هل تُعجل طلقات “ألطنطاش” باندلاع الحرب العالمية الثالثة بالمنطقة ؟!
8 طلقات نارية أنهت حياة السفير الروسي بتركيا أندريه كارلوف، مساء أمس الإثنين، وذلك من قِبل أحد الضباط الأتراك الذي كان مكلفا بحراسته، في العاصمة التركية، أنقرة.
ووقع الحادث أثناء عقد السفير الروسي مؤتمرًا صحفيًا في احتفالية افتتاح معرض فني تحت عنوان “روسيا في عيون الأتراك”، في العاصمة التركية.
وأظهرت اللقطات الأولى للحادث شابًا متأنقًا، مرتديًا بزة سوداء ورابطة عنق، ويقف بهدوء خلف السفير، غير أنّه ما لبث أن تحول الهدوء، وهذه الرزانة، إلى عصبية واندفاع أدت إلى إطلاقه الرصاص على السفير.
ويبلغ عمر منفِّذ الهجوم 22 عامًا، ويُدعى “مولود مرت ألطنطاش”، وهو تركي الجنسية وينتمي لقوات التدخل السريع في أنقرة، ويعمل في الشرطة منذ عامين ونصف، وذلك بحسب ما أعلنه وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو.
واللافت للنظر، أن قاتل السفير الروسي، ردد كلمات عقب إطلاقه النار على أندريه كارلوف مباشرة: وقال: “الله أكبر، نحن الذين بايعوا محمدًا على الجهاد”.
وقال بالتركية: “لا تنسوا حلب، لا تنسوا سوريا، لن تنعموا بالأمان ما لم تصبح مدننا آمنة، وكل من له يد في هذه المعاناة سيدفع الثمن”، وذلك أمام الكاميرات التي نقلت المشهد للعالم، على الهواء مباشرًا.
ردود أفعال عالمية على الحادث
وعقب الحادث توالت ردود الأفعال العالمية التي أدانت بشدة مقتل السفير الروسي من قبل العناصر الإرهابية، مؤكدين أن هذا الحادث يستهدف العلاقات الروسية التركية.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصف الواقعة بـ”الحادث الإرهابي”، مشيرًا إلى أنها تستهدف العلاقات التركية الروسية الجيدة، والتي كانت سببًا في وقف إطلاق النار في حلب بين المعارضة المسلحة والنظام السوري.
وشدد الرئيس الروسي على ضرورة معرفة “من وجَّه يد القاتل”، مؤكدا أن الرد الوحيد على اغتيال السفير هو تعزيز محاربة الإرهاب.
وأضاف بوتين أنه اتفق مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على تشكيل مجموعة عمل مشتركة مع الخبراء الأتراك، لإجراء التحقيق في القضية.
كما أوعز الرئيس بوتين بالحصول على ضمانات من الجانب التركي بشأن توفير الأمن للبعثات الدبلوماسية الروسية في تركيا، إضافة إلى تعزيز حماية البعثات التركية على الأراضي الروسية.
حادث استفزازي ولا يوجد أي خلاف
إما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقدم تعازيه إلى الرئيس الروسي الذي وصفه بـ”الصديق”، وشعبه، كما أكد ما قاله الرئيس الروسي فيما يخص استهداف الحادث للعلاقات بين البلدين.
وأضاف الرئيس التركي، أن هذا الحادث “استفزازي”، مشيرًا إلى أنه ليس هناك أي خلافات بين روسيا وتركيا.
كما أدانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موجريني، حادث اغتيال السفير الروسي في أنقرة، و قدمت تعازيها بالنيابة عن دول الاتحاد الأوروبي.
كما أكد ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، أنه لا بد من محاسبة من يقف وراء القاتل الذى ام تصفيته فى الحال وتقديمهم للعدالة، مع الإدانته الشديدة للحادث.
كما قدمت دول مثل قطر وبريطانيا وسوريا وأذربيجان وغيرها، التعازي لروسيا.
الحرب العالمية الثالثة
وللرجوع بالتاريخ للخلف وتحديدًا في يوليو عام 1914، وهو تاريخ قيام الحرب العالمية الأولى، حيث كانت أسباب نشوب الحرب، هي حادث اغتيال ولي عهد النمسا “فرانز فرديناند” مع زوجته من قبل طالب صربي يدعى جافريلو برينسيب في 28 يونيو عام 1914.
اغتيال “فرديناند” أشعل خلافًا دبلوماسيًا، ليتسبب في مقتل 16 مليون شخص، من ضمنهم 7 ملايين مدني، فيما عُرف بالحرب العالمية الأولى، لتنتقل الحرب بعد شهر من اشتعالها إلى دول العالم.
تشابه حادث مقتل ولي عهد النمسا والسفير الروسي بتركيا، أزاد من المخاوف الدولية بقيام حرب عالمية ثالثة بين روسيا وحلفائها من ناحية وتركيا وحلفائها من ناحية أخرى.
تركيا وروسيا.. على صفيح ساخن
الخلاف التركي الروسي على أشده في تلك المرحلة، وخاصة بعد إسقاط طائرة روسية بالقرب من الحدود السورية، بعد أن اخترقت الأجواء التركية.
كما شهدت العلاقات الثنائية بين روسيا وتركيا توترا، بسبب معاهدة التوسع لحلف شمال الأطلنطي والتي تعتبر تركيا أحد أعضاءه، وهو ما أثار غضب روسيا ما جعلها تنقل صواريخ مجهزة برؤوس نووية بالقرب من أوروبا للرد على توسعات حلف شمال الأطلنطي.
وما زاد الطين بلة، هو أن تركيا هي أحدى دول الأعضاء في حلف “الناتو”، الذي يضم 28 دولة حيث إذا حدث هجوم على إحدى الدول الأعضاء، يتم التعامل معه على أنه هجوم ضد كل دول الحلف،.
في الوقت ذاته، نقلت وسائل الإعلام الدولية تصريحًا على لسان أحد المسئوليين بـ”الكرملين” معلقا على حادث اغتيال السفير الروسي في تركيا، قائلًا: “الحرب العالمية الأولى بدأت ، بإطلاق النار واطلق النار على السفير الروسي هو بمثابة إعلان حرب”.
بوابة القاهرة