منوعات

حميدة وأجهزة الذرّة .. مساعً لإستئصال «ورم» الشائعات

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتسرب رؤوس نووية خارج مركز الخرطوم للعلاج بالأشعة والطب النووي، واتهم وزير الصحة بولاية الخرطوم بروفيسور مأمون حميدة ،شركات بعينها، بالوقوف خلف الشائعة بغرض التنافس، وأعلن عن إعادتها لبلد المنشأ، بجانب توقيع عقودات صيانة لمدة ثلاث سنوات للأجهزة، في سابقة تعد الأولى من نوعها بمستشفى الذرة، وكشف عن تعطل أجهزة جديدة بمستشفيات مدني وشندي لم يتم استعمالها.

عمر افتراضي
يقول اختصاصي بمستشفى الذرة فضل حجب اسمه إن جهاز الكوبلت لا يتعدى حجمه الـ(20) ملم وتتناقص قوته مع مرور السنوات، خاصة وأنه موجود بمحفظة رصاصية، تجنباً لأي اشعاع إضافي، وأضاف لـ(آخر لحظة) أن المريض يكون قريباً منه عند أخذ الجرعة، باعتبار أن مداه لايتعدى الـ80 سم، وفور انقضاء مدته الافتراضية يجب ارجاعه لبلد المنشأ مجدداً، ومضى قائلاً: إن وجود اي اشعاع يؤثر علينا كأطباء وعاملين ومرضى ومرافقيهم.. بينما قسم مهندس أجهزة طبية بالمستشفى الأجهزة الإشعاعية إلى اثنين تشخيصية منها أشعة (XR) وأخرى علاجية مثل الموجودة بمستشفيات الطب النووي، فهي تصيب المرض مباشرة في مختلف أشكاله فيروسات أو اورام ، ويقول المهندس إن الأجهزة لها عمر افتراضي معين وطرق تخلص آمنة، ولكنها غير متبعة، فالتشخيصية تُباع بالدلالات كخرد، وتكمن الخطورة بالأجهزة العلاجية، حيث تؤثر على البيئة المحيطة، وهي ضارة للبيئة.

خلل بالعقودات
ويعترف مدير مستشفى الذرة بروفيسور دفع الله عمر إدريس في حوار له نُشر في الزميلة «التيار» بوجود خلل في العقودات الموقعة من قبل المستشفى مع الشركات الموردة ويقول أنه « لم يتم إلزام الشركة بالصيانة، بجانب شراء كافة الأجهزة من جهة واحدة، وفي نفس الوقت تحكمت الشركة المُورِّدة في المستشفى والعاملين».
وأكد ادريس وجود جهازين تعرضا للتلف، وكشف عن وضع الشركة شرطاً تعجيزياً لنزع الأجهزة، لأن بها مواداً مشعة، وهو أن فاتورة الخلاص منها تبلغ 320 ألف يورو. وقال إنهم وجدوا شركة أجنبية بسعر أقل من نصف المبلغ بـ(80) ألف يورو. وألمح مدير المستشفى لوجود عيوب في العرض الأخير، متمثلاً في تملص الشركة من القضاء على المصدر الإشعاعي بعد التفكيك .

من جهته كشف وزير الصحة بالخرطوم بروفيسور مأمون حميدة في حديث لـ(آخر لحظة) عن توقيع عقد صيانة جهازين مع شركة تشيكية ، حيث تقوم بمتابعة الأجهزة والوقوف عليها. وقال حميدة إن هناك أجهزة انقضت مدتها الافتراضية، وبحسب تركيبتها فهي مكونة من جزئين، رأس نووي وآخر ميكانيكي، وللأسف والقول للوزير، قامت بعض الشركات بإطلاق شائعات لا أساس لها من الصحة عن وجود إشعاعات بغرض المنافسة، الأمر الذي استدعى حجزها في الجمارك قبل الاستيثاق من الجهة المختصة وهي الطاقة الذرية.
وأشار حميدة إلى تعطل جهاز بشندي وجهاز تخطيطي بمدني، رغم عدم استعمالهم، وأشار الى أن محدودية الشركات التي تخدم الأجهزة تقلل من الخيارات خاصة وأن لكل شركة فنييها.

واتهم جهات بنشر الشائعة بغرض المنافسة، وأن العملية ليست معدات مثل بقية المستشفيات، فهناك مهندسون متخصصون، ولذلك تعتبر الأكثر تعقيداً وقطعاً يعلم المختصون بالأجهزة بمستشفى الذرة مدى خطورتها، لذلك يتعاملون معها بمعايير معينة فهي موضوعة بغرف مخصصة ذات مواصفات آمنة تُسمى (بانكر)، ولا شك أن أي تسرب موجود سيؤثر عليهم .
وقال حميدة أن هناك صناديق لترحيل الرؤوس عقب انقضاء عمرها الافتراضي، وهي مُجازة من الطاقة الذرية فالجهاز المعروف باسم (كوبلت) عمره مابين 5-6 سنوات، بينما يتم تجديد جهاز (لينك). وأعلن عن بدء العمل بأجهزة جديدة بمركز الخرطوم، واستمراره بصورة جيده.
وأشارت رئيسة لجنة الصحة بالمجلس الوطني، إلى عدم قيام اللجنة بزيارة ميدانية الى المستشفى، وبررت الخطوة لظروفها الصحية، وتعهدت بالتوجه للموقع مع فريق مختص للوقوف على الأوضاع بالمستشفى.

تقرير:معاوية عبد الرازق
صحيفة آخر لحظة