المقالات

عمر عثمان: إلى حين


نصيحتي لكم أيها السادة

احد الشهماء و مفردها شهم و الذين يقضون حوائج الناس أتصل بأحد المتقدمين لوظائف ,, و سأله هل أنت فلان ابن فلان ابن علان أجاب بفتور نعم و سأله هل أنت متقدم لوظيفة كذا رد بحماس و صوت مرتفع و سعادة بالغة نعم و بأدب و لقب للمتحدث الأخر ( ايوة يا أستاذ ) و رد عليه هل الصور التي فى الطلب صورك رد بانفعال أكثر نعم ,, فعرفه الشخص المتحدث بأنه عامل النظافة و ان أوراقه وجدها في الزبالة و لأنه من صوره يبدو عليه آثار البؤس و الشقاء اتصل به فربما يستفيد منها مرة أخرى و تمنى له حظا سعيدا ,,

ماذلنا فى محطة النصيحة و النصائح ,, ما أكثر النصائح التي قيلت و التي تقال و التي سوف تقال فى عدم وجود أذن تسمع و عقل متفتح يفهم العقول منغلقة على شئ واحد كثرة الغللاط و المكابرة و التبريرات ,, و ما أكثر العبرة و ما أقل الاعتبار للحكومة و للسياسيين ,, و لكن كل هذه النصائح المجانية مصيرها اقرب كيس قمامة ,, و يخيل لى دائما أن السياسي عندما ينتقده كاتب ما او رأي اخر ,, يردد فى نفسه ايه العبيط ده ,, ألاف مؤلفه من النصائح و لا إجابة يحتموا خلف الصمت و التجاهل ,, يأخذون بالحكمة التى تقول عثرة القدم خير من عثرة اللسان,,

فالبلاد في أزمة تحتاج إلى رؤى و حلول عاجلة و لكن الحزب الحاكم أزمته انه لا يري أن هناك أزمة ,, و هذا أس المعضلة ,, الجدية فى محاربة الفساد المعلن و إيجاد الحلول المناسبة ,, بدلا من دفن الرؤوس فى الرمال ,, و العلاجات الحالية خاطئه ,, فمثلا الدواء و فساد تحويل العملة كان العلاج عدم دعم العلاج المزعوم ,, فهل هذا حل ؟ فبعد كل هذا الغلاء و البلاء يريدون من المواطن أن يتقبل هذه الزيادات بالتصفيق و الفرح أم ماذا ؟ و لا يعترف و لا يعتذر و لا يواسي بأن هناك أزمة ,, و كل ذلك يصب فى تازيم الأزمة و قفل جميع طرق الحل ,, عندما يتعثر على المواطن تلبية حده الادنى من رغيف و فول و سكر و شاي ,, هل سيصفق و يفرح المواطن و يغالط الحزب الحاكم بأن الأمور عال العال ,, ليس هناك مشكلة لا توجد لها حل ,, و لكن إنكار المشكلة فى حد ذاتها مشكلة مضافة الى المشاكل المتراكمة ,,

لم يبقي شئ ,, كل شئ في حده الأدنى التعليم الصحة ,, الخدمة المدنية ,, تا ئهون فى صحراء الفساد و اللا مبالاة و الطريق مفقود ,, أري أن نرجع إلى الوراء حتى نمسك الطريق من أوله من جديد ,,

و لنراجع سريعا كيف كان يتم التعين داخل مؤسسات الدولة كمثال ,, التعين فى مؤسسات ألدوله على أساس الترضيه الحزبية ,, و أي سياسي ياتى و معه حاشية ,, هتافات و ضجة و جلبة و ادعاء بطولات وهميه , ثم يخطئ ألاف المرات و يظل يبرر و لا تجود قريحته بحل مشكلة , لذلك تنتهي فترته دون ان يحدث تغير إلى الإمام أو يحرز هدف ,, تبقي الأشياء دون تغير الشئ الوحيد الذي يكون أنجزه و غيره الأثاثات ,, و إغلاق مكتبه و يتواري عن الأنظار ,, و كأنه عالم كيميائي ,, و يبدأ فى فرض عضلاته فياتى هذا العبقري السياسي يريد أن يعمل شئ جديد دون خبرة و دون معرفة فيكون معول للهدم اكثر منه للبناء ,, و الأمر لا يحتاج إلى إمكانيات او عقل خارق,, و فى محطة اخيرة تجارب سعادته تفشل المؤسسة و المصلحة ,, و يتشرد العاملين و تباع ,, هكذا فقدنا افضل المشاريع و افضل المؤسسات و المصالح ,,

و عليه كنصيحة و من باب بدء الإصلاح يجب أن يعتلى المصالح الحكومية و الخدمة المدنية المهنيين الذين تدرجوا في الوظائف ,, لديهم احترام و تقدير و مهابة للقانون و النظم و اللوائح و أنهم الأقرب لحل المشاكل و أكسبتهم سنبين العمل الخبرة و الكفاءة و معرفتهم عن قرب ما تعانيه مؤسساتهم و لهم ولاء مهما كان لمؤسساتهم و هو يعرف زملائه أفراد و جماعات و يعرف إمكانيات أي فرد مهما اختلفنا معهم أكثر من أي سياسي,, و المسئولين السياسيين الذين اعتلوا هرم مؤسسات ألدوله لم تكن لديهم المؤهلات و الخبرة الكافي ,, فذهبت المناصب لترضيان حزبية ,, فانهارت المصالح و المؤسسات , و تم زرع الخوف و الهلع فى الموظفين ,, فاختلت الموازين فظهرت الإدارات الضعيفة التي تخاف من اتخاذ القرار ,,

المهني معظمهم و اغلبهم ان لم يكن كلهم ,, ليس لديه انتماء سياسي او حزبي ,, تدرب على احترام و تقدير القانون و اللوائح و احترام الدرجات الوظيفية و التسلسل الهرمي , لذلك لا يستعجل فى اتخاذ القرار و يضع مصالحة مؤسسته نصب عينيه , و السياسي مستعجل فى قراراته و لا يكترث لشئ يحاول أرضاء حزبه و إشباع نفسه ,,

و الخدمة المدنية كالقطر لها سكة محددة و طريق واحد و قوانين تحكمها ,, لن نبكى على اللبن المسكوب ,, الوقت يمضي ,, و أفضل ان تبدأ من ان تقف مغالطا محتارا ,, فيد على يد و نية صادقة مخلصة نبدأ بها الحكومة و الحزب الحاكم ترميم و بناء كل ما هدم ,, و اعتراف بأخطاء الماضي و ألجديه في العمل و الإصلاح بدايات كبيرة نبدأ بها الطريق الصحيح ,, تحتاج الحكومة لخطاب فى هذه اللحظات الى حلول عاجلة متمثلة فى كيف تقلل الدولة نفقاتها و الشفافية و الجدية فى محاربة الفساد
التيار ,,