بيان مُهم

* وأمس بينما كان الجميع في إجازة مولد المصطفي (ص)، وبطبعة الحال كنا نتوقع أن نستمع لـ(المدايح) التي تُبث في مثل هذه المناسبات، إذا ببعض الفضائيات تبدأ ببث أغنيات وطنية على شاكلة (مرحب بيك بلدنا حبابا) للراحل حسن خليفة العطبراوي، حتي خُيَل إلينا أننا بصدد سماع (بيان مهم).
* وأنا أطالع صحف اليوم (أمس)، تفاجأت بأن الحكومة روَجت من حيث لا تدري لدعوات العصيان المدني الجديدة من خلال تصريحات مرتعدة الفرائض تحكي واقع الحال رغم النفي المتزايد، وهو ماقد يؤكد نظرية (نفي النفي إثبات).
* وكان أيضاً أبرز ما طالعته ما ورد بصحيفة الجريدة (أطال الله عمرها)، تصريح مساعد رئيس الجمهورية ونائبه لشؤون المؤتمر الوطني إبراهيم محمود، وتحديه للمعارضة في تقديمها انجازات أفضل مما قدمته الإنقاذ في التعليم والكهرباء والصحة والاتصالات والطرق، وغيرها من الأحاديث التي أضحكتني حد الشفقة على هذا النظام.
* وأستميح القارئ في الرد (إنابة عنه)على بعض مما جاء في حديث السيد (المساعد).
* السيد المساعد قال: “هناك من يدعي أن المؤتمر الوطني أفقر الناس” وانا أجيبه نيابة عن الناس، نعم الوطني هو من أفقر الناس بتراجع القطاعات الانتاجية التي يعتمد عليها الاقتصاد، فكل المشروعات الزراعية توقفت والمصانع تعطلت ، في وقت يكشف فيه المراجع الحكومي باستمرار عن الفساد ليُبتدع التحلل وتنشط الشركات الوهمية للأدوية فأي إفقار أكثر من هذا؟.
* السيد (المساعد) يهاجم أحزاب الشيوعي والبعث ويرى أنها وراء تحريك مناهضة سياسات حكومته، وهو غير مدرك أن هناك وبجانب قواعد هذه الأحزاب مجموعات شبابية مبادرة بالداخل والخارج قلبها على الوطن وصون كرامته وكرامة أهله أكثر من الوطني ومنسوبيه والمنتفعين من وراءه.
* فلو بدأنا بالتعليم، فالمؤكد أن الانقاذ أبدلت السلم التعليمي، بـ(السلم والثعبان) والكل يعلم خسائره اللا محدودة ، الانقاذ ضاعفت أعداد الجامعات، وإصطفت منها (من يواليها)، وأجلست البقية على رصيف (البطالة)، فتزايدت نسبة العطالة لأعلى معدلاتها في عهدها.
* أما في مجال الصحة فحديثه مردود عليه، إذ لم يعرف إنسان السودان من قبل كل الامراض الفتاكة والتي جاءت وإستوطنت مع الانقاذ، حيث كانت تقتصر على الملاريا والصداع لأن البيئة صحية ومسببات الأمراض ضنينة مقارنة بالنفايات المتكدسة والحاويات الغامضة والرقابة الضعيفة على الأطعمة.
* سيادته يقول أن إستخراج البترول أدى لارتفاع معدلات النمو، وبدورنا نسأله : أين هذا النمو ومعدلات التضخم في تزايد ومعظم (الناس) تعيش في مسغبة ، والسؤال الأهم أين ذهبت أموال البترول؟ .
* عاد السيد المساعد متسائلاً : وهل الذهب عند الحكومة؟ ونحن نجيب صحيح الذهب أسهم في إستيعاب عدد كبير من العاطلين ولكن ماذا فعلت الحكومة لهم هل أوجدت مواد لإستخلاصه غير مادة السيانيد القاتلة وماذا عن الجبايات التي أرهقت المعدنين التقليدين وعندما (لبنت) الآن الشركات الكبيرة وهي ليست شركات الفقراء تزاحمهم وبعدها إحتكر (الكرتة) فخنقت السيانيد كثير من القرى وداهم الفقراء خطر جديد.
* يصرح بقوة: نرد للذين يقولون بأننا مرقنا الناس من البلد نحن الذين أهلنا اساتذة الجامعات ودربناهم).
* نعم انتم أحسنتم تدريبهم ولكنكم فشلتم في إستيعاب معني كلمة (تأهيل) فكانت النتيجة الطبيعية والحتمية هي بوابة لخروج والإتجاه لمن يقدر الكفاءة السودانية التي شاخت معالمها في حضوركم.
* السيد المساعد إستدرك بقوله أن الأستاذ الجامعي المغترب بالسعودية الآن راتبه 20 الف ريال، ونسي سيادته أن يضيف (وحدود إمكاناتنا تتيح لنا منحه 3 ألف جنيه فقط، بينما أستاذ الأساس لا يتجاوز راتبه الـ 800 جنيه فقط،).
* فهل يستحق معلم الأجيال كل هذا الإزدراء والإحتقار، بينما يستمع تلامذته من المنتمين للحزب الحاكم في النعيم ويملأون خزائنهم بالذهب ويستظلون تحت سقوف القصور المنفية (ضاربين الكندشة)؟.
بلاحدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة