عمر الشريف

عمر الشريف: صلى الله عليك يا رسول الله

الأمة الإسلامية تعيش هذه الأيام المباركة من شهر ربيع الآول للعام الهجري الفرح والسرور بمولد النبي الكريم رغم أوجاعها وحروبها وإختلافها وتفرقها وهى تُحيى ذكرى مولد النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسلام ونسأل الله لنا ولكم ولكل من يعز علينا أن يجمعنا معه فى الفردوس الأعلى . هذه الأمة هى خير أمة أخرجت للناس وهى أمة وسط ليكون شهدا على الناس وهى أمة عظمت بالقرآن . الإحتفال بمولد النبي صل الله عليه وسلم وهو خير البشرية وقد صلى الله عليه وملائكته وهو الذى وصفه الله سبحانه وتعالى بالخلق العظيم وهو البشير النذير وأرسل الى كافة الناس وهو خاتم الرسل .
كان الصحابة الكرام عليهم رضوان الله أكثر حبا لله ورسولة ويتمسكون بكتاب الله ويتبعون ما أمر به ويجتنبون ما نهى عنه ويحكمون بشرعه ويتقون الله فى سرهم وعلانيتهم وكانوا يقتدون برسول الله صل الله عليه وسلم ويتمسكون بسنته ويصدقون بما جاء به ، وهو الصادق المصدوق وما ينطق عن الهوى إنما هو وحي يوحى وهو من عرج للأفق الأعلى عند سدرة المنتهى عليه أفضل الصلاة والسلام .
إتخذ المسلمون بعده البدع المختلفة وسلكوا طرقا للعبادة وإحياء السنن والأيام الفاضلة بذكر ومنهج يختلف عن نهج الصحابة الكرام وهم أعلم الناس بالخير والشر مننا لانهم عاصروا حياة الرسول صل الله عليه وسلم وهو الذى وضح لهم الحق والشرع . الذين يتخذون من تلك الأيام الفاضلة ومواسم بعض العبادات مثل الصوم والحج التى شرعها الله لنا وفصلها نبيه الكريم كما أوحي أليه من الله عز وجل على أكمل وجه بعض البدع والخرافات التى إبتدعوها من أنفسهم ويزعمون التقرب بها الى الله عز وجل وحب رسول الله صل الله عليه وسلم وهم أكثرهم لايعلمون و بعضهم نيته أن يهدم هذه الأمة ويشككها فى عقيدتها الصحيحة وشرعها القويم . هؤلاء أمثال المنافقين والكاذبين والمخادعين لكنهم يخدعون أنفسهم ويضلون غيرهم وهم شر مكانة .
المولد النبوي الشريف يجب أن يكون أحتفالنا به بالصلاة والسلام على النبي الكريم و نتبع سنته و نتقرب الى الله فى هذه الأيام بتلاوة القرآن والصلاة والذكر والدعاء لعلى الله يرحمنا ويخفف علينا ما كسبت أيدينا من معاصى وشرك وبدع ما أنزل الله بها من سلطان . اليوم حال الأمة يرثى له وهم يقولون مسلمون . المسلم هو من يتقى الله فى سره وعلانيته ويتبع الحق ويحكم بالشرع ويطبق السنة الصحيحة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ليصل لدرجة المؤمنين الذين قال الله فيهم لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم و ينصرهم الله بنصره . فهل حقا وجلت قلوبنا عندما ذكر الله وهل أزددنا إيمانا بتلاوة القرآن وتدبرنا معانيه وهل توكلنا على ربنا حق التوكل بكل ثقة وخضوع وهل أقمنا الصلاة بخشوع وهل أنفقنا من أموالنا حتى نصل درجة الإيمان الحق من منا هاجر وجاهد فى سبيل الله من منا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر وأطاع الله ورسولة ليرحمنا الله إن الله عزيز حكيم هل أعرضنا عن اللغو وهل حفظنا فروجنا إلإ على أزواجنا وما ملكت إيماننا وهل راعينا الأمانة والعهد وهل أصلحنا بين أخوينا لنكون الوارثون الذين يرثون الفردوس وهم فيها خالدون .
المولد النبوي الشريف ليس مديحا بالطار ولا حركات جسمانية ولا صياح بأصوات عالية ولا إختلاط ولا معتقدات خاطئة ولا تعظيم للمشايخ ولا مهرجانات وترفيه ولا أكل ما لذا وطاب من الحلويات ولا إضاءة ميادين ورفع رآيات . المولد النبوي الشريف هو أن تصلي على رسوله الكريم متى ماذكر وأن تدافع عنه متى ما أعتدي عليه وعلى سنته الطاهرة وأهل بيته الكرام . المولد النبوي الشريف هو تذكير الناس بالدين وتخويفهم بالحساب وترغيبهم بجنة عرضها كعرض السماء والأرض فيها ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر. المولد النبوي الشريف يكون بالخطب الدينية التى تصلح المجتمع وتوضح شرع الله ودعوة الناس لتقوى والإيمان الصادق والتوكل على الله وعبادته وحدة لا شريك له والتمسك بسنة نبيه الكريم .
يأمة الإسلام ويأهل السودان خاصة كلنا نحب رسول الله صل الله عليه وسلم لكننا ليس بأفضل من صحابته الكرام رضوان الله عليهم وهم الذين عاصروا حياته عليه الصلاة والسلام ولم ينحنوا ويقبلوا أياديه الطاهرة ولم يقيموا له ذكرى مولده كما نفعل نحن اليوم ولم يتركوا سنته و يقتصون من يعتدى عليه وعلى أهل بيته الطاهرين فأين نحن منهم ؟؟ وأين هو حبنا له عليه أفضل الصلاة والسلام ؟ هل حبنا له بالإختلاط والحفلات وأكل ما لذ وطاب من الحلويات و البدع والمنكرات التى ما أنزل الله بها من سلطان ولم يعلمنا لها نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام . صل الله عليك يانور الهدى .

بقلم: عمر الشريف