف، تحقق من اللوائح الوظيفية المنشورة على تطبيقات سجلات المهن. استخدم موقع ‘لينكد إن’ وغيره من القنوات الاجتماعية لتتواصل مع الآخرين، وتريهم خبراتك، ومعرفتك في مجالك التخصصي.”
مهارات كثيرة وخبرة قليلة
إذا لم تكن لديك أية خبرة حقيقية في العمل، عليك أن تفكر في كتابة سيرة ذاتية تعتمد على المهارات، كما اقترحت سالي ووكر، مدربة عالمية في السير المهنية لدى شركة “إس.دبليو كارير كوتشينغ”، والتي تقيم في المملكة المتحدة.
استعمل الصفحة الأولى لتعرض على الأقل خمس مهارات وظيفية رئيسية قابلة للتحويل ذات علاقة بالدور الوظيفي الذي تقدم عليه. واكتب ضمن هذه المهارات الرئيسية عبارات عن إنجازات حققتها، مشيراً إليها بنجمة أو ما شابه، لتبرز تلك المهارات.
“حاول أن تضمنها الإجراء الرئيسي الذي قمت به إضافة إلى وضع مقاييس للنتائج المتحققة، حيثما أمكن ذلك”، كما تقول ووكر.
وعلى سبيل المثال، ضمن باب “التنظيم والتخطيط”، يمكنك أن تشير إلى تنظيم نشاط خيري قمت به أثناء الدراسة الجامعية.
واشرح ذلك النشاط بطريقة تسلط فيها الضوء على إنجازاتك، مثل: “اقترحتُ ورتبت التجهيزات بأكملها للنشاط هذا أو ذاك، لنحو 35 مشاركاً، وجمعنا قرابة 5 آلاف جنيه استرليني لجمعية خيرية. وشمل ذلك إعداد المواد الإعلانية، والتنسيق مع موظفي الجامعة، وإعداد المرشدين.”
لن يكون التواصل بدون قواعد أبداً
حسب رأي دوناهيو، لا يزال التواصل وسيلة رائعة ليكتشفك أرباب العمل. ولكن إذا لم يكن لديك متسع من الوقت، أو الرغبة، لكي تحضر شخصياً بعض الأنشطة، فيمكن إجراء التواصل عن طريق الإنترنت، من خلال مواقع ‘لينكد إن’ أو تشينغ.
إلا أنه يجب الحذر، حيث لا يوجد بديل للقاء شخص ما وجهاً لوجه، ويتوجب عليك التواصل بهذه الطريقة في مرحلة ما. إذا سلكت طريق الشبكة العنكبوتية، فتأكد من مطابقة حضورك الرقمي عبر جميع المنابر، من لينكد إن إلى سيرتك الذاتية المنشورة على مواقع الإنترنت.
يقول دوناهيو: “تأكد بأن المعلومات الموجودة عنك متماثلة تماماً في جميع المواقع قبل أن تتطلع للاتصال بالشركات أو مديري التوظيف. كما ينبغي عليك أن تتأكد من أن تلك المعلومات تغطي كامل تاريخك الوظيفي، وأية خبرات، أو مهارات إضافية اكتسبتها”.
وسّع آفاقك
إذا لم تكن هناك نتائج إيجابية بعد تقدمك لوظائف عديدة، فعليك أن تفكر في مهن تقع على “هامش” مجال دراستك.
فعلى سبيل المثال، في شركة “نانستوب”، حيث يعمل دوناهيو، يوجد حالياً أعضاء في فريق العمل من حملة شهادات الماجستير يعملون في قطاع الموارد البشرية ويقومون بتوظيف عاملين آخرين في مجالات تخصصهم، كما كان هناك أيضا من يحملون شهادات الدكتوراه، ويعملون في نفس القطاع.
يقول دوناهيو: “لن تكون الفرص على الدوام ذات علاقة مباشرة بما درسته، وستحتاج أحياناً أن تخطو خطوة باتجاه مغاير لتتقدم في مسيرتك المهنية.”
BBC