السودان .. الربيع الجديد
فى العام 1964 .. فاجأ السودان العالم بثورة من نوع فريد .. وطعم مختلف .. فى ذلك الزمان .. دول تحت التأسيس واخرى ترزح تحت نيران الاستعمار .. ومنذ ذلك التاريخ لم تتوقف الثورة .. فى وجدان الشعب .. والشعب هو القائل .. الثورة انطلقت شعارات ترددها .. القلوب وسيظل ساعيا ولن يتوقف عن تحقيق تلك الشعارات .. من ميزات الشعب السوداني .. يعتبر الثورة نابعة من ثقافته و شخصيته …. قابل بها الاستعمار وجميع التحديات ..
أخطأ .. من يقول أن السودان حصل على استقلاله .. بسهولة .. بدون دماء .. واللحظة التى رفع فيها الازهري والمحجوب علم الحرية .. تتويج لسنوات خلت .. هى بداية لعهد جديد .. تناسي الناس ..شهداء كرري .. والشكابة .. وكل المعارك من أجل انسان السودان .. تناسى الناس .. على عبداللطيف .. والماظ .. والمجموعة التى نفذ فيها الاعدام .. وقفت بكل كبرياء لمواجهة الطغيان .. من أجلنا نحن .. ومستقبلنا وعار علينا أن نسيناهم .. تلك الصور .. لا بد أن تكون فى ردهات القصر الجمهوري والوزارات والمدارس .. قدرنا أن نكون شعب رسالى .. وهناك من يحاول أن يستفزنا .. أنكم تحبون السياسة والثرثرة ..
فى عطبرة .. فى كل هبة .. لا ينسون شهداء الجمعية التشريعية .. وشارع الشهداء .. لديهم أيضا شهيدا .. يدعي .. قرشي الطيب .. وياسبحان الله .. اسماء الفصول ..فى المدارس المهدي .. القرشي ,, حنين باستير .. هل شاهدتم .. التسلسل .. ؟؟ انطلاق من الثوابت .. لمعانقة العلم والمعرفة .. ومحاولة اثبات للعالم ليس نحن من يثرثر ..ويتفاخر .. ثورة من أجل بناء الانسان ..
اليوم هناك الحراك .. ومن يقول أن الحراك توقف فى يوم من الايام مخطيء .. ويقود هذا الحراك الشباب .. ومعظمه .. الذى نشأ وعاش فى عهد البشير وهو القيم .. ويستطيع أن يستهلم ويقرأ الماضى القريب والبعيد .. لهم سوفت وير جديد .. ورؤية مختلفة .. نسيج جديد .. وسوف يضع الجميع فى الميزان .. ووضع كل سير واخبار الشخصيات السودانية أمامه .. فى لوحه الاليكتروني .. ويعرف تفاصيل حصل عليها .. لا يعرف عنها الجيل السابق الكثير ..
هذا الجيل تخرج من أكثر من 35 جامعة حكومية .. وخمسين أهلية .. وطوفان قادم من الخارج .. وليس من جيل جميلة ومستحيلة .. والميدان الشرقى .. ويعتبر هذا قليل جدا لشعب ناضل كثيرا ويسأل كيف صبرنا نحن .. ؟؟ وكنا نتباهى .. بطلبة حنتوب ووادي سيدنا وخورطقت .. وعطبرة ..وصار طلبة حنتوب حكاما للسودان .. حتى النميري الذى يقولون عنه آخر الصف .. يحكم .. ووضع الترابي الدساتير .. و عبدالعزيز شدو المحامي يترافع
ما عادت مدارس الاحفاد هى الوحيدة التى تستقطب .. الاغنياء .. وأمبدة التى يجرفها السيل كل عام بها مدارس خاصة أجمل من الاتحاد للبنات فى الخرطوم .. ويقول د. مامون حميده .. بها مستشفيات مرجعية .. أنا لم اشاهدها .. ومستشفي ابراهيم مالك الطرفي .. يقوم بعمليات فى المخ .. والاورام ويقدم الغسيل الكلوي بالمجان ..
الجيل الجديد اليوم .. فى حالة اشتباك واعتصام مع رجال البشير واسمع العالم كله .. أن السودان يعانى من أزمة الدواء .. ويحتاج الى رعاية طبية متطورة .. ومزيد من مقاعد الدراسة .. وثورة من أجل الحرية .. وديمقراطية سامية .. أدروب فى الشرق له قناته الخاصة .. وجامعته .. ويقفز عاليا .. لن يهدأ له بال .. قبل أن يشاهد ايضا القناة المائية من بحيرة السد .. وينعم هو قبل غيره بالماء النظيف .. لم يعد هناك أدروب الذى يضع جبنة على يمينه .. وأرسل ايلا ليكون مدربا .. فى ولاية الجزيرة وقرية سنكات التى بها محطة للقطار وتحرسها الشريفية .. وخرز وسكسك .. وسبح .. اليوم بها بنك .. ومهرجان سياحي .. وفنادق .. ا
.. وهناك من يحاول أن يرسل ..رسالة فى هاتف .. ام بلينة السنوسي .. وهى فى بيتها بالابيض .. أن تستعد للثورة .. وتردد كان القرشي شهيدنا الاول .. هذا رجل من الماضي .. أم بلينه السنوسي اليوم .. سوف تركب البص السياحي .. تكيف عالى وستائر .. تركت لوري عبدالقادرسالم وصافرته .. فى الودي .. وليس بحاجة الى سعن الماء .. ساعات وتكون بالخرطوم .. وسوف تغني لهيثم .. وليس القرشي .. و تزور الجرحي .. فى رويال كير .. الزيتونة .. فضيلي .. متوالية من مستشفيات الرفاهية .. سنتر الخرطوم ترك لطه سليمان .. وحسين الصادق .. ومكارم وهدي عربي .. والبنا .. ليس غريبا .. اختارهم ايضا …. السر قدور .. ليكونوا الداعم الاول لمستشفي السرطان
كلية الطب بمدينة دنقلا .. سوف تقفل أبوابها .. احتج الطلاب .. لعدم اكتمال المعدات .. وفقر المستشفي الجامعي .. رغما عن ذلك تقدم أحد طلبتها على كل الجالسين من عدة دول فى لندن .. دارفور .. ترك شبابها الزراعة الهامشية .. وتستحق .. منارات العلم فى كل مدنها .. ولكن العيب كل العيب .. أن يكون نفر من أحفاد السلطان .. الذي تلجأ اليه القبائل .. لتحتمي به .. يعوذون برجال من فرنسا واسرائيل .. اليوم يقرع النحاس .. هناك مجموعة أعجبتها مشربيات الشانزلية والقهوة الصباحية .. ولكن لا تضاهي .. روعة جبل مرة ..لا أحب أن يكون شباب بلادي .. ينظر اليهم بعين الشفقة ..
الثورة فى عرفنا مبادىء وحضارة .. اليوم ابطال الثورة .. حساب بالقلم والمسطرة .. وهناك من يحاول أن يفرض أجندته .. وينتقم .. له الحق وكل الحق .. لكن المحاسبة لن تبدأ من 89 .. بل من مبادى اكتوبر .. والثورة شعارات ترددها القلوب ليست للزينة .. والحواشى .. الشخصية الوحيدة .. وكانت مشتعلة فى المطالبة بحقها .. هى الاستاذة فاطمة أحمد ابراهيم .. عندما وجدت الفرصة وهى بالقرب من ابوالقاسم محمد ابراهيم .. وجاءت الى التليفزيون القومي .. وحكت مأساتها للشعب السوداني .. وأبكت الجميع .. والتحية لها ..
لاجل هذا لا تفسدوا ثورة الجيل الجديد .. نتركه يتعرف على جراحه النازفة التى تركناها له .. ماذا يستفيد من يقفون على الحشيش الاخضر .. والنوافير والبحيرات .. فى كلفورنيا .. ولندن .. وادمنتون .. ودلاس .. ونيويورك .. واوهايو .. ما هذا ؟؟ لا نتحدث عن انتخابات بين ترامب وهيلاري ….
لماذا لايكون الاحرام والميقات .. والاعتصام .. من القراصة .. والشكابا .. وام دبيكرات والكلاكلات .. وخلاوي الغبش .. كادقلي .. وستيت .. والقرير .. والنخيلة .. سعيكم ايضا مشكور ولا تنسونا من صالح الدعوات ..
التحية للشعب السوداني ..وهو فى العلو والهبوط .. مكابدا وطمعا أن يكون فى مقدمة الدول .. والتحية لكل فرد فى الداخل والخارج
بقلم / طه أحمد أبوالقاسم