هجوم برلين.. ونبوءة غوبلز عن “يوم القيامة”
يعيش بها العديد من الجنسيات وتعد ممرا أوروبيا لهم أيضا، والآن عليها أن تدفع ثمن كونها “كوزوموبوليتان” أو “مدينة متعددة الثقافات”، هكذا توقع وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر وألمانيا النازية عام 1928 المنطقة المحيطة لكنيسة قيصر فيلهلم في برلين، التي شهدت عملية دهس، الاثنين، سقط فيها 12 شخصا.
فقد وصف غوبلز، قبل أكثر من 8 عقود، انفتاح هذه المنطقة على جميع الثقافات بسياسة “ديمقراطية الأسفلت”، واعتبر من يسكنون فيها “عاهرات” و”أشباه رجال”، وتوقع “يوم قيامة” في هذه المدينة تبعا لذلك.
ويعبر رأي غوبلز المتطرف عما ينادي به اليمين في ألمانيا حاليا من إغلاق الباب الذي فتحته المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمام المهاجرين، وهو اتجاه أصبح مع تراكم الأحداث، متصاعدا ليس بين اليمينيين وحدهم، وجعل من اللاجئين محط اشتباه وتوجس.
فما أن وقعت حادثة الدهس “المتعمدة” لحشد من المتسوقين في برلين، حتى اتجهت أعين الأمن صوب “المشتبه به الأول” في كل اعتداء إرهابي، ألا وهو اللاجئين.
منطقة كنيسة قيصر فيلهلم
وعلى بعد كيلومترين من مكان الهجوم الذي وقع في أحد أسواق أعياد الميلاد، ضبطت الشرطة باكستاني لاجئ وخرجت المعلومات للصحافة بأنه المشتبه به في تنفيذ الهجوم.
وعزز من ذلك أن الرجل تعرض للإيقاف أكثر من مرة في مخالفات قانونية بسيطة، لكنه لم يظهر أبدا على رادار أجهزة مكافحة الإرهاب.
وبالرغم من عدم ثبوت علاقة الباكستاني بالهجوم وإطلاق سراحه لاحقا، فإن الشبهات عاودت لتحيط بشخص تونسي عثرت الشرطة على بطاقة هويته في مكان الحادث.
وفي الاعتداءات التي وقعت عام 2016، ثبت أن معظم مرتكبيها من اللاجئين، وأبرزها هجوم بالفأس والسكين في قطار نفذه شاب أفغاني عمره 17 عاما في فورتسبورغ في يوليو، والهجوم الانتحاري على احتفال في أنسباخ فيذات الشهر ونفذه شاب سوري رفضت السلطات سابقا طلب لجوئه.
وهددت هذه الحوادث سياسة الباب المفتوح، حيث دخل من هذا الباب نحو مليون طالب لجوء من أجل الاستقرار في البلاد منذ عام 2015.
ويبدو أن الباب بدأ يوصد شيئا فشيئا، بسبب الضغط القادم من اليمين المتطرف الذي يلوم سياسة ميركل على كل الحوادث الأمنية.
وحتى ميركل شخصيا أصدرت بيانا سريعا عقب هجوم الشاحنة، رجحت فيه تورط لاجئ، وقالت: “أعرف أنه سيكون على قدر خاص من الصعوبة علينا أن نحتمل الأمر إذا تأكد أن هذا العمل نفذه شخص طلب الحماية واللجوء في ألمانيا”.
الشاحنة التي اقتحمت السوق في برلين
وتابعت: “سيكون الأمر مشينا على الأخص لجميع هؤلاء الألمان الذين يلتزمون يوما بعد يوم بمساعدة اللاجئين وكل هؤلاء الأشخاص الذين هم بحاجة الى حمايتنا يوميا، ويسعون إلى دمجهم”.
وأمام هذه الاعتداءات والنبرة المعادية من اليمين، تبقى جميع اللغات غير الألمانية، خاصة الشرقية منها، مهددة بدفع ثمن نبوءة غوبلز.
سكاي نيوز