(مادوّامة)
٭ كان الاحتفال بإعلان الاستقلال من داخل البرلمان أمس بالمجلس التشريعي بولاية الخرطوم، بمثابة تظاهرة شارك فيها أبناء السودان بمختلف توجهاتهم، ولكن المشاركة ذات الخصوصية كانت للنائب الأول لرئيس الجمهورية الأسبق عمر محمد الطيب.
٭ جاء الرجل الذي كان ملء السمع والبصر، وهو رئيس جهاز أمن الدولة وقد كان مهاباً في العهد المايوي، بهدوء تام، وكان يستحق ان يُكرم وهو مالم يحدث .. استوقفني حرص الكثيرين على التقاط الصور التذكارية معه، وفعلت ذات الأمر لاحقاً.
٭ عندما هم الطيب بالمغادرة حشر نفسه في عربة كورية الصنع متواضعة ويعود موديلها لنحو عشر سنوات .. بالفعل لا تدوم السلطة ولا الجاة، وتبقى السيرة الطيبة..
٭ ظل مشهد عمر محمد الطيب ماثلاً أمامي طيلة يوم أمس وهو بزيه السوداني الكامل وفي هندام أنيق وجميل، فرق شاسع بين ماسمعناه عن الرجل وقرأناه وبين منظره أمس .. السلطة مثل الظل .. تتراوح الأيام بين الناس.
٭ كثير من المسؤولين يسعون إلى طرد شبح الابتعاد عن السلطة، وذلك لأنهم وصلوا إلى مواقع لا يستحقونها، ومعلوم أن الوصول إلى القمة له خمس خطوات معروفة، وهي المبدأ، الإرادة، الرؤية، الهدف، الطموح.
٭ وبعضها لا تتوفر في بعض المسؤولين، بل وتكاد جميعها تكون مفقودة في عدد من الدستوريين .. الذين يلهيهم المنصب عن رؤية الساحة بعينين فاحصتين وبنظرة ثاقبة متجردة.
٭ تولي المنصب مسؤولية وهو أمانة ثقيلة تستدعي التجرد والنكران والتفاني في العمل وأن تحدثك نفسك بإحساس التقصير لتجتهد في تقديم المزيد، وتجويد ماتقوم به.
٭ بل إن بعض المسؤولين، لا يعير حتى من يحمل همه، ويحبه أكثر ممن هم قريبين منه .. السلطة تعمي البعض عن التمييز بين من بإمكانه أن يفدي شخصاً ويمشي أمامه في حقل الألغام لينظف له الطريق وبين من يزرع الألغام.
٭ غياب الاحساس بمن هم حولك، يجعل شعورك متبلداً تجاه قضايا منصبك الدستوري، بل يجعل المسؤول خامل الفكر ضعيف الحضور، حتى وإن كانت صورته تملأ الشاشات والصحف.
٭ تذكرت حالة عمر محمد الطيب، وبعد أيام سينضم الي ناديه بعض المسؤولين بالحكومة، مع الحكومة الجديدة، وبعضهم عند مغادرتهم لن يتذكرهم أحد، سيكونون بلا لون أو طعم أو رائحة.
٭ تعجبني جداً الصراحة المتناهية لنائب رئيس الجمهورية السابق د. الحاج آدم يوسف، عندما أكد أنه ليس لإي قيادي في المؤتمر الوطني والدولة قيمة دون المؤتمر الوطني.
٭ ليت تلك العبارة تكتب في ورقة توضع بجوار القسم الذي يتلوه المسؤول أمام رئيس الجمهورية عند تقلده المنصب.
حاشية :
٭ كنت أود أن اكتب عن الفشل الذريع لدعوة العصيان وقلت في نفسي إنه طالما الأمر متوقعاً فلا داع لاهدار وقت القاريء العزيز فيما لا طائل منه.
إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة